حوار- رئيس بعثة الحديدة يبحث بين المخا وصنعاء التخارج من "إعادة الانتشار"

المخا تهامة - Tuesday 31 December 2019 الساعة 10:56 am
الحديدة/ المخا، نيوزيمن، متابعات:

قال رئيس بعثة الرقابة الأممية لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال الهندي أبهيجيت غوها إن «عملية إعادة الانتشار الفعلية لن تكون ممكنة إلا بعد مناقشة مسألة قوة الأمن المحلية وحلها سياسيا».

وتهرّب غوها، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية من تأكيد أن الانسحاب الأحادي المزعوم لميليشيا الحوثي - ذراع ايران في اليمن- موانئ الحديدة يخالف اتفاق الحديد بل وعده "خطوة نحو الهدف العام".

ولكنه استدرك قائلا "بالنسبة لإعادة الانتشار على النحو المتفق عليه في اتفاق الحديدة، فإنه يتطلب مفهوماً شاملاً للعمليات لضمان التنفيذ الكامل، وهذا ما نريده، أليس كذلك؟"، مضيفا "ولتحقيق التنفيذ الكامل، فإننا نطالب كلا الطرفين بأن يكونا مستعدين للقيام بذلك وأن يكون هناك مفهوم عسكري للعملية يتفق عليه الطرفان ليكونا قادرين على تحقيقه".

وتابع "وبالطبع، لتأكيد نجاح ذلك يجب أن يكون هناك اتفاق سياسي بين الطرفين، وهذا هو ما نتحرك الآن تجاهه.. باعتبار «بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة» و«لجنة إعادة الانتشار» كيانين مكلفين بالإشراف على هذه العملية.

وأوضح أنه تلقى ردوداً مشجعة خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار والذي عقد مؤخرا وكان الهدف منه تسهيل الخطوات التشغيلية لإعادة نشر القوات، بما في ذلك جميع الاستعدادات المطلوبة قبل إعادة الانتشار، وخلال مرحلة التنفيذ وبعد اكتمالها.

وأردف "ووصولا إلى هذه النقطة، فإن ما شجعني فعلاً هو الردود الأولية التي تلقيتها من كلا الطرفين.. لهذا أقترح الآن الانتقال بين مدينتي المخا وصنعاء في الأسابيع القليلة المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة على كافة الترتيبات بحيث يمكن بناء مفهوم عسكري مشترك لعملية إعادة الانتشار".

ولفت إلى أن هناك جانبا آخر مهما تتابعه البعثة الأممية، يتمثل بضمان تسهيل الجوانب العسكرية لوصول المساعدات الإنسانية عبر الخطوط الأمامية التي تشمل أفضل الطرق بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، وكذلك سلامة وأمن قوافلهم وموظفيهم، فضلا عن تحسين حركة المدنيين عبر الخطوط الأمامية.

وكشف رئيس البعثة الأممية في الحديدة انه سيقوم خلال الأيام القليلة القادمة بمناقشة المفهوم العسكري للعمليات بالتفصيل مع المعنيين في كل من المخا وصنعاء في ضوء العروض الأولية التي قدمت خلال الاجتماع المشترك السابع للجنة إعادة الانتشار وذلك بهدف الوصول إلى المفهوم الفعلي للعمليات.

وبشأن التفسيرات المتباينة لما تضمنه اتفاق الحديدة حول نشر قوات الأمن المحلية، قال الجنرال الهندي "بالنسبة لي، فإن مسألة قوة الأمن المحلية هي مسألة ذات طبيعة سياسية ويجب حلها بواسطة القيادة السياسية لكلا الطرفين، مستدركا بالقول "وأشعر أنهم سيحلون هذه المشكلة عندما تحين اللحظة المناسبة؛ لكن حتى ذلك الحين، يتعين علينا الاستعداد لها من خلال رسم مفهوم للعمليات التي يتعين اتباعها عندما يحين الوقت المناسب".

وعن سبب تهرب الأمم المتحدة من إعلان الطرف الذي يعيق عمليات إعادة الانتشار في الحديدة.. قال غوها "دور الأمم المتحدة هو العمل مع الطرفين من أجل التنفيذ الكامل.. هذا هو ما نعتزم القيام به، وأرى أيضاً أنه رغم الصعوبات، فقد أبدى كلا الطرفين حرصاً والتزاماً تجاه هذه العملية، وواجبنا هو الحفاظ على المسار والمساعدة في سد الفجوة حيثما كان ذلك ضرورياً وتنفيذ إعادة الانتشار بطريقة مرضية للغاية لكلا الطرفين والأهم من ذلك، للشعب اليمني".

وإزاء الاتهامات المتبادلة من الطرفين بانتهاك وقف إطلاق النار، ودور بعثة الأمم المتحدة لحسم ذلك.. قال الجنرال الهندي "أؤكد على أن كلا الطرفين قد التزم بوقف إطلاق النار.. ومع ذلك، لا يمكن إنكار حالة انعدام الثقة نتيجة للصراع الطويل، وأود أن أوجه عنايتكم إلى أنه منذ توقيع الاتفاقية لم يحدث أي اعتداء".

وعبر عن اعتقاده أن كلا الطرفين صادق في رغبتهما في إنهاء الحرب، معتبرا ان ذلك يعيطه الكثير من الأمل.

وزاد بالقول "خلال الأشهر الثلاثة الماضية، شاهدت ضباط الاتصال من كلا الجانبين يعملون في مركز العمليات المشتركة لتعزيز وقف إطلاق النار ووضع حد للتصعيد، ونتيجة لذلك وبالإضافة إلى إنشاء خمسة مراكز مراقبة مشتركة حول مدينة الحديدة قبل ثلاثة أشهر فقد حققنا إنجازا، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ذلك. ولذلك فالأمل كبير".

واعترف رئيس «بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة» بان البعثة تعمل في بيئة عمل صعبة للغاية، لكنه عد ذلك "جزء من الصراع النشط الذي يجري"، متمنيا أن تشعر الأطراف بأهمية مواصلة تسهيل مهمة بعثته وعملياتها.

وتهرب رئيس البعثة الاممية عن توضيح الصعوبات التي تواجهها البعثة جراء عراقيل تفرضها ميليشيا الانقلاب سواء على نطاق عملها او اعاقة تحركها الميداني ومنع وصول بقية اعضاء البعثة.

وقال "حاليا لدينا نحو 75 في الإجمالي، سواء كانوا الموظفين المدنيين الدوليين أو المراقبين. لكننا نتزايد كل شهر، ونهدف إلى التحرك نحو رقم يزيد قليلاً عن 130 بحلول موعد إعادة الانتشار".

واستدرك قائلا "الوضع الحالي هو أن الحكومة اليمنية تقوم بتسهيل التأشيرات واللوجيستيات الأخرى لموظفي بعثة الأمم المتحدة ولكن قيل لنا إن القضية مختلفة عن سلطات الأمر الواقع في صنعاء (الحوثيين)".

وأردف: "العملية طويلة، لكنني لم أواجه أي مشاكل في الحفاظ على الأعداد التي أطلبها".

وأوضح غوها أن بعثته تدير عملياتها من داخل سفينة تابعة للأمم المتحدة.

واستطرد قائلا "ترسو السفينة على رصيف في ميناء الحديدة، ونقوم بالإبحار من وقت لآخر عندما يكون لدينا اجتماعات مشتركة مع «لجنة إعادة الانتشار» حيث إننا نعقد الاجتماعات في المياه الدولية".

واعتبر ان اليمن «عند مفترق الطرق، سواء بين الحضارات التي كانت في الشرق الأقصى أو وديان بلاد ما بين النهرين ومصر، أو في منتصف طريق تجارة التوابل في أوقات لاحقة.. علاوة على ذلك، كان دائما محور اهتمام»، ويقول: «لذلك فإن اليمن بالنسبة لنا هو مختبر للعالم، من نواح كثيرة».

الجنرال الهندي الذي أكد أن حيزا من وقته اليومي يخصصه للرياضة وقراءة كتابً «صعود وسقوط القوى العظمى» لبول كيندي.. وجه في ختام حديثه رسالة لليمنيين قائلا: «أنتم من جلبتمونا إلى هذا العالم، فالبشرية انتشرت من خلالكم. ونحن مدينون لكم بذلك، ونتطلع إلى رد الجميل بأن نهديكم السلام».

رسالة في ختام حديثه لليمنيين قائلا " أنتم من جلبتمونا إلى هذا العالم، فالبشرية انتشرت من خلالكم..ونحن مدينون لكم بذلك، ونتطلع إلى رد الجميل بأن نهديكم السلام"، مذكرا الجميع بان اليمن عند مفترق الطرق، سواء بين الحضارات التي كانت في الشرق الأقصى أو وديان بلاد ما بين النهرين ومصر، أو في منتصف طريق تجارة التوابل في أوقات لاحقة.. علاوة على ذلك، كان دائما محور اهتمام.

وخلص الى القول "لذلك فإن اليمن بالنسبة لي هو مختبر للعالم من نواح كثيرة".