أردوغان يحذر ويهدد بداعش: طريق الحل في ليبيا يمر عبر تركيا

العالم - Saturday 18 January 2020 الساعة 04:04 pm
نيوزيمن، متابعات:

قبيل انطلاق مؤتمر برلين الدولي بخصوص الأزمة الليبية، خرج الرئيس التركي رجب أردوغان بتصريحات تفرض أنقرة فرضاً على أي حل في البلد الغارق بالأزمات منذ 9 سنوات.

وكتب أردوغان مقالا نشره موقع "بوليتكو" الأميركي الإخباري، السبت، بعنوان "طريق السلام في ليبيا يمر عبر تركيا"، معتبراً أن الأخيرة مفتاح إنهاء العنف هناك وبداية السلام، كما برر تدخله العسكري هناك.

ووجه الرئيس التركي في مقاله تهديدا واضحا للأوروبيين، قائلا إنه في حال سقوط حكومة فائز السراج التي يدعمها في طرابلس، فإن القارة العجوز ستواجه مشكلات ضخمة مثل الهجرة والإرهاب.

واعتاد أردوغان استعمال أسلوب الابتزاز في حديثه مع الأوروبيين، خاصة فيما يتعلق بمسألة اللاجئين ودعم المنطقة العازلة في سوريا.

ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الألمانية برلين، غدا الأحد، مؤتمرا دوليا حول ليبيا بمشاركة طرفي النزاع والقوى الإقليمية والدولية.

العالم لم يفعل شيئاً

وقال أردوغان في مقاله، إن "ليبيا تغرق في حرب أهلية منذ نحو عقد، فيما لم يف المجتمع الدولي بالتزاماته إزاء إنهاء العنف واستعادة السلام والاستقرار هناك"، واعتبر أن ما تشهده ليبيا اليوم نتيجة "عدم الاكتراث الدولي بما يجري فيها".

وأضاف إنه رغم جهود الوساطة الأممية واتفاق الصخيرات، فإن العالم لم يفعل ما فيه الكافية من أجل الحفاظ على ما وصفها بـ"القوى المؤيدة للديمقراطية والحوار في ليبيا"، في إشارة منه إلى حكومة طرابلس التي يرأسها السراج وتدعمها الميليشيات المتطرفة.

وقال إن حكومة السراج تتعرض لهجوم من قبل الجيش الوطني الليبي، الذي اتهمه بأنه "ينوي تنفيذ انقلاب عليها".

الانقسام الأوروبي

وتحدث الرئيس التركي عن الانقسام أوروبي إزاء الأزمة في ليبيا، قائلا إن القارة لم تتخذ قرارا بشأن ما ينبغي فعله إزاء الجارة المتوسطية، متهما فرنسا بالانحياز إلى ما وصفها بـ"مؤامرة الانقلاب" الذي ينفذها الجيش الوطني، في إشارة من أردوغان إلى عملية عسكرية تهدف إلى تحرير العاصمة الليبية من قبضة الميليشيات الارهابية.

وفي المقابل، فإن ألمانيا التي تستضيف المؤتمر الدولي تدعو إلى اتباع الحلول الدبلوماسية، على ما يقول أردوغان.

واعتبر الرئيس التركي أنه في حال فشل أوروبا في دعم حكومة السراج، فذاك يعني "خيانة لقيمها الأساسية بما فيها الديمقراطية وحقوق الإنسان"، متجاهلا الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الموالية لهذه الحكومة.

وقال إنه في حال سقطت حكومة السراج، فقد تواجه مشكلات عديدة، إذ ستجد المنظمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة"، اللتين هزمتا في في سوريا والعراق، في ليبيا أرضا خصبة لها.

وأضاف إن اشتعال العنف في ليبيا سيشعل موجهة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

وتابع: "ينبغي أن يفهم أصدقاؤنا وحلفاؤنا الأوروبيون أنهم لا يستطيعون تغيير العالم بمجرد الشكوى والتعبير عن القلق، فالأمر يحتاج تحمل بعض المسؤولية".

لماذا تتدخل تركيا؟

وبرر تدخله العسكري في ليبيا بدعم ما وصفها بـ"الحكومة الشرعية هناك، بعدما بدت أوروبا أقل اهتماما بتوفير الدعم العسكري".

وقال إنه بموجب مذكرة التعاون العسكري، ستدعم أنقرة حكومة السراج وتحميها من "المتآمرين والانقلاب"، متحدثا عن تدريب القوات الموالية للسراج ومساعدتها على مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والتهديدات الأخرى التي تهدد الأمن الدولي.

وأضاف: "أوروبا تجد نفسها على مفترق طرق، ويمكن لها أن تعتمد على صديقتها تركيا في جهدهم لإنهاء العنف" في ليبيا.

من جهة ثانية قال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري إن ميليشيات طرابلس وتركيا مستمرتان في خرق الهدنة وقامت القوات التركية بتركيب منظومة دفاع جوي أميركية في مطار معيتيقة، وقامت بإنزال أسلحة ومدافع موجهة في ميناء مصراتة، وتواصل جلب المرتزقة السوريين إلى طرابلس.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي استثنائي السبت :"رصدنا وصول أسلحة بحرا وجوا إلى ميليشيات طرابلس في فترة وقف إطلاق النار"، مردفاً: "رصدنا تركيب منظومة دفاع جوي في مطار معيتيقة وإنزال قوات معادية من تركيا وسوريا".

وأشار المسماري الى أنه تمت الموافقة على وقف إطلاق النار نزولاً عند رغبة دول صديقة رغم وصول الجيش إلى قلب طرابلس، مضيفاً: "قواتنا ملتزمة التزامًا كاملا بوقف إطلاق النار بينما سجلنا خروقات قامت بها ميليشيات طرابلس".

ولفت المتحدث العسكري إلى أنه لا أوامر حتى الآن بالرد العسكري على خروقات ميليشيات طرابلس، مؤكداً أن الجيش الليبي لديه الجاهزية الكاملة للرد على الخروق ولن يساوم على تضحيات الشعب.

واوضح المتحدث العسكري ان الشعب الليبي هو الذي أقفل الموانئ النفطية والحقول واصفا إياها بالخطوة الجبارة مبينا أن ما على القوات المسلحة سوى حماية الشعب الليبي وحماية كل مكوناته وعدم السماح لأي أحد بتهديده.

وذكر أنه يتم متابعة مظاهرات الجماهير الغاضبة ضد إرسال قوات تركية إلى ليبيا، مشيراً إلى أن الجماهير الغاضبة قامت بإغلاق الموانئ النفطية بعد تجاهل صوتهم ضد الغزو التركي.

في الأثناء، أعلن شيخ قبيلة الزوية العمدة السنوسي الحليق الزوي انطلاق حراك إغلاق الحقول والموانئ النفطية مؤكدا أن الحراك يهدف لتجفيف منابع تمويل الإرهاب بعوائد النفط، وكذلك للمطالبة بإعادة مؤسسة النفط لمقرها في بنغازي.

وقال الحليق لوكالة الأنباء الليبية إننا أغلقنا حقل السرير وتوقف بموجبه العمل بميناء الزويتينة النفطي، لافتا إلى أن اليوم السبت سيشهد إيقاف كافة حقول النفط وبالتالي إيقاف كافة الموانئ في شرق البلاد.

ولفت الحليق إلى أن كافة قبائل المنطقة تشارك في هذا الحراك لحين تنفيذ المطالب.