ارتفاع أسعار أراضي المخا فتح باب المنازعات.. والقضاء غير قادر على الفصل

المخا تهامة - Sunday 26 January 2020 الساعة 08:22 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

في أيلول سبتمبر الماضي تفاجأ أهالي حي العروك بالمخا بتعدي نافذين على مقبرة، واستولوا على أجزاء منها، قبل أن يقوم الأهالي بطردهم لاحقاً.

كانت الواقعة نتاجاً طبيعاً للازدهار الذي تعيشه المخا، إذ خلق الإقبال المتزايد على العقارات والأراضي المخصصة للبناء نافذين جدداً، وفتح شهيتهم للسطو على أراضي الغير.

كما أن الحادثة، تعكس واقعاً مثقلاً بالمتاعب لقطاع الأراضي الذي يشوبه نزاعات متعددة في السابق تكاد لا تنتهي وللقضاء الذي يعجز في الفصل بين تلك القضايا بالسرعة التي ينبغي.

لكن قاضي المحكمة صلاح بجاش، قال خلال مقابلة سابقة مع نيوزيمن، إن أكثر قضايا الأراضي تتعلق باختفاء معالمها نظرا لطقس المخا المعروف بالرياح القوية المحملة بالأتربة والتي عملت لسنوات على تغيير كثير من معالم تلك الأراضي.

ويوافق البعض ما ذهب إليه القاضي صلاح بالقول إن الأمر اختلط عند كثير من الملاك وقاموا بالبسط على أراض ليس ملكهم بسبب غيابهم الطويل عنها، إما كونهم يعيشون خارج المديرية، أو أن أراضيهم التي كانت بلا قيمة أدركوا اليوم القيمة المالية التي باتت عليها وعادوا للبحث عنها. 

يقول صائم الدهر إن أسعار الأراضي بعد تحرير المخا في 2017 زات بنسبة 500℅، فسعر الذراع (حيث يعتبر الذراع وحدة قياس معمول بها في المخا و يعادل 45 سم) على الشارع العام كان ب150 ألفا، وبعيدا عن الشارع ب20 ألف ريال ليرتفع سعره الآن إلى نحو 600 و700 الف ريال على الشارع، و300 الف ريال في الأماكن البعيدة عنه.

يضيف، إن هذا الارتفاع جعل بعض ملاك الأراضي يبيعون قطعة الأرض مرات عدة مما خلق قضايا ومنازعات بين المشترين الذين يظهرون جميعا وثائق الملكية، فيما آخرون يدعون ملكيتهم لبعض الأراضي فيقومون بالبسط عليها.

قضايا الأراضي جعلت البعض منهم يقدمون شكاوى مستمرة لموقع نيوزيمن، على أمل المساعدة في نقلها للجهات المعنية في المخا.


يقول محمد عبده، إنه باع قبل سنوات جزءاً من أرضيته لمشترٍ أراد أن يبني عليها منزلا، لكن ذلك المشتري قام ببيع النصف المتبقي منها لشخص آخر بعد أن زور أوراق الملكية.


يضيف، إنه يتردد على المحكمة منذ أشهر على أمل الانصاف، لكن القطاع القضائي غير قادر على حسم النزاعات المتعلقة بالأراضي، مما يؤدي إلى تراكم تلك القضايا ويجعل حلها أمراً مستحيلاً.


سيف القباع، يشكو من السطو على أراضيه من قبل أبناء عمومته بسبب اختلاف وجهات النظر في أحقية كل منهم بملكيتها.


يقول، إن غرماءه بسطوا على أراضٍ تخصه، لكنه لم يجد من يوقفهم، وكلما تقدم بشكوى إلى المحكمة للنظر في قضيته يواجه ببرود وتأخر في الفصل لا يتناسب مع حاجته برد مظلوميته.


إقبال كثيف على المحكمة


قد يكون الضغط الذي تعاني منه محكمة المخا، نظرا لإقبال المواطنين من مديريات عدة، سببا في تأخر الفصل في قضايا متعلقة بنزاع الملكيات العقارية، فمحكمة المخا المحكمة الوحيدة في الساحل التي أعيدت للعمل، ولذا اتجه أغلب المواطنين في المديريات إليها من أجل حل قضاياهم.