الهوية الحوثية.. تبعية إيرانية وتشكيك في إسلام اليمنيين

تقارير - Monday 27 January 2020 الساعة 09:20 am
صنعاء، نيوزيمن، أحمد فؤاد:

إلى ما قبل رفع صور القيادي الإيراني قاسم سليماني في تظاهرة لمليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- كان سؤال ماهية الهوية " الإيمانية" التي تتحدث عنها وسائل إعلام الحوثي ما يزال قائماً قيد النقاش والجدل المجتمعي بين سكان صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي..

تشكيل لجان من المجالس المحلية وعُقّال الحارات ومشرفي الحوثي، حملات إعلامية مكثّفة، اجتماعات وفعاليات رسمية متنوعة، خطب إرشادية، تعاميم وتوجيهات للخطباء ومدراء المدارس وعقال الحارات، جميعها منشغلة بـ"الهوية الإيمانية الحوثية"، دونما اتفاق على ماهيتها، أو حتّى بلورة نبذة تعريفية واحدة للمعنى المقصود.!

يرأس القيادي الحوثي، ضيف الله الشامي، اجتماعا لقيادات المؤسسات والوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة الرسمية والخاصة (الحوثية)، لمناقشة إجراءات تنفيذ حملة إعلامية "لترسيخ وتعزيز مبادئ الهوية الإيمانية"، وفي خبر الاجتماع يحدد الشامي مفهوم "تأصيل الهوية الإيمانية" بترجمة خطاب قائد الجماعة عبد الملك الحوثي دون سواه، لافتا في هذا الصدد "إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بالهوية الإيمانية اليمانية الأصيلة"..

تأصيل الهوية بديمومة السُّلطة

ويعتقد الحاج، عبدالله الفقيه، من سكّان حى القاع بالعاصمة صنعاء، أن معنى "الهوية الإيمانية" التي تتحدث عنها وسائل إعلام وخطباء الحوثي، هو التبعية المطلقة لدولة إيران، وقال: "نحن في اليمن مؤمنون، ولسنا في حاجة لتعزيز إيماننا، فإيماننا لم ينقص"، مشيرا إلى أن جماعات الاسلام السياسي، ونظرا لإفلاسها في تقديم مشروع وطني تنموي يخدم الناس، فإن هذه الجماعات تبقى عالقة حول الدين والخطاب الديني، لإقناع الناس باستمرار بقائها في السلطة.. 

وفي ندوة يفترض أنها توعوية عقدت بالجامع الكبير بصنعاء تحت عنوان "عطاء الشهادة والهوية الإيمانية"، نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد التي تديرها مليشيا الحوثي، يخلص القيادي الحوثي، محمد ابراهيم شرف الدين، إلى أن "ثقافة الشهادة أعظم حصن لهويتنا الإيمانية"، ما يفهم هنا أن "الهوية الإيمانية" عند شرف الدين ليست كتلك التي عند ضيف الله الشامي، فهي هنا تحتاج لتقديم المزيد من الشباب وقودا لمعارك بقاء الجماعة في السُّلطة..!

..وترسيخ الإيمان بسرقة المرتبات 

مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة القيادي الحوثي عبدالله عامر، يدلي هو الآخر بدلوه في هذا السياق، ويعلن تدشين حملة ارشادية لـ"تعزيز وتأصيل الهوية الإيمانية في المجتمع" بمشاركة 500 من الخطباء والمرشدين وتستمر لمدة 3 شهور، وفي مقاربة منه لماهية تعزيز وتأصيل الهوية الإيمانية، يؤكد القيادي الحوثي على "ضرورة ترسيخ معاني الإيمان وأخلاق الاسلام في نفوس جميع أفراد المجتمع قولاً وعملاً"، وهو ما يعني إعادة ضبط وأسلمة المجتمع، وفقا لأخلاق وممارسات المليشيا الحوثية، والتي منها سرقة مرتبات موظفي الدولة، ونهب الممتلكات العامة والخاصة..!

وعقب استماعه لخطبة الجمعة في أحد مساجد العاصمة صنعاء، يقف طاهر الهمداني متسائلا: "إذا كنا نتحدث عن الهوية الإيمانية اليمنية، فلماذا التعصب الشديد للإيراني قاسم سليماني؟"، ويعتقد أن مصطلح الهوية الإيمانية إنما يستهدف بالدرجة الأولى طمس حديث "الحكمة اليمانية"، والتشكيك في إيمان المجتمع اليمني.

وفي فعالية توعوية مماثلة نظمتها وزارة الصناعة والتجارة التي تديرها مليشيا الحوثي، يرى القيادي الحوثي في هذه الوزارة، محمد أحمد الهاشمي، أن "حملة تأصيل الهوية الإيمانية بمثابة تعزيز وإسناد للتحشيد والتعبئة لمواجهة العدوان"، متفقا بهذا المعنى مع مفهوم التضحية بأبناء القبائل في حروب الحوثي لضمان ديمومة البقاء في السُّلطة..

وفيما يشير إلى ضرورة العمل على ترسيخ الهوية الإيمانية والتحلي بها منهجاً وسلوكاً، لا يتذكّر القيادي الحوثي محمد الهاشمى، سلوكا واحدا لجماعته يمكن الاستشهاد به كدليل نظري على "ترسيخ الهوية الإيمانية والتحلي بها منهجاً وسلوكاً"..!