تغادر غداً عضوية الاتحاد.. الأوروبيون يودعون بريطانيا بالدموع ونشيد حزين

العالم - Thursday 30 January 2020 الساعة 07:19 pm
نيوزيمن، متابعات:

عم الحزن دول الاتحاد الأوروبي مع اقتراب لحظة خروج بريطانيا من عضوية الاتخاد المقرر غدا الجمعة.

وقد سيطرت مشاعر الفراق والحزن على أعضاء البرلمان الأوروبي بعد تصديقهم في بروكسل الأربعاء على اتفاق خروج بريطانيا، التي كانت عضوا بالاتحاد طوال 47 سنة، وتغادره غداً الجمعة كآخر يوم لها فيه.

ووجد اعضاء البرلمان أنفسهم يتجمعون في قاعة، ويلوحون بالمنديل في وداع المملكة المتحدة والدموع تنهمر من أعينهم.

ورددوا بشكل جماعي عقب التصديق على اتفاق خروج بريطانيا، واحدة من أشهر أغانيها العاكسة للحزن المرفق بالأسى المختلج في النفس لحظة الفراق وهي أغنية نشيد بعنوان Auld lang syne ألفه الشاعر الاسكتلندي Robert Burns الراحل صيف 1796 بعمر 37 سنة.

ولحن الأغنية، مستمد من الفولكلور الاسكتلندي التقليدي، فاشتهر أكثر من كلماتها نفسها، حيث توحي انسياباته بلوعة الفراق بوضوح، كما بالصداقة والوفاء لما عهده الإنسان من ارتباطات.

ويردد البريطانيون الأغنية عند وداع عام انتهى، أو حين التخرج والانتقال إلى مرحلة جديدة، إضافة إلى ترديدها في مناسبات الوداع الأخير لعزيز رحل، وقد لا يعود. مع ذلك، ففيها تعابير عن الأمل باللقاء مجدداً.

وبينما ظهر عدد من نواب البرلمان الأوروبي في بداية الاغنية وهم يبتسمون لكنهم عندما رددوا الأغنية في قاعة البرلمان، اختفت الابتسامات سريعاً، وحل مكانها وجوم مهيب على الوجوه، وبدأت الدموع تتساقط لا اراديا، في حين حاول النائب من حزب العمال البريطاني، روري بالمر،  السيطرة على دموعه، وبدا الحزن واضحاً عليه وعلى المنشدين لعبارات الأغنية التي تقول بعض كلماتها: "هل ننسى أياماً مضت.. هل ننسى ذكراها. كم قد رتعنا في الربى فرحاً بمثواها.. كم قد قطفنا من زهور من ثناياها. كم قد مشيناها خط.. كم قد مشيناها".

وامتزجت كلمات الاغنية المعبرة عن الفراق والوداع مع لحظات الوداع الاخيرة لاحدى الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والتي كان لها دور فاعل في الاتحاد.

وصدق البرلمان الأوروبي، الأربعاء، بغالبية كبيرة على معاهدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

ووافق النواب الأوروبيون على الاتفاق بـ621 صوتا ومعارضة 49 وامتناع 13 عن التصويت. 

وهذه هي المرحلة الرئيسية الأخيرة في المصادقة على الاتفاق بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على الاستفتاء حول بريكست.

وقبل أسبوع، صدق مجلس العموم البريطاني نهائيا، على اتفاق بريكست، مفسحا المجال أمام الخروج التاريخي للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والمقرر غد الجمعة.

ويسمح الاتفاق لبريطانيا بإسدال الستار على عضويتها التي استمرت لعقود في الاتحاد الأوروبي اعتباراً من 31 يناير، والانفصال عن أقرب جيرانها وشركائها التجاريين بعد عدة سنوات من الخلافات الداخلية والتأخير.

وستوضع النسخة الأصلية من الاتفاق المقر من البرلمان الأوروبي في أرشيف الاتحاد الأوروبي إلى جانب غيره من المعاهدات الدولية، بينما سيتم إرسال 3 نسخ إلى لندن.


وستقضي بريطانيا غدا الجمعة آخر يوم لها كعضو في الاتحاد الأوروبي قبل انفصالها رسميًا الساعة 23,00 بتوقيت غرينيتش، أي تمام منتصف الليل بتوقيت بروكسل.


وكان الناخبون البريطانيون ايدوا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو 2016، وبعد مفاوضات مطوّلة وتأجيل متكرر، "تنجز" حكومة جونسون الجديدة بريكست أخيراً الجمعة.


وستغادر بريطانيا مؤسسات التكتل، ما يخفض عدد أعضائه إلى 27 دولة، لكن اتفاق الانسحاب يقضي بفترة انتقالية مدتها 11 شهراً تستمر حتى نهاية العام الجاري.



وخلال هذه الفترة، ستواصل بريطانيا وباقي دول التكتل تطبيق ذات القواعد التجارية الحالية، لمنع أي هزّات اقتصادية بينما يحاول المسؤولون التفاوض على اتفاق تجاري أوسع.