مأرب وتعز.. بدايات النضال الجمهوري وموجبات تصحيح مسار الخيانة الإخوانية

تقارير - Wednesday 05 February 2020 الساعة 10:57 am
المخا، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

شكلت مأرب وتعز روح المقاومة الشعبية ضد مليشيات الحوثي ومشروعها الإمامي، وكان حضور المقاتل في المحافظتين استشعاراً لخطر يستهدف جمهورية الشعب التي ناضل من أجلها القردعي وعبد الرقيب عبد الوهاب ومعهما قوائم طويلة من رجالات الكفاح ضد النظام الإمامي.

قاد عدنان الحمادي المواجهة في تعز ومعه قدامى المحاربين الذين كانوا جنوداً ضمن قوام قوات المضلات والصاعقة أيام عبد الله الحمدي وعبد الله عبد العالم وعدد من جنود اللواء 35 ومتطوعين من مناطق جبل حبشي والحجرية وصبر.

وفي مأرب بدأ الشدادي مواجهة المليشيات مستنداً إلى فزعة القبيلة العريقة، فكانت مطارح ملوك سبأ أشبه بمعسكرات مفتوحة لحشد الرجال والسلاح في معركة ضد مليشيات الحوثي التي كانت حينها تملك عتاداً وقوة كبيرة أكثر بكثير مما تملكه اليوم.

واجهت القبائل ومعها قوات برية من التحالف العربي وإسناد جوي غزو المليشيات، وكسرت هجومها الذي كان يستهدف دهس مأرب والجوف وشبوة وصولاً إلى حضرموت والاستحواذ على منابع الثروة في المثلث النفطي.

بالتزامن كان الحمادي رفاقه يواجهون جبروت المليشيات الزاحفة من الشمال والمسنودة بالوحدات العسكرية النظامية المتواجدة في تعز في ملحمة كفاح وطني مشهودة في ذهنية أبناء تعز وذاكرة من تابعوا هذا الفصل الهام من معركة الدفاع عن الجمهورية.

اكتسبت المعركة في مأرب وتعز زخماً كبيراً والتحق آلاف الشباب وأبناء القبائل بالميدان يحاربون المليشيات بما يملكون من سلاح شخصي، حينها كانت قيادات الإخوان التي تهيمن اليوم على مشهد الحرب ضد الحوثيين مشغولة بترتيب وتطبيع أوضاعها الخاصة في فنادق الرياض وأماكن اللجوء بعد أن تقاسمت عواصم عديدة كوجهة للهرب.

تعرض الشدادي لمؤامرات عدة، وأوقفت رواتب جنوده مرات كثيرة، ووصل الحال به إلى أن حاصر البنك المركزي في مأرب وأخذ رواتب جنوده بالقوة، ومثله كان قد فعل الحمادي حين أوقفت مرتبات جنوده فحاصر البنك المركزي في تعز واستخرج رواتب جنوده.. غير أن الفرق أن الشدادي من أوقف رواتب جنوده هي الشرعية وعلي محسن، والحمادي كان الحوثيون من جمد رواتب أفراده بدايات الكفاح ضد المليشيا.

تتشابه بدايات الشدادي والحمادي وظروف نضالهما.. ذهب الشدادي إلى صرواح حين رأى جيش الإخوان يقاتل من أجل معركة وأهداف مختلفة، وقال حينها عبارته الشهيرة إما أن أعود وقد حررت صرواح أو أعود شهيداً.. واستشهد الشدادي في صرواح وهو يقاتل دفاعاً عن جمهورية الشعب، وفي ذات المكان الذي استشهد فيه بطل ثورة 26 سبتمبر علي عبد المغني، غير أن ظروف وملابسات استشهاده والتآمر عليه بقيت دون أن تُكشف.

وفي تعز حول جيش الإخوان الحمادي إلى خصم، واستهدفوه عسكرياً وإعلامياً، وبمؤامرات كثيرة فيها خسة ودناءة وصلت حد محاربة أفراده برواتبهم وأرقامهم العسكرية وصولاً إلى أن تم اغتياله في عملية جبانة وغادرة، ومحاولة تمييع قضيته وتحويلها إلى قضية جنائية عادية.

مهمة الإخوان وشرعيتهم كان الانحراف بمعركة الشعب ضد الإمامة بنسختها المحدثة، وفتح جبهات فرعية ضد أعداء الإخوان والحوثية في آن واحد، وتحولت الحرب إلى ما يشبه التحالف الحوثي الإخواني لتصفية القيادات الفاعلة والقوة العسكرية التي لا تدين لهم بالولاء الأيديولوجي وليس الإداري فقط.

أعطب الإخوان وعلى رأسهم قيادات كبيرة مثل علي محسن الأحمر معركة الدفاع عن الجمهورية، وبدأت من مأرب الحرب ضد تواجد قوات الإمارات التي ساندتهم في مواجهة مليشيات الحوثي.

أزاح علي محسن وقيادات بقايا نظام صالح الهاربة من الحوثيين كل رجالات مأرب الفاعلة عن قيادة المواجهة، واستقدمت قيادات من الفرقة الأولى مدرع قديماً لقيادة الجيش المسمى وطني حديثاً، ولم تكتف بذلك، بل بدأ جيش الإخوان بضرب النسيج المجتمعي في مأرب وتفكيك قوة القبائل من خلال استهدافها بجيش الشرعية الوطني وكانت عبيدة الهدف الأول لإخوان تميم.

أرهق الإخوان التحالف والجيش والقبائل والقوى الوطنية بسنوات من المتاجرة بالحرب والقضية وتنفيذ أجندة تميم قطر وتحالفاته مع تركيا وطهران وتحول التحالف وكل من يناهض الحوثيين والإخوان إلى خصم وعدو.

وجاءت هزيمة نهم الموجعة وتتالي الضربات الحوثية لتكشف عن الخطر المحدق بجغرافيا إقليم سبأ ومأرب خصوصاً وبالمشروع الوطني القائم على حلم استعادة مؤسسات النظام الجمهوري وتحرير الجغرافيا المنهوبة من مليشيات طهران الحوثية.

ما يحصل في مأرب يمكن أن يحصل في تعز وليس بعيداً أن يسلم جيش الإخوان مناطق محاذية للساحل الغربي لمليشيات الحوثي، الأمر الذي يجعل من التحرك الشعبي لإيقاف خيانات الإخوان مهمة مستعجلة وضرورة وطنية ومثلما كانت بدايات النضال من مأرب وتعز فمنهما يجب أن تبدأ خطوات تصحيح المسار.