ضحايا كورونا في الصين يتخطّون 1500 حالة وفاة و66 ألف إصابة

العالم - Saturday 15 February 2020 الساعة 06:32 pm
نيوزيمن، ا ف ب:

أعلنت السلطات الصينية، السبت، أنّ فيروس كورونا المستجدّ أودى حتى اليوم بحياة 1519 شخصاً على الأقلّ في الصين القاريّة بعدما سجّلت مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد، 139 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وفي سياق تحديثها اليومي لحصيلة الوفيات والإصابات، قالت السلطات الصحية في هوبي، المقاطعة الواقعة في وسط البلاد والتي ظهر الفيروس للمرة الأولى في عاصمتها ووهان في أواخر ديسمبر، إنّ الوباء حصد خلال الساعات الأربع والعشرين الفائتة أرواح 139 شخصاً وأصيب به 2420 شخصاً إضافياً.

وبذلك يتخطّى عدد إجمالي المصابين بالفيروس في الصين 66 ألف شخص.

وخارج الصين القارية سجّلت حتى اليوم حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في هونغ كونغ والأخرى في الفيليبين.

وكانت هوبي سجّلت الجمعة 116 حالة وفاة و4823 إصابة.

وتتركز في الصين 99,9% من حالات الوفاة المسجّلة في العالم جراء الوباء. وخارج الصين القارية، سُجّلت حتى اليوم ثلاث وفيات فقط بالفيروس، أحدها في هونغ كونغ والثانية في الفيليبين والثالثة في اليابان.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية الجمعة عن اكتشاف أول إصابة مؤكدة بالفيروس في القارة الإفريقية..ووضع المصاب وهو ليس مصرياً، في الحجر الصحي.

وأقرّ الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة بأن مواجهة الوباء تشكّل "اختباراً كبيراً لمنظومة الحكم في البلاد وقدرتها على الحكم".

وقال في تصريحات أثناء اجتماع للحزب الشيوعي الصيني إن الوباء كشف عن "أوجه قصور"، داعياً إلى تحسين النظام الصحي الوطني.

من الجانب الأميركي، وبعد أن هنّأت واشنطن بكين "لعملها المهني"، عبر البيت الأبيض الخميس عن موقف مختلف.
وقال لاري كودلو كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي دونالد ترامب "نشعر بالخيبة بعض الشيء لقلة شفافية الصينيين في التعاطي" مع هذا الملف.
وأسف لرفض بكين مقترحات واشنطن ارسال خبراء أميركيين إلى الصين.

وردا على سؤال حول هذا الموضوع أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ الجمعة أن بكين تعتمد "الشفافية" مع المجتمع الدولي منذ بدء تفشي الفيروس.
وأضاف أن "الصين تنتهج دائما تعاونا إيجابيا ومفتوحا مع الولايات المتحدة".

الصحة العالمية تدافع عن الصين

في غضون ذلك دافعت منظمة الصحة العالمية الجمعة عن بكين مؤكدة أن الحكومة الصينية "تتعاون معنا وتدعو خبراء دوليين وتتشارك السلالات الجينية (للفيروس) وتواصل العمل مع العالم الخارجي".

وعلى صعيد متصل أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الصين تجري تجارب على لقاح ضد فيروس كورونا، مشيرة إلى أن النتائج ستظهر خلال 3 أسابيع.

وفاجأت السلطات الصحية في هوبي الخميس الجميع بإعلانها عن توسيع نطاق تعريفها للأشخاص المصابين بفيروس الالتهاب الرئوي كوفيد-19.

فقد غيّرت النظام المعتمد لرصد الوباء، إذ باتت تحتسب الحالات "المشخّصة سريرياً"، أي أنّ صورة شعاعية للرئتين باتت كافية لتشخيص الإصابة، في حين كانت تنتظر قبل ذلك إجراء فحص الحمض النووي للفيروس لتأكيد الإصابة به.

وأدت هذه الوسيلة الجديدة إلى تضخّم عدد الوفيات والإصابات مع الإعلان عن زيادة قدرها 15 ألفا في عدد الإصابات الخميس وحوالى خمسة آلاف إصابة جديدة الجمعة.

وقال المسؤول عن دائرة الحالات الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين إن هذه الأرقام تشير إلى وضع أكثر خطورة من الوضع الذي كان يُفاد عنه حتى الآن لكن ذلك "لا يشكل تغييراً ملموساً في مسار الوباء".

شفاء 8 آلاف مصاب

بدوره، أبدى نائب وزير خارجية الصين ثقة بلاده من أن الوباء سينتهي قريبًا، رغم العدد الكبير من الإصابات، مشيراً إلى أن نسبة الوفيات منخفضة ولا تزيد على 2.99 بالمئة.

وقال إن "هناك فيروسا آخر ينتشر وهو الذعر". وعبّر عن استياء من تعرض المواطنين الصينيين في بعض البلدان للتمييز. وأوضح أن الصين قامت ببعض الخطوات منعت من انتشار الفيروس خارج الصين، مطمئناً بأنه يمكن السيطرة على الفيروس والشفاء منه. وتحدث عن شفاء 8 آلاف مصاب بالفيروس.

مقطوعتان عن العالم

وكا زالت مدينة ووهان حيث ظهر في ديسمبر الفيروس للمرة الأولى، ومقاطعة هوبي المحيطة بها، السبت مقطوعتين عن العالم من خلال طوق صحي محكم ساري المفعول منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

وأُقيل الخميس المسؤولان في الحزب الشيوعي الحاكم في هوبي ووهوان اللذان تعرضا لانتقادات من الرأي العام لإدارتهما الأزمة.

وفي سائر دول العالم، لا تزال السلطات الصحية في حالة تأهب جراء الوباء مع مئات الإصابات المسجّلة في أكثر من عشرين دولة.

وأعلنت المراكز الأميركية للمراقبة والوقاية من الأمراض الجمعة أن الأشخاص المصابين في الولايات المتحدة ظهرت عليهم أعراض زكام لكن بعد أن سُجلت نتائج الفحوص سلبية للزكام، خضعوا لفحوص لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا المستجدّ.

ولا يزال مركز الإصابات الرئيسي خارج الصين، سفينة "دايموند برينسيس" الخاضعة للحجر الصحي في اليابان قرب يوكوهاما (شرق) مع تسجيل 218 إصابة.

من جهتها، أعلنت السفارة الأميركية لدى طوكيو السبت أن الولايات المتحدة تنوي إرسال طائرة الأحد لإجلاء الأميركيين المتواجدين على متن سفينة "دايموند برنسيس".

وسمحت السلطات اليابانية الجمعة بإجلاء بعض الركاب المسنين أو الذين يعانون من هشاشة صحية، بعدما كشفت الاختبارات الجديدة أنهم ليسوا مصابين بالفيروس.

ورست السفينة السياحية الأميركية "ويستردام" في كمبوديا حيث سيتمكن ركابها من النزول منها.
وكانت بقيت في عرض البحر لأكثر من عشرة أيام بعد أن رفضت خمس موانئ آسيوية السماح لها بالرسو خشية الوباء.

في فرنسا، غادر الجمعة 181 شخصاً تم إجلاؤهم من ووهان مركزاً صحياً في مارسيليا (جنوب) حيث خضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوماً.