يمني عالق في بؤرة كورونا: حياتنا جحيم.. وننتظر إجلاءنا

متفرقات - Wednesday 19 February 2020 الساعة 07:18 am
عدن، نيوزيمن:

وصف طالب يمني مقيم في ووهان بمقاطعة هوباي في الصين، الوضع في المدينة التي تعد معقل تفشى فيروس كورونا بانه غير طبيعي وكل يوم للأسوأ، وأن المقيمين بعيشون في جحيم وحالة هلع وخوف شديدين بسبب ارتفاع عدد المصابين والوفيات.

وروى الشاب اليمني وهيب أحمد سعد المنصوب، العالق في سكنه الجامعي في ووهان، باتصال هاتفي مع قناة (العربية) ما يحدث على أرض الواقع، واصفا الوضع بالمزري جداً في تلك المدينة التي باتت أشبه بمدينة أشباح، لا يسمع فيها صوت إلا عواء الكلاب.

وأوضح أنه بات و180 طالبا وطالبة من اليمنيين العالقين مع عائلاتهم في المدينة تحت اقامة اجبارية ولا يمكنهم الخروج حتى من مقر إقامتهم إلا بإجراءات صارمة.

وقال وهيب البالغ من العمر 21 عاما ويدرس في جامعة HUAZHONG UNIVERSITY إدارة الأعمال في السنة الثانية، إن الفيروس الذي حصد أرواح أكثر من 1850 شخصا وأصاب 73 ألفا في الصين القارية فقط الآن، بات مصدر هلع ورعب متواصل للعالقين في ووهان.

حياتنا جحيم

وأضاف: "حياتنا باتت كالجحيم لا يمكننا الخروج من منازلنا ولا من المدينة، فالحكومة الصينية أغلقت كل المنافذ الجوية والبرية تماما".

وأشار إلى أن كل الجاليات العربية والأجنبية غادرت معقل الفيروس باستثناء الجالية اليمنية والسودانية والتشادية فقط.

أفضل المدن.. لم يسعفها صيتها

وتحدث الشاب اليمني عن ووهان قبل الفيروس قائلاً إنها "تعتبر من أفضل المدن في الصين، من حيث البنية التحتية، ويوجد فيها مطار دولي وجامعات من الأفضل في العالم والمعاهد العليا كما أنها من أفضل المدن نموا في العالم ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثين مليون نسمة وهو عدد ضخم جدا وبسبب الكثافة السكانية العالية انتشر الفيروس بسرعة لا توصف.

واستدرك قائلا "بعد انتشار الفيروس أصبح الوضع سيئا جدا، كل المراكز التجارية والمقاهي والمحلات التجارية والصناعية، والمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمدارس والمعاهد ومحطات القطارات والمطار مقفلة، الحياة هنا متوقفة.

وتابع: "محلات محدودة جدا تفتح ساعات قليلة وفيها بعض المواد الغذائية الأساسية التي يمكننا طبخها في المنزل فقط"، مشيراً إلى أن جميع الأغراض يتم رشها بالمعقمات قبل دخولها إلى السكن.

وأكد الشاب اليمني أنه لا يملك دخلا هذه الفترة نهائيا، وقال (أصرف من المستحقات المقررة لي من الجامعة التي صرفتها لي قبل الأزمة).

المستشفيات تعج بالمرضى

أما عن الوضع الصحي بالمدينة، فقال وهيب: المستشفيات ممتلئة بالمرضى والمصابين حتى إن الحكومة الصينية أفرغت بعض الفنادق والمجمعات السكنية لاستقبال مرضى كورونا.

وحول إمكانية إجلائهم، قال: نحن عالقون هنا، والسفارة اليمنية تواصلت معنا وأعلمناهم برغبتنا في المغادرة أسوة ببقية الجاليات العربية والأجنبية وكان ردهم: "نحن بانتظار رد الحكومة".

وأردف: "الوضع غير طبيعي وكل يوم للأسوأ، نعيش حالة هلع وخوف شديدين بسبب ارتفاع عدد المصابين والوفيات".

وأوضح أن "الكمامات الطبية التي لا يمكن الخروج بدونها يتم توفيرها من قبل السكن الجامعي، فضلاً عن بعض الطعام".

إلى ذلك، روى موقفا صعبا حصل معه قبل يومين قائلاً: "طلبت من المشرف مغادرة السكن لشراء بعض الأغراض، فسمح لي بالخروج فقط إلى الصيدلية، لكنني تأخرت قليلاً، ما دفع المسؤولين في السكن إلى منعي من الخروج مرة أخرى.!".

وناشد الشاب اليمني حكومة بلاده بالتحرك بشكل عاجل لإجلائهم، حيث بات الوضع لا يطاق خصوصا للأطفال والنساء.

وخلص الى القول: "ننتظر إجلاءنا حيث لا يمكننا المغادرة إلا بتنسيق الحكومة اليمنية مع الحكومة الصينية فقط".