"كورونا" يتمدد بالشرق الأوسط بعد وفاة 5 في إيران وتفشيه في قم

العالم - Saturday 22 February 2020 الساعة 02:51 pm
عدن، نيوزيمن:

وصل فيروس كورونا المستجد إلى دول جديدة في الشرق الأوسط الجمعة بعد وفاة خمسة أشخاص في إيران هذا الأسبوع، ليثير مخاوف من انتشار واسع في المنطقة ويدفع نحو اعتماد إجراءات استثنائية بينها منع السفر.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل أول إصابة بالفيروس لدى لبنانية وصلت على متن طائرة من مدينة قم الإيرانية حيث سجّلت السلطات الإيرانية الأربعاء أولى حالات الوفاة المؤكدة جراء الفيروس في الشرق الأوسط.

وسُجلت في إسرائيل أول إصابة بكورونا المستجد لدى امرأة وصلت صباح الجمعة وكانت على متن سفينة الرحلات السياحية "دايموند برينسس" التي فرض عليها حجر صحي في اليابان منذ مطلع فبراير.

وأعلنت الإمارات عن إصابتين جديدتين، ليرتفع إلى 11 مجموع الإصابات التي كشفت عنها في الأسابيع الأخيرة.
وكانت مصر أعلنت بدورها في وقت سابق عن تسجيل إصابات بالفيروس.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهان بور عبر التلفزيون الرسمي، اليوم السبت، عن اكتشاف 10 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في البلاد، ووفاة أحد المصابين، ما يرفع عد الإصابات إلى 28، والوفيات إلى 5.

وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق تسجيل 18 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في إيران من بين نحو 300 حالة مشتبه بها، ووفاة 4.

يأتي هذا وسط تزايد القلق في إيران من إمكانية تستر الحكومة الإيرانية على العدد الفعلي للإصابات المسجلة بفيروس كورونا.

وهاجم النائب الإيراني، محمود صادقي، في تغريدة على حسابه على تويتر السبت، السلطات في البلاد قائلاً: "بعد التستر على مقتل المواطنين جراء الأحداث الفظيعة في نوفمبر الماضي، وبعد ثلاثة أيام من الكذب، بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية، الآن وصل الدور إلى التستر على تفشي فيروس كورونا".

وسجلت أغلب الإصابات في إيران، في مدينة قم (150 كلم جنوب طهران) المقدّسة لدى الشيعة والتي يتابع فيها آلاف دروسا دينية، بينهم الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وتزورها سنويا أعداد كبيرة من اللبنانيين والعراقيين والكويتيين الشيعة وغيرهم.

وحظر العراق والكويت المجاورين لإيران السفر من وإلى الجمهورية الإسلامية، ومنعا دخول الإيرانيين الذين يتدفّقون بالملايين على النجف كربلاء لزيارة العتبات الشيعية المقدسة.

وتسبّبت الوفيات بحالة من الذعر في العراق الذي يعاني من شبه انهيار في قطاعه الصحي، خشية انتقال الفيروس إليه.

- تجارة حيوية

وإيران هي ثاني أكبر المصدّرين للعراق الذي يبلغ عدد سكانه نحو 40 مليون نسمة.

ومن البضائع التي تصدّرها سيارات ومواد غذائية كالألبان والخضراوات بقيمة تصل لنحو تسعة مليارات دولار سنوياً.

وبالإضافة للدور الاقتصادي الرئيسي لإيران في العراق، تمثّل الجمهورية الاسلامية مصدرا للطاقة لهذا البلد الذي يعاني من نقص مزمن في الكهرباء.

كما انّها تشكل قوة سياسية تحظى بنفوذ واسع النطاق.

ومع ذلك، دفع "كوفيد-19" العراق إلى اتخاذ قرارات مهمة على صعيد العلاقات مع إيران التي لم تتأثر سابقا بالتهديدات الأميركية بالعقوبات ولا بتبادل القصف الأميركي الإيراني.

فقد قرّر العراق الخميس منع الوافدين من إيران ومواطنيها من دخول أراضيه عبر كافة المنافذ الحدودية، بعد حالات الوفاة والاصابة بهذا بالفيروس.

وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت الأربعاء، في نفس اليوم الذي توفّي فيه أول الضحايا في إيران، منح الايرانيين تأشيرة الدخول إلى العراق عند وصولهم للمنافذ الحدودية، بعدما كان الاستحصال عليها يتطلب التوجه للسفارة العراقية في طهران.

وأطلق ناشطون على الفور وسم "أغلقوا الحدود" على تويتر، فيما طلبت محافظات البصرة وميسان وواسط (جنوب) التي تتشارك بمئات الكيلومترات مع إيران، من السلطات المركزية في بغداد إغلاق المنافذ الحدودية.

وعلى خلفية الجدل القائم، قرّرت وزارة الداخلية العراقية الخميس تعليق العمل بمنح تاشيرة الدخول من المنافذ الحدودية للإيرانيين.

واستثني من القرار العراقيون الموجودون في إيران على أن يخضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوما.

وبالاضافة لإجراءات الفحص الطبي للمواطنين الوافدين، أعلنت الخطوط الجوية العراقية ومثلها الكويتية تعليق الرحلات من وإلى إيران.

كما قامت الكويت، الدولة الصغيرة الواقعة بين العراق وإيران والمطلة على الخليج، بتعليق حركة المسافرين إلى الجمهورية الاسلامية عبر الموانىء حتى إشعار آخر، ونصحت بعدم السفر إلى قم.

يذكر أن فيروس كورونا، الذي ظهر أولا في الصين، امتد إلى عدد كبير من الدول. وأفادت أنباء بوصوله إلى عدة مدن إيرانية.

وأعلنت الصين، السبت، أن بر الصين الرئيسي سجل 397 حالة إصابة مؤكدة جديدة بكورونا يوم الجمعة، في انخفاض (889 حالة) عن يوم الخميس، وبهذا يصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في بر الصين الرئيسي إلى 76288 حالة حتى الآن.

أما عدد الوفيات فوصل في بر الصين إلى 2345 حالة حتى نهاية يوم الجمعة.

وفي حين سجل إقليم هوبي بوسط البلاد، بؤرة تفشي الفيروس، 106 حالات وفاة جديدة، توفي 90 شخصا في مدينة ووهان عاصمة الإقليم.

وأعربت منظمة الصحة العالمية السبت عن قلقها من تزايد أعداد المصابين بكورونا ممن ليس لديهم أي روابط وبائية واضحة، ولم يخالطوا مرضى أو يذهبوا إلى الصين، على الرغم من أن العدد الإجمالي للحالات خارج الصين لا تزال صغيرة نسبيا.

وقال المدير العام للمنظمة،أدهانوم غيبريسوس، السبت " سجلت إصابة عدة أشخاص دون روابط واضحة، بمعنى أنهم لم يسافروا إلى الصين أو يخالطوا مصابين.

ولفتت المنظمة إلى أن 80 ٪ من المرضى يتوقع أن يتعافوا، في حين يقبع 20 ٪ من المصابين في وضع حرج، مضيفة أن 2٪ فقط واجهوا الموت.

وكانت المنظمة أعلنت الجمعة أن فرص منع تفشي الفيروس المستجد "تتقلص" مع ارتفاع عدد الإصابات المسجلة خارج الصين.

وقال غيبريسوسفي مؤتمر صحفي: إن "فرص (منع تفشي الفيروس) تتقلص، لذلك دعونا المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة بما في ذلك مجال التمويل"، في إشارة لتعاون أكثر من الوقت الحالي، غير أنه لفت إلى أن احتواء الفيروس لا يزال ممكناً.

و أضاف: "هذا التفشي يمكن أن يسير في أي من الاتجاهين... إذا تصرفنا بشكل صحيح، يمكننا تجنب أي أزمة خطيرة.. لكن إذا ضيعنا الفرصة فسوف نواجه مشكلة خطيرة".