الرئاسة المعطوبة والرئيس المكتئب.. هزائم في ذكرى التنصيب

السياسية - Saturday 22 February 2020 الساعة 06:33 pm
عدن، نيوزيمن:

حلت ذكرى انتخاب الرئيس هادي الثامنة بالتزامن مع هزائم موجعة للشرعية في جبهات نهم، ومخاطر تحدق بجبهات الجوف، رغم صمود المقاتلين في الجوف وتقديمهم تضحيات كبيرة.

لا أحد انشغل بذكرى صعود هادي أو ناقش حتى إنجاز وحيد له باستثناء من يلعن إصبعة التي انتخبت هادي في عملية تزكية وليست انتخابات بالشكل المتعارف عليه.

يتوارى هادي كثيراً تاركاً مؤسسة الرئاسة لمدير مكتبه العليمي ونجليه جلال وناصر ونائبه الجنرال علي محسن الأحمر، رغم أن الأحمر هو الآخر يغيب رغم تصدره المشهد العسكري منذ سنوات في مأرب ونهم والجوف.

يدخل هادي ما يشبه مرحلة الاكتئاب الذي يفرض على المريض سلوكيات انعزالية وعدم القدرة على التفكير بالشكل السليم ويسلبه كذلك القدرة على اتخاذ القرار وفي حين تعيش مؤسسة الرئاسة وكأنها معطوبة عن الأداء تموت تدريجيا كذلك كل أذرع الشرعية حتى الجيش الوطني الذي بقي هو الرئة التي تتنفس في جسد الشرعية.

سقطت نهم وتم تغيير قائد عسكري واعتقال قائد آخر يعمل في وزارة الدفاع بتهمة التآمر مع المليشيات، وبدأ الزحف على الجوف، وحينها رمى هاشم الأحمر باستقالته وتركت الجوف بكل جبهاتها عبئاً ثقيلاً على محور الجوف والشيخ أمين العكيمي محافظ المحافظة، الأمر الذي استدعى تحفز قبائل الجوف وعلى رأسها القيادات القبلية التي واجهت المليشيات بداية الحرب وقبل تشكل الجيش الوطني.

وفي وسط هكذا مخاطر يهتم الرئيس هادي فقط بصفقة تبادل للأسرى مع مليشيات الحوثي تضمن خروج شقيقه ناصر هادي الأسير مع المليشيات الحوثية.. رغم أنه متواجد مع وزير الدفاع محمود الصبيحي والقائد العسكري فيصل رجب والسياسي محمد قحطان.

الإفراج عن الأربعة الكبار من سجون المليشيات نصت عليه قرارات مجلس الأمن واتفاق السويد نص على تبادل كامل للأسرى من الجانبين، غير أن هادي قبل بتجزئة الاتفاق لكي يضمن إطلاق شقيقه، وهي قناعة تكشف الوضع المزري الذي وصل إليه الرئيس وفريقه من التهاون وتقديم التنازلات الكبيرة للمليشيات الحوثية.

خطورة الوضع الحالي تجاوزت الخطوط الحمراء، وبدأت علامات استفهام تدور حول دور الرئيس هادي ومهامه الرئاسية ومدى قبوله بانحسار سيطرة القوات المحسوبة عليه ولو شكلياً.

ذكرى صعود هادي رئيساً لليمن حملت الكثير من المواجع لتثبت السنين الفائتة أن هادي يشكل وجعا مزمنا لليمن حال تبقى في منصب الرجل الأول، لأنه عطل الرئاسة والشرعية والجيش وحتى بدلاً من الاحتفاء بقدومه للقصر ولو شكليا تأتي يوم التنصيب بهزائم وفشل يجعل حتى مجرد الاحتفاء مغامرة تبعث على الخجل والطرافة في وقت واحد.