بارزاني لـ"اندبندنت" الجيش التركي يدعم مجازر ضد الأتراك في سوريا

العالم - Sunday 23 February 2020 الساعة 07:56 pm
نيوزيمن، المشهد الدولي:

في حوار طويل له مع "الاندبندنت عربية" تطرق رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني إلى العديد من القضايا المتعلقة بالأكراد ومحيطهم العربي والتركي وداعش وأمريكا وإسرائيل.

كما تحدث عن الحشد الشعبي في العراق ومهاجمته للاكراد من خلال إصدار فتاوى، وكيف فشل فشلا ذريعا وإلى جانبه جماعة داعش في زعزعة أمن واستقرار الإقليم.

متهما إيران أنها وراء حشد بعض الشباب المتحمسين من الشيعة الذين سقط منهم الكثير من القتلى.

الأكراد حلم الاستقلال

الاستقلال هو حلم برزاني منذ نشأته وكل مواطن كردي والجميع يعيش على هذا الأمل لذا يقول برزاني في سياق هذا الحوار "كنت وما أزال وسأظل بيشمركة"، مؤكدا أن الاستقلال حق طبيعي للأمة الكردية شأنها شأن أي دولة ثانية.

علاقة داعش بتركيا

وفي سؤاله حول التسريبات بوجود علاقة مباشرة بين تركيا وداعش وتسهيل مرور مقاتليه لمناطق الأكراد لإخلائها أو للقتال فيها بالنيابة عن تركيا، أكد برزاني بأنه في الأشهر الأولى من القتال مع داعش وعند سقوط قتلى من التنظيم في كل معركة كنا نلاحظ أنهم من جنسيات مختلفة.

وأضاف، من دون شك كانوا بغالبيتهم يأتون عن طريق الحدود التركية إلى سوريا ثم العراق، أو ربما كانوا يدخلون سوريا عبر البحر من دول أخرى.

لكنه عاد مبينا أنه لا يعرف إلى أي حد كانت تركيا قادرة على ضبط هذه الحدود بشكل كامل ومنع تسلل هؤلاء، أو ربما كانت هناك جماعات تسهل المهمة من دون علم الحكومة، ولكنهم كانوا يدخلون عبر تركيا.

واستطرد بارزاني في إجابته قائلا: اليوم في شمال سوريا هناك مسلحون محسوبون على تركيا، أقسم أنهم بغالبيتهم سوريون، هم من يقومون بالمجازر بحق الأكراد بدعم من الجيش التركي وهذا واضح، وبخاصة في عفرين.

الاستفتاء وخذلان الأصدقاء

يذكر برزاني أن الاستفتاء لم يكن الهدف منه إعلان الاستقلال مباشرة، بقدر ما كان الهدف أن تتاح لشعب كردستان ولو لمرة واحدة في التاريخ أن يعبر عن رأيه.

برزاني تحدث عن تلاعب الأمريكان في دعم الأكراد حيث أنهم أكدوا بأنهم سيظلون على الحياد لكنهم بعد ذلك وقفوا مع حكومة بغداد.

وأضاف مفصلا ما حدث، بشكل واضح حين اقترب الاستفتاء وأصبح واقعاً وبكل أمانة وصدق، لم يعِدنا الأميركيون أبداً بأنهم يؤيدون استقلال كردستان، وعندما طرحنا موضوع الاستفتاء في البداية لم يعترضوا وقالوا نحن سنقف على الحياد.

لكنه عاد وأكد على موقف أمريكا المتقلب من خلال تلاعبها داخل سوريا وعدم وضوحها حتى الآن وتعاونها مع الأتراك.

وختم هذه الفكرة بقوله "أتمنى أن أفهم ماذا تريد أميركا من الكرد في سوريا، إذا كان هناك التزام بحمايتهم فهذا جيد أما ما رأيناه فكان متقلباً وهناك شكوك حوله، وأفقد أكراد سوريا الثقة إلى حد كبير بالولايات المتحدة. وهم يحاولون الآن بناء هذه الثقة من جديد وسيأخذ ذلك وقتاً".

تثمين الموقف العربي والخليجي

وعن موقف دول الخليج من الاستفتاء يقول: "أنا ممتن جداً من موقف الدول العربية بصورة عامة ودول الخليج بشكل خاص، موقفهم كان أشرف بكثير من مواقف دول كنا نتوقع أن تكون إيجابية أو محايدة. موقف دول الخليج كان إنسانياً ومعقولاً ومتوازناً".

هجوم داعش

إلى جانب الحوار حاول المراسل نقل صورة مختلفة عن إقليم كردستان سواء من خلال مشاهدته أو عبر آراء المواطنين، وكذا من واقع حواره مع برزاني.

يقول: وسط اضطرابات المدن العراقية، الهدوء يسكن أربيل. ويتباهى الأكراد بالمشاريع المستمرة، ويتحدثون بألم عن هجومي "داعش" و"الحشد الشعبي"، الأول في 2014 والثاني حين اجتاحت فصائل الحشد بقيادة إيرانية "كركوك" في2017.. وكيف فشلوا في زعزعة الاستقرار.

ويضيف على لسان برزاني حول كفاح المرأة منذ وقت مبكر، "شعرت المرأة الكردية أن المسألة بالنسبة لنا معركة حياة أو موت، ولو لم تكن جميع شرائح المجتمع وبخاصة البيشمركة بهذه المقاومة البطولية، ولو تمكّن داعش من السيطرة على المنطقة لكنا أمام خطر جدي بالانقراض".

نصر الله وسليماني

وحول علاقته بقاسم سليماني وما ذكره حسن نصر الله عنه وموضوع إخراج القوات الأميركية، سأله بأن أمين عام حزب الله قال فيه إن بارزاني التقى قاسم سليماني وكان يرتجف ومرتبك، وطلب منه المساعدة في محاربة داعش. سألنا بارزاني فأجاب: "ما قاله نصرالله هو قصة مختلقة وكان أداؤه التمثيلي فاشلاً خلال الخطاب".

وقد سأله المراسل عن التصويت الأخير حول إخراج القوات الأميركية من العراق على خلفية مقتل قاسم سليماني، فقال: "أميركا دولة عظمى وهناك مسائل لن تحصل من دونها، شاء من شاء وأبى من أبى، في عام 2011 أنا كنت ضد خروج القوات الأميركية من العراق، وتوقعاتي بسيطرة الإرهاب على أجزاء كبيرة من البلاد صارت حقيقة، لو بقيت القوات الأميركية لما استطاع داعش أن يحقق كل هذه الانتصارات على الجيش العراقي ويهدد الإقليم من الصميم".

إسرائيل وكردستان

كان السؤال الأخير عن إسرائيل وخطة ترمب للسلام المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، كيف يراها بارزاني وهل سيقيم علاقة مع تل أبيب؟

كان رد برزاني بقوله، "طالما نحن ما زلنا جزءاً من العراق، إذا افتتحت إسرائيل سفارتها في بغداد فستفتتح لها قنصلية في أربيل ونرحب بها، ولكن من دون سفارة في بغداد لا يمكن أن تقوم علاقة مع إسرائيل. ونحن نعتقد أن العلاقة معها أمر طبيعي فقد أصبحت واقعاً ولا يمكن لأحد أن يرميها في البحر.

وأضاف، أعتقد معظم الدول العربية الآن لديها علاقات معها، وهذا أمر طبيعي وأفضل. بالنسبة لصفقة القرن بتصوري أن أي مشروع للسلام أفضل من مشروع حرب، أما طريقة تقييمها والتعاطي معها فهو شأن أهل البيت "صاحب الدار أدرى بما فيها". الحرب لن تؤدي إلى نتيجة أبداً، لقد تمت تجربة 3 حروب 1956 و1967 و1973 إلى جانب عشرات الحروب الصغيرة الأخرى، وكلها لم تفلح.