إخوان تعز.. فشل في بناء جيش ونجاح في استثمار الحرب

تقارير - Sunday 23 February 2020 الساعة 10:13 pm
تعز، نيوزيمن، باسم علي:

أثبتت السنوات الخمس من عمر الحرب مع مليشيات الحوثي أن الإخوان فشلوا في بناء جيش حقيقي لهم رغم الفرصة التي أتيحت لهم بتصدرهم المشهد وتلقيهم دعم التحالف الكبير منذ انطلاق شرارة المقاومة الشعبية.

حين قرر التحالف الحرب وفتح نوافذ الدعم المالي والعسكري، كان الإخوان هم من تصدر المشهد وتلقف الدعم وأعلن الحشد للحرب.. فكانت مقاومة الحوثيين عسكرياً شعبية من كل فئات الشعب، بينما كان الإخوان هم من يدير الجوانب المالية والتسليح والإمداد.

في محافظة تعز، مثلاً، كان المقاتل يأتي بسلاحه وإن لم يجد سلاحاً يستأجر سلاحاً من مصروفه الذي يستلمه من الإخوان كونهم من يدير الحرب مالياً وإمداداً، وكان من يؤجر السلاح هم الإخوان أيضاً.. أو عبر قيادات لديها أتباع في كل جبهة تقوم بعملية إيجار الكلاشنكوف للمقاتلين.

وحين أرسل التحالف الدعم بالسلاح والذخيرة في عمليات إنزال متكررة لم يظهر من هذا السلاح سوى نوع واحد من سلاح جي ثري فيه خلل مصنعي تم توزيعه وباعه الجنود بأقل من ربع قيمته وتكشف معلومات أن هذا السلاح المضروب لم يصل من التحالف بل هو صفقة سلاح لأحد التجار تم شراؤها بأموال التحالف، بينما تم إخفاء السلاح الحقيقي الذي ظهر في معارك الإخوان الخاصة.

نجحت المقاومة الشعبية في تحقيق نجاحات ميدانية ودافعت عن مدينة تعز وقدمت صورا بهية من الفداء والصمود. وحين كان أبناء المدينة والريف يقارعون الحوثيين في اكثر من 25 جبهة في تعز كان قادة الإخوان يجمعون الأموال والسلاح والذخيرة ويستثمرون الحرب لصالحهم.

وحين بدأت عملية تأطير المقاومة في ألوية عسكرية عمد الإخوان إلى ترقيم أفرادهم الذين بتواجدون بنسبة قليلة في صفوف المقاومة وأضافوا لهم آلافاً من عناصرهم في القطاع التربوي وترقيم أقل من 20 % من عناصر المقاومة الشعبية الذين قاتلوا في الجبهات وآخر مجموعة تم ترقيمها الشهر الماضي هي مقاومة الشقب جبل صبر.

بنى الإخوان جيشاً وهمياً في تعز مكوناً من نحو 45 ألف فرد وأكثر من 12 ألف رجل أمن واحتفظ بالنسبة القليلة من عناصر المقاومة الشعبية لتوزيعهم على جبهات التماس مع مليشيات الحوثي.

يتواجد جيش في الكشوف وخارج البلاد وفي البيوت وعصابات في الشوارع وقطاع واسع من المعلمين الذين يشكلون ازدواجا وظيفيا مرعبا في الجهاز الإداري للمحافظة وترسانة سلاحا وذخيرة في المخازن، بينما ذابت فاعلية جيش تعز المزعوم باستثناء اللواء 35 واللواء الخامس حرس رئاسي.

لم يستطع الإخوان بناء جيش حقيقي مهني منضبط وكان كل مهام قياداتهم استثمار الحرب ماليا لصالح كوادر الحزب وتمكينهم من امتيازات كبيرة.. ويقول أحد قيادات الحزب في الميدان إنهم في 2011م حشدوا ضد جيش صالح أكثر مما حشدوا ضد الحوثيين.

وحين أراد الإخوان التخلص من كتائب أبي العباس في تعز جيش كل العصابات واستثمر مقتل أحد أبناء مخلاف شرعب لشن الحرب، وكان له ما أراد، غير أنه حين أراد اجتياح الحجرية فشل وتلقى هزيمة نكراء على بوابة النشمة والبيرين.

لا يتواجد جيش تابع للإخوان المسلمين في تعز بالمعنى الحقيقي بل أفراد يتسلمون مرتبات تصفهم معلمين من خريجي معاهد المعلمين التابعة للإخوان والتي ألغيت سابقاً والبقية من عناصر الحزب وجيش إلكتروني وال 20 % من عناصر المقاومة الشعبية الذين يتواجدون حتى اليوم في خطوط التماس.

فشل الإخوان في بناء جيش وإدارة سلطة محلية، وفشلوا في تثبيت الأمن بأكثر من 12 ألف جندي أمن، وفشلوا في أداء دور سياسي أو حزبي يحفظ للإصلاح فاعليته التنظيمية التي عُرف بها.. يغرق الإخوان في تعز وبقية المحافظات في وحل الفشل رغم ما أتيح لهم من فرصة تاريخية لتحقيق النجاح.