المرأة التي قضت سني عمرها في إعداد وبيع الخبز البلدي كي تعيل أطفالها

المخا تهامة - Friday 28 February 2020 الساعة 07:22 am
الخوخة، نيوزيمن، خاص:

على أطراف مدينة الخوخة، تقضي آمنة أبكر، كل وقتها في إعداد وبيع الخبز البلدي، وهي واحدة من عشرات النسوة ممن وجدن من صناعة الخبز طوق نجاة من فقر ولّدته حرب مليشيات الحوثي.


ومع ساعات الصباح الأولى، تنهض آمنة من فراشها كل يوم، وتبدأ في إشعال التنور لتصنع الكدر، وهو خبز بلدي طيب المذاق ويحظى بطلب متزايد بين سكان الخوخة والقادمين إليها، نظرا للطريقة المميزة التي يتم تحضيره بها.


وتعمل تلك المرأة التي يناهز عمرها الخمسين عاما في هذه المهنة، منذ أن توفي زوجها قبل سنوات، بعدما شعرت، أن الفقر يكاد يحيط بأسرتها من كل جانب.


آمنة التي التقتها محررة نيوزيمن، أثناء إعدادها للكدر، ترى "أن عزة النفس والصحة الجيدة التي تتمتع بها هي من جعلتها تعتمد على نفسها في تدبير قوت أبنائها من خلال ما تقوم به في إعداد وبيع الكدر.


لقد شاءت الظروف أن تكون العائل الوحيد لهم عندما توفي والدهم، ولم تجد من مهنة تتقنها، سوى صناعة الخبز لإطعام أطفالها الجوعى من عائدها المالي البسيط، واستمرت في ذلك منذ سنوات بعيدة لا تتذكرها.


لدى آمنة فتاتان وأربعة أولاد، واحد منهم فقط من استطاع الزواج، بسبب الظروف المعيشية للأسرة، ويعمل حاليا صيادا ليعين أسرته بما تكسبه شباكه يوميا من لحوم البحر الطرية.


عندما تنجز إعداد الخبز، يتولى اثنان من أولاد ابنها، وهما بعمر يتراوح ما بين السابعة والتاسعة، بيع أقراص الخبز في أسواق الخوخة بعدما تخليا عن الذهاب إلى المدرسة للقيام بهذه المهمة لمساعدتها في عملها، بحسب إفادة آمنة التي تبرر ذلك بالظروف الجبرية التي تعيشها أسرتها.


مهنتها المتواضعة ساهمت في إبعاد شبح الفقر عنها بعدما اجتاح طوفان المليشيات الكهنوتية مدن الساحل الغربي، ودفع بآلاف الأسر إلى حافة الجوع في هذه المديرية الساحلية.


وفي زمن حرب المليشيات، لجأت كثير من الأسر إلى أعمال بسيطة، وكانت تلك الأعمال رغم بساطتها، بمثابة طوق نجاة لها من الغرق في مستنقع الفقر والفاقة.