معركة كاسحة في سراقب.. الرد الروسي على تصريحات أردوغان

العالم - Monday 02 March 2020 الساعة 08:23 pm
نيوزيمن، (وكالات وإعلام روسي):

رد الكرملين على تصريحات مثيرة للرئيس التركي قال فيها إنه دعا بوتين خلال مكالمة بينهما إلى التنحي من طريق تركيا في سوريا، وعلى ألأرض كانت التطورات تتسارع بعد يوم واحد من التصريحات المثيرة.

لكن الرد العسكري كان أيضا حاضرا عبر هجوم كاسح للجيش السوري في سراقب واستعادتها بدعم قوي وكبير من القوات الروسية ومشاركة فرقاطتين روسيتين في البحر المتوسط بالقصف المكثف بصواريخ كاليبر الروسية التي دكت معاقل وتجمعات وتحصينات الجماعات المسلحة والمجموعات الإرهابية التي تدعمها القوات التركية. 

صواريخ كاليبر

الهجوم القوي ليل الأحد الاثنين وحتى الصباح لاكتساح المقاتلين والمجموعات المسلحة الإرهابية ووحدات كوماندوز تركية في مدينة سراقب بإدلب، ليتم تطهيرها، قبل أن تسارع القوات الروسية إلى دفع وحدات من قوات الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة لقطع الطريق أمام أي عملية تركية أخرى.

وشهدت ليلة أمس، وفقا للإعلام الروسي، معارك ضارية، استخدم فيها كافة الأسلحة والوسائط النارية، وسجلت دخولاً جديداً لصواريخ "كاليبر" الروسية من البحر المتوسط إذ دكت معاقل جبهة النصرة الارهابية وحلفائها في ريف إدلب، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الإرهابيين المهاجمين، وحوصرت نقاط المراقبة التركية وشلت حركة الإرهابيين على محوري سراقب وجبل الزاوية.

الكرملين يرد

وفقا لوكالة نوفوستي أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، ردا على دعوة الرئيس التركي موسكو لسحب قواتها من سوريا، أن روسيا الدولة الوحيدة الحاضرة في سوريا بصورة شرعية.

وقال بيسكوف، إن روسيا حاضرة وتعمل في سوريا بطلب من حكومتها الشرعية، وأضاف: "جميع القوات العسكرية الأخرى موجودة في سوريا بشكل مخالف لقواعد ومبادئ القانون الدولي"، مؤكدا أن الجيش السوري يحارب الإرهابيين، الذين تعهدت تركيا بإلغاء نشاطهم هناك بموجب اتفاقات سوتشي.

كما أشار بيسكوف، إلى أن الإرهابيين في سوريا يضربون المنشآت العسكرية الروسية، وقال: "لذا، ورغم أي تصريح، ستستمر المعركة ضد هذه العناصر الإرهابية".

وجدد بيسكوف التأكيد على لقاء القمة المزمع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع المقبل.

دخول الشرطة الروسية 

أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، انتشار الشرطة العسكرية الروسية في مدينة سراقب جنوب محافظة إدلب، لضمان الأمن وحركة السير على الطريقين الدوليين M4 - M5.

وكان الجيش السوري استعاد سيطرته الكاملة على مدينة سراقب الاستراتيجية في ريف إدلب شمال غربي سوريا، والتي تشكل نقطة التقاء بين طريقين دوليين يربطان مناطق عدة.

وأضاف في حديث للصحفيين اليوم: "نظرا لأهمية ضمان الأمن، وسلامة حركة المركبات والمدنيين على طول الطريقين M4 وM5، تم اعتبارا من الساعة 17:00 الموافق للـ2 من مارس 2020، نشر الشرطة العسكرية الروسية في مدينة سراقب".

عمليات كاسحة - سراقب

وأبرزت وكالة سبوتنيك الروسية صورا من داخل أحياء مدينة سراقب بعد تطهيرها وظهرت أعلام تركية خلفتها المجموعات الفارة مرفوعة على بعض المساكن والنقاط.

وطهر الجيش السوري مدينة "سراقب" في عملية برية سريعة بدأها ليل أمس على محور المدينة بريف إدلب الشرقي، وانتهت بتطهيرها من جيوب لـ "تنظيم القاعدة" وحلفائه، ممن كانوا قد تسللوا إليها ضمن عملية مشتركة مع وحدات "كوماندوز" تابعة للجيش التركي قبل نحو 5 أيام، أجبرت الجيش السوري على الانكفاء نحو الأرياف الشرقية للمدينة

وقال مراسل "سبوتنيك" في ريف إدلب أن وحدات الاقتحام في الجيش السوري طهرت أحياء مدينة سراقب من جيوب "جبهة النصرة" و"أجناد القوقاز"، وطردت وحدات "كوماندوز" تابعة للجيش التركي ومسلحين آخرين كانوا قد تسللوا إليها الأسبوع الماضي.

وواصل الجيش السوري عملياته الليلية انطلاقا من مدينة "سراقب" غربا، منتزعا السيطرة على بلدتين جديدتين بعد معارك عنيفة مع مسلحي "جبهة النصرة" و"أجناد القوقاز" وحلفاء آخرين لهم.

وبحسب مراسل "سبوتنيك" في ريف إدلب، داهمت وحدات الاقتحام في الجيش السوري، مساء اليوم، مسلحي تنظيمي "أجناد القوقاز، و"جبهة النصرة" في بلدتي "جوباس" و"ترنبة" وكبدتهما خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، قبل أن تفرض السيطرة عليهما بسرعة خاطفة.

وبعد توقف دام نحو 5 أيام، استأنف الجيش السوري، عملياته العسكرية في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، مستعيدا سيطرته على بلدات حزارين والدار الكبيرة.

وقال المراسل: إن وحدات اقتحام "الفرقة 25 مهام خاصة" في الجيش السوري شنت عملية خاطفة استعادت خلالها بلدتي حزارين، والدارة الكبيرة، جنوب مدينة كنصفرة الاستراتيجية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي بعد معارك عنيفة مع مسلحي "أنصار التوحيد" و"جبهة النصرة" و"الحزب التركستاني" الإرهابيين (المحظورين في روسيا).