رويترز: تركيا وروسيا تقتربان من مواجهة مباشرة في سوريا

العالم - Tuesday 03 March 2020 الساعة 09:40 pm
(رويترز) –

أسقطت تركيا طائرة حربية للحكومة السورية يوم الثلاثاء في شمال غرب سوريا حيث اشتدت حدة القتال في الأسابيع القليلة الماضية، مما ينذر بمواجهة مباشرة بين القوات التركية والروسية في المعركة الدائرة حول آخر منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة.

وهذه ثالث طائرة حربية سورية تسقطها تركيا منذ يوم الأحد في حملة متصاعدة ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وتدعم تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي المعارضة المسلحة في حين يعتمد الأسد على حليفته القوية روسيا.

وتسبب القتال من أجل السيطرة على محافظة إدلب السورية في حدوث أزمة إنسانية تخشى الأمم المتحدة أن تكون الأسوأ من نوعها منذ بدء الحرب الأهلية السورية قبل تسعة أعوام وذلك مع تجمع أكثر من مليون لاجئ سوري على الحدود التركية منذ ديسمبر كانون الأول.

وقال مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للصحفيين عند نقطة شحن إمدادات الأمم المتحدة في جنوب تركيا ”الاحتياجات طغت على الموارد في عملية الإغاثة هذه. نحتاج للمزيد من كل شيء وأول شيء المال“.

>> معركة كاسحة في سراقب.. الرد الروسي على تصريحات أردوغان

وتصاعدت حدة القتال شمالي مدينة سراقب ذات الأهمية الاستراتيجية والتي استعادتها قوات الحكومة السورية يوم الاثنين لتكون هذه واحدة من المرات العديدة التي يتناوب الجانبان السيطرة عليها في الأسابيع الأخيرة.

وتتحكم هذه المدينة في الدخول إلى مدينتي حلب وإدلب.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الجيش يقوم حاليا بتمشيط المدينة وإنه وجه ضربات قاصمة للمسلحين الذين ما زالوا يتحصنون في مخابئ على مشارفها. وقال مراسل للتلفزيون الرسمي إن تركيا تطلق قذائف المدفعية لوقف تقدم القوات الحكومية.

وقالت المعارضة المسلحة إن الحكومة السورية تتلقى الدعم من آلاف المسلحين اللبنانيين والعراقيين المدعومين من إيران الذين جاءوا من مناطق أخرى للمساعدة في اقتحام المدينة بعد محاولات فاشلة على مدى يومين.

وقال قائد عسكري سوري انضم للمعارضة يدعى أحمد رحال إن إعلان روسيا يوم الاثنين نشر قوات من الشرطة العسكرية في سراقب يهدف إلى منع تركيا من محاولة مساعدة المسلحين من السيطرة مجددا على المدينة.

أرسلت تركيا الآلاف من القوات والعربات المدرعة إلى شمال سوريا خلال الشهر المنصرم لصد القوات السورية. وفي الأسبوع الماضي قُتل 34 جنديا تركيا في ضربة جوية سورية هي أعنف هجوم يتعرض له الجيش التركي منذ عقود.

وبعد هذا الهجوم حذرت موسكو، التي تنشر صواريخ مضادة للطائرات في سوريا، من أنها لا تستطيع ضمان سلامة الطائرات التركية داخل المجال الجوي السوري.

وقالت وزارة الدفاع التركية يوم الثلاثاء إن قواتها أسقطت طائرة حربية سورية من طراز إل-39. وأكدت الوكالة العربية السورية للأنباء نبأ إسقاط الطائرة فوق إدلب بصواريخ أطلقتها طائرات حربية تركية.

ومن المنتظر أن يجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس لبحث سبل تجنب نزاع.

وردا على سؤال بشأن احتمال حدوث اشتباكات مباشرة مع تركيا قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين ”نأمل أن نتمكن من خفض خطر (المواجهة المباشرة مع تركيا) إلى الحد الأدنى بفضل الاتصال الوثيق بين جيشي البلدين“.