حوار- مدير "الإنشاء والتعمير" بالمخا: إغلاق البنك المركزي قيَّد نشاطنا

المخا تهامة - Tuesday 17 March 2020 الساعة 10:55 am
المخا، نيوزيمن، حوار خاص:

لم تكن البنوك الحكومية بعيدة عن تأثيرات الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي، بل طالتها انعكاساتها السلبية، سواءً تمثل ذلك في تدمير بنيتها التحتية أو تضاؤل ثقة المودعين بها، خصوصاً في أعقاب سيطرة الذراع الإيرانية على البنك المركزي، وما أثار ذلك من هلع المودعين واندفاعهم نحو سحب ودائعهم المالية.

تأثيرات الحرب والواقع الجديد الذي باتت عليه، في حوار مع عبد الواحد القادري مدير البنك اليمني للإنشاء والتعمير فرع المخا، والذي حدثنا خلال جولة قصيرة عن عودة البنك للعمل متجاوزاً تأثيرات الحرب بحدودها الأدنى في بنك يزاول نشاطه المصرفي في مدينة محررة.. فإلى نص الحوار:

* حدثنا عن النشاط المصرفي لبنك الإنشاء والتعمير فرع المخا وما الدور الذي يقوم به حالياً؟

هناك العديد من الأنشطة التي يقوم بها فرع البنك في المخا، أهمها منح التسهيلات لكبار التجار بضمانات عقارية، وكذلك منح قروض شخصية للأفراد والمزارعين بضمانة الذهب، وأيضاً منح قروض بضمانة الراتب لموظفي الدولة، كما أنه يقدم تسهيلات للأخوة المقاولين بمنحهم شيكات مقبولة الدفع لجهات الاختصاص، بالإضافة إلى فتح حسابات توفير للمواطنين.

* لكننا لم نشاهد زخماً مصرفياً بالبنك مثلما هو في شركات الصرافة.. لماذا؟

ليس البنك اليمني للإنشاء والتعمير وحده من يعاني من ذلك، وإنما جميع البنوك العاملة في الجمهورية، وهذا يعود لعدد من العوامل، منها عدم ثقة رجال الأعمال والتجار في إيداع أموالهم لدى البنك نتيجة الظروف والأوضاع الحاصلة في البلاد من حروب ودمار واقتحامات وهدم كما حصلت لبنوك في بعض المحافظات، مما جعل التجار ورجال الأعمال الكبار يقومون بإيداع المبالغ التي يحصل عليها نهاية كل يوم في أقرب مركز صرافة ليشتري بها عملات أجنبية وتحويل ما تبقى منها إلى الشركات التي يتعامل معها مقابل شراء البضائع.

* طالما فقدتم الثقة مع المودعين فما هو النشاط الحالي الذي يقوم به البنك؟

النشاط الحالي الذي يقوم به البنك هو تغطية مكتب البريد بالسيولة لدفع مرتبات المتقاعدين العسكريين وأصحاب حسابات التوفير، وهذا يعتبر بحد ذاته نشاطاً يشكر عليه، نظراً لما يعانيه الموظفون في بقية المحافظات من شحة توفر السيولة في مكاتب البريد.

* المشاكل المصرفية والإدارية التي تعانون منها؟

المشاكل لا تقتصر على البنك اليمني للإنشاء والتعمير فقط، وإنما على كافة البنوك التجارية والحكومية بشكل عام، ومن أهمها انعدام السيولة بسبب عدم ثقة الإخوة التجار بالبنوك، بسبب الأوضاع، لكن البنك البنك اليمني للإنشاء والتعمير فرع المخا يعتبر من ضمن البنوك الواقعة في المناطق المحررة وتتوافر لديه بعض السيولة، ويقدم نشاطه المصرفي وتغطية رواتب الموظفين المتقاعدين.

* هل هناك خطط توسعية للبنك في خدماته المصرفية؟

الخطط التوسعية في الخدمات المستقبلية تتمثل في فتح اعتمادات ومراسلات مع بنوك دولية وكذلك فتح حسابات الودائع النقدية والحوالات المصرفية الخارجية، وهذا يحتم ضرورة فتح فرع البنك المركزي والبنك الزراعي في المخا وعودة نشاطهما كما كانا سابقا.

* ما الذي تحتاجونه كي يستعيد فرع البنك بالمخا نشاطه بأفضل مما نرى؟

كما تعلم أن العمل تكاملي بين فرع المخا والفروع الأخرى، وكلما كان هناك تبادل حوالات مصرفية ساهم في زيادة نشاط العمل المصرفي بينهما، وما نحتاجه هو توفر السيولة النقدية لفروع البنك باعتبارها أمرا مهما جدا لعودة الزخم المصرفي.

* في ظل محدودية نشاط البنك.. من يدفع مرتباتكم؟

رغم السنوات العجاف واستمرار الحرب والدمار التي أشعلتها مليشيات الحوثي، إلا أن البنك ما زال يتحمل رواتب الموظفين والمصاريف التشغيلية من بترول وديزل ومشتريات أخرى، وكذلك دفع فواتير العملاء لحسابات التوفير والودائع طوال هذه السنوات.

* هل ترى أن استمرار إغلاق فرع البنك المركزي في المخا قيد نشاطكم المصرفي؟

بالطبع، استمرار إغلاق فرع البنك المركزي قيد نشاط البنك اليمني للإنشاء والتعمير فرع المخا بشكل كبير، لما تربطه من علاقة مصرفية متبادلة على مستوى كل البنوك، مثل: شيكات المقاصصة، وترحيل السيولة، وشيكات مقبولة الدفع، وأمور أخرى لا حصر لها، وما نريده هو عودة فرع البنك المركزي في المخا للعمل من جديد، لأن عودة نشاطه هنا سيتيح قدراً كبيراً من حرية الحركة لنا.

البنك المركزي هو بنك البنوك وهو المسؤول عن كافة العمليات المصرفية، ولذا أكرر أن إعادة تفعيل نشاطه يخدم المصارف الحكومية والتجارية.