كواليس إطلاق الحوثيين سراح قيادي بارز في الجيش الوطني

تقارير - Sunday 22 March 2020 الساعة 11:11 pm
مأرب، نيوزيمن، محمود زُبين:

أفرجت مليشيات الحوثي، الجمعة، عن الأسير طالب القردعي، القيادي في الجيش الوطني، وذلك بعد بضعة أيام فقط على عملية إخلاء سبيل نجل شيخ قبلي بارز موال للحوثيين من قبل وحدة عسكرية بمحور البيضاء، ليفتح الباب على مصراعيه عن كواليس الصفقة.

وكشفت مصادر قبلية أن عملية إطلاق سراح القيادي "القردعي" تمت عبر عدد من مشايخ قبيلة مراد الموالين للمليشيات الحوثية أبرزهم الشيخ صالح بن صالح الوهبي، و‏وزير التعليم العالي في حكومة صنعاء غير المعترف بها حسين حازب‏، وعبدالله أحمد مجيديع.

والشيخ الوهبي، الذي يعد أحد أبرز مشايخ البيضاء الموالين للمليشيات الحوثية، هو والد القيادي المتحوث حاشد الوهبي الذي أطبقت وحدة عسكرية طوقا عليه في أحد المواقع بجبهة قانية أثناء قيادته مجاميع خلال الهجوم الفاشل الذي شنه الحوثيون منتصف الأسبوع الماضي.

وفيما أشيع أن وقوع الشيخ طالب ناجي القردعي ومرافقيه في الأسر في شهر يوليو عام 2018م نتيجة عدم معرفته بجغرافيا قانية خصوصا الأماكن المحررة مؤخراً؛ اتهمت قيادات عسكرية ميدانية قيادات موالية لحزب الإصلاح بالتواطؤ مع مليشيات الحوثي.

ويروي أحد جنود محور البيضاء تلك العملية بالقول: سمحت له آخر نقطة على خطوط التماس بالمرور بسيارته بعد ادعاء أن نقاط الجيش لا تزال أمامه ليكتشف أنه أصبح ورفاقه بين فكي المليشيا، ولكن بعد فوات الأوان، حيث أطبق مسلحو الحوثي حصارا على تبة تحصنوا فيها أملا في أن تأتي تعزيزات الجيش لفك الحصار عنهم وظلوا يقاتلون رافضين الاستسلام حتى نفاد آخر طلقة في جعبتهم ليقعوا جميعهم في الأسر.

مصدر قبلي آخر ربط بين إطلاق القردعي وبين الإفراج عن رجل الأعمال عبدالكريم الأكوع وأربعة من أولاده، منتصف مارس الجاري، وذلك بجهود الشيخ غالب الأجدع وأولاده.

وأضاف المصدر إن آل الأكوع الخمسة كانوا رهائن في مديرية رحبة بمحافظة مأرب منذ يناير الماضي. حيث طالب الخاطف من الأكوع التوسط لدى الحوثيين لاطلاق سراح طالب القردعي أو السعي لدى الحكومة الشرعية لتسليمه أسرى حوثيين ليبادل بهم قريبه.

وأوضح أن هذا الاختطاف أتى عقب دعوة باسم قبيلة "القرادعة" للحوثيين في أبريل 2019م إلى إطلاق الشيخ طالب ومرافقيه في أسرع وقت، متوعدة، في بيان صادر حينها، في حال عدم إطلاقهم بأنهم سيكونون -مجبرين- على اختطاف الحوثيين والموالين لهم واتخاذ طرق ضغط أخرى -لم يفصح عنها- ستجبر الحوثيين على الانصياع لمطالبهم، داعياً "كل من يتواجد من محافظة مأرب وهو في صف الحوثيين إلى مغادرتها"، حسب تعبير البيان.

وبعد أسر القردعي ظلت مطالبات قبيلة مراد عامة والقرادعة خاصة بضرورة إدراج اسمه في الصفقات البينية لتبادل الأسرى بين حزب الإصلاح والحوثيين طوال العامين الماضيين دون أن تلقى استجابة من الإصلاحيين حيث "تم استبعاد اسم الشيخ طالب من جميع الصفقات من قبل المتسلطين على محافظة مارب"، بحسب بيان لتكتلين بالمحافظة.

وأكد أحد مشايخ مراد أن القيادات الإصلاحية تعمدت عدم إدراجه ضمن صفقات تبادل الأسرى العديدة التي أبرمتها مع مليشيات الحوثي طوال العامين الماضيين، وذلك لما عرف عن القردعي من عدم السكوت عن الفساد الذي صاحب فتح جبهة قانية وتكوين ألوية الجيش من قبل قيادات عسكرية موالية لحزب الإصلاح بالمنطقة العسكرية الثالثة.

ولفت إلى أن القردعي طالب تمكن من إفشال كثير من مخططات الإصلاحيين وأصبح كابوسا جاثما على صدور تلك القيادات حيث واجههم مستندا إلى مكانته في قبيلة القرادعة التي تعد إحدى بطون قبيلة مراد أبرز قبائل محافظة مأرب.

وفي ذلك يقول أحد ناشطي المحافظة: أغلب الاسرى الذي تم الافراج عنهم في صفقة التبادل بين الشرعية والحوثة ينتمون لحزب الإصلاح ولا يوجد فيهم ماربي واحد رغم أن جميع اسرى الحوثيين تم أسرهم في مارب وبسواعد ماربية، مؤكداً رفض لجنة تبادل الأسرى التابعة للإصلاح إدراج اسمه في الصفقة رغم استعداد الحوثة للإفراج عنه.

ويؤكد الناشط حمزة طليان ذلك بالقول إن "90٪؜ من الأسرى المفرج عنهم لم يشاركوا في قتال الحوثي وانما اخذهم الحوثي من منازلهم وبالمقابل جميع أسرى الحوثي مقاتلون تم أسرهم في الجبهات، مشيرا إلى أن هذه خطوة في طريق التحالف بين الإصلاح والحوثة والإفراج عن مقاتلي الحوثي لردف جبهاتهم.

وندد تكتل أحرار مارب واتحاد شباب مارب بالتجاهل المتعمد من قبل قيادات وزارة الدفاع والمنطقة العسكرية الثالثة وعدم إدراج أسماء أسرى محافظة مارب عامة وقبيلة مراد خاصة وعلى رأسهم الشيخ طالب ناجي القردعي في عمليات تبادل الأسرى مع المليشيات.