ما الذي يبحث عنه الحوثي في المقاهي الشبابية؟

تقارير - Wednesday 25 March 2020 الساعة 01:44 pm
صنعاء، نيوزيمن، أمجد محمد:

لا يكاد يمر أسبوع في صنعاء إلا ويسمع ساكنوها عن غزوات تحرير عظيمة للمقاهي الشبابية من روادها، الذكور والإناث، بحجج واهية.. الغريب هذه المرة هو اقتحام المقاهي المخصصة للفتيات والنوادي الصحية النسائية وإغلاقها.

بشكل عام وضمن إطار القانون، على افتراض أن هذه المليشيا تمثل الدولة، فلا يحق لأي جهة النزول لهذه الأماكن وإغلاقها إلا وزارة الصحة وبإثبات رسمي وتصاريح رسمية، بعد ثبوت عدم حرص هذه المقاهي على صحة وسلامة الأطعمة أو المشروبات التي تقدمها لزبائنها، وكذلك عدم مطابقة معاير النظافة لمعاير الصحة والسلامة الشخصية للعاملين هناك، وتكرر الشكاوى من الزبائن ذاتهم، أو أن تكون هذه الأماكن منبعا لوباء خطير يهدد صحة المجتمع.

لكن ما يحدث ما هو إلا عملية ابتزاز واضحة وصريحة من قبل هذه المليشيا لأصحاب هذه المشاريع ونهبهم مع كل عملية تحرير لكل الأموال الموجودة في النقدية لجيوبهم الخاصة والعيش كجراثيم من أكتاف غيرهم.

أما المرتادون لهذه المقاهي من شباب أو بنات وما يحدث بحقهم من تطاول وتعد، فمبرر هذه المليشيا أوقح وأقذر، وهو زعم "منع الفاحشة والمنكر والاختلاط في المجتمع"، وإلقاء القبض عليهم بالجرم المشهود!!

ما الذي يمنع الشاب أن يجتمع مع أصدقائه ويرتادون الأماكن العامة؟! أليس هذا أفضل من جلوسهم على أرصفة الشوارع والأسواق لتأتوا بعدها أيضاً وتتهمونهم بالتحرش!!

ما الذي تحتويه جماجمكم، وما الذي يمنع شرعاً وقانوناً الفتاة أن تحدد مكاناً تجتمع فيه مع صديقاتها لشرب القهوة معاً بعد يومٍ عملي أو دراسي شاق في ظل علم أهاليهن، وهو مكان عام ومكشوف.

كيف نفسر اقتحامكم لمقاهي ونوادي النساء الخاصة والتي يوجد فيها فقط نساء سواء عاملات أو زائرات، فأي جرم مشهود تتحدثون عنه؟

فمن أنتم يا هؤلاء كي تتجرأوا على حرائر اليمن أو تعلموهن الأخلاق التي تفتقرون لها باقتحامكم للأماكن الخاصة بهن، وما شأنكم أنتم أين يخرجن وأين يذهبن! ومن ذا الذي أعطاكم توكيلا كي تمارسوا هذه الأساليب الشاذة بدعوى حماية الإسلام؟! من أنتم لتتحدثوا عن أخلاق نساء اليمن اللواتي خرج من أرحامهن على مر التاريخ أشرس رجال الأرض من نسل سبأ وحمير، وكنا أكثر من نصر الإسلام وحافظ عليه حتى اللحظة.