الصحة العالمية: برغم أن كورونا حديث الساعة إلا أن السل الأكثر فتكاً في العالم

العالم - Friday 27 March 2020 الساعة 09:19 am
عدن، نيوزيمن:

يعتبر فيروس كورونا الذي انتشر مؤخرا أو ما سمي بجائحة COVID-19، هو حديث الساعة نظرا لسرعة انتشاره، وما سببه من شلل تام في الحياة العامة.

غير أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه وفي الوقت الذي يكثف فيه العالم جهوده لمواجهة هذه الجائحة، إلا أن مرض "السل" لا يزال أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم.

وتقول الاحصائيات الأخيرة التي رصدتها المنظمة بأن هناك 10 ملايين شخص أصيبوا بالسل في عام 2018، وقد لقي 1.5 مليون حتفهم بسبب المرض.

المنظمة أكدت في تقاريرها بأن ربع سكان العالم مصابون ببكتيريا السل، وإن إعطاءهم علاجا وقائيا مضادا للسل لن يحميهم من الإصابة بالمرض فحسب، بل سيقلل أيضا خطر انتقال العدوى في المجتمع.

اليوم العالمي للسل

صادف يوم الثلاثاء الماضي الموافق 24 مارس 2020 اليوم العالمي للسل، وقد استغلت منظمة الصحة العالمية هذه المناسبة وأصدرت إرشادات جديدة لمساعدة البلدان على تسريع وتيرة الجهود الرامية إلى وقف الإصابة بهذا المرض، من خلال إعطاء علاج وقائي.

من جهته أفاد تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، أن جائحة كـوفيد-19 تسلط الأضواء على مدى ضعف الأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية وضعف الجهاز المناعي، مشيرا إلى التزام العالم بالقضاء على السل بحلول عام 2030، ومن الأساسي تحسين الوقاية للوفاء بذلك.

كما أكد على ضرورة أن يتمكن ملايين الأشخاص من الحصول على العلاج الوقائي المضاد للسل، لوقف ظهور المرض وتفادي المعاناة وإنقاذ الأرواح.

مشاكل صحية طويلة الأمد

في ذات السياق وحول التصدي للمشاكل الصحية طويلة الأمد، أضاف تيدروس بضرورة مواصلة الجهود وخاصة فيما يتعلق بمرض السل، وفاشية مرض كوفـيد 19.

كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن العلاج الوقائي المضاد للسل تم إهماله إلى حد بعيد، على الرغم من بعض التقدم المحرز من أجل تحقيق الغايات المحددة خلال الاجتماع الرفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن مكافحة السل في عام 2018.

علاج للوقاية من السل

حول هذه النقطة التزم قادة العالم بضمان إتاحة العلاج الوقائي المضاد للسل، لما لا يقل عن 24 مليون شخص مخالط للمصابين بالسل النشط، و6 ملايين مصاب بفيروس العوز المناعي البشري بحلول عام 2022.

إلا أنه وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية لم يتحقق حتى الآن إلا جزء من تلك الغاية المنشودة، إذ أتاحت البلدان العلاج الوقائي المضاد للسل في عام 2018 لأقل من 430000 مخالط و1.8 مليون شخص.

كما أوضحت وكالة الصحة الأممية أن السل يبقي سبب الوفاة الرئيسي لدى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، ويتفاعل العلاج الوقائي المضاد للسل مع العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، من أجل الوقاية من السل وإنقاذ الأرواح.

وشددت على ضرورة تنشيط جهود الحكومات والخدمات الصحية، والجهات الشريكة والجهات المانحة والمجتمع المدني؛ لزيادة إتاحة العلاج الوقائي المضاد للسل، بغية بلوغ المستويات المستهدفة.

التقرير نشر إرشادات مفصلة وطرقا وقائية لتعزيز إتاحة العلاج الوقائي المضاد للسل، كما توصي المنظمة باعتماد خيارات جديدة أقصر مدة للعلاج الوقائي، إضافة إلى دواء الإيزونيازيد اليومي المستخدم على نطاق واسع خلال 6 أشهر.