جيش الإصلاح في مأرب والجوف ونهم يظهر في تعز وأبين وشبوة وميدي.. اكتمال المؤامرة

السياسية - Tuesday 31 March 2020 الساعة 11:03 pm
عدن، نيوزيمن، باسم علي:

تتسارع التطورات العسكرية على مسرح العمليات في القطاع الشرقي في نهم والجوف ومأرب لتأخذ مساراً جديداً يقود إلى فرض معادلة جديدة في المشهد العام للحرب في البلاد بين الشرعية والمليشيات الحوثية.

مفارقات تبدو غريبة للمتابع لانكسارات جيش الشرعية وعمليات التسليم المجانية لمواقع ومعسكرات وقواعد عسكرية بل ومناطق عسكرية متكاملة بعتاد مهول.. غير إن فى الكواليس تدور استعدادات وإعادة تموضع لقوات الشرعية بعيداً عن حسابات "قادمون يا صنعاء".

نيوزيمن جمع الكثير من تفاصيل المؤامرة، وكيف نسج الإخوان المسلمون خيوطها مع ارتباطاتهم الإقليمية مهما كان الثمن الذي سيدفع في هكذا مغامرة.

صبيحة اليوم التالي لسقوط جبهة نهم والمنطقة السابعة كانت حافلات نقل الركاب تجمع من حراجات العمال في عدن مقاتلين لتعزيز جبهات مأرب ومن الجولات واللوكندات في مأرب تم الزج بالعشرات إلى جبهات القتال دون خبرة عسكرية تذكر.. من كان يجمع العمال للقتال هي قيادات عسكرية موالية للمقدشي استيقظت على هزيمة نكراء في نهم.

وصلت الشرعية إلى نهم بعد أن دعت مليشيات الحوثي انصارها للاحتفال بذكرى ثورتهم المشؤومة مع الإخوان، 11 فبراير.. حينها لا أحد يستطيع الجزم أن القوات المحسوبة على الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح سلمت نهم رداً على الاحتفاء الحوثي.. غير أن مشهد تحالف الإخوان والحوثيين عاد مؤخراً ليبدأ من نهم مسارا جديدا وضمن تفاهمات تصل خيوطها إلى الدوحة وطهران.

هناك أسئلة كثيرة تُطرح، أهمها أين ذهب جيش الشرعيه في مأرب ونهم والجوف أو بالأصح جيش الإصلاح، كونه المكون الأكثر حضورا في جيش الشرعية خصوصا في مأرب ونهم والجوف وتعز وميدي.

تفيد المعلومات بأن أكثر من 6 آلاف جندي في قوات الشيخ حمود المخلافي التي جمعها في تعز هم من عناصر المناطق العسكرية السابعه والسادسة والثالثة في نهم والجوف ومأرب بينما عدد الذين قدموا من محاور صعدة على الحدود حيث دعاهم المخلافي للعودة لا يتجاوزون ألف فرد والبقية هم مستجدون جدد.

وإلى جانب القوات التي استقطبها المخلافي هناك قوات تجاوز أفرادها ألفي فرد التحقت بمحور تعز وأطلق عليهم مؤخرا المنضمين وهم من محافظات شمالية كانوا ضمن قوات الإصلاح في مأرب، بينما في تعز تم تقديمهم كونهم منضمين جدداً للشرعية من مناطق الحوثيين.. مع العلم أنه يوجد في تعز 8 آلاف جندي من الجيش السابق لم يقبل المحور الإصلاحي انضمامهم كونهم من جيش علي صالح.

في تعز حصل الإصلاح على أكثر من 50 ألف رقم عسكري.. تسرب الكثير منهم إلى معسكرات الحدود ومنهم ذهب للغربة وآخرون تركوا الجيش وعادوا إلى أعمالهم السابقة قبل الحرب واستفاد الإصلاح من الأرقام العسكرية لضم قواته القادمة من مأرب والجوف ونهم مع العلم أن الرواتب تصرف في تعز للجنود شهريا بينما في مأرب والجوف ونهم يبقى الجنود أكثر من 5 أشهر دون مرتبات.

وفي المنطقة الخامسة التي عمل الإصلاح على إزاحة كل القيادات المهنية منها وعلى رأسهم الحجوري وقواته الخاصة تشير المعلومات إلى أن نصف قوات المنطقة الخامسة حاليا هم من المنتسبين سابقا للمناطق السابعة والسادسة والثالثة في مأرب والجوف وميدي.

وفي أبين وشبوة وسيئون تشير المعلومات إلى أن نحو 5 آلاف جندي تم سحبهم من نهم ومأرب والجوف إلى هذه المحافظات وذلك استعدادا لمعركة أخرى يعد لها الإصلاح مع حلفائه القطريين والإيرانيين.

إضافة إلى ذلك عاد آلاف الجنود إلى منازلهم في مأرب ويقدمون أنفسهم كنازحين بعد أن قدموا من محافظات عديدة كجنود وتركوا الجبهات وهم يشكلون نسبة كبيرة من القوة التي تسربت من الجيش بينما يتعامى القادة عن هذا التسرب لسرقة المرتبات والخاصة بهؤلاء المنقطعين.

وهناك أعداد كبيرة من الجنود توجهوا إلى محور صعدة على الحدود بسبب تأخر مرتباتهم وارتفاع نسبة المرتبات في الحدود بينما فككت قيادات الإصلاح وحدات كثيرة مثل مقاومة الرضمة ومقاومة عتمة ومقاومة ذمار ومقاومة الشعاور ومقاومة ريمة وهذه كلها تأطرت في وحدات عسكرية تمت محاربتها وتطفيش قياداتها وأفرادها بشكل متعمد.

أعاد الإصلاح تموضع قواته في تعز وشبوة وأبين وسيئون وميدي وظهرت مؤشرات صفقة مع مليشيات الحوثي بإفساح الطريق لهم إلى مأرب وتسليمهم الشمال ما عدا المناطق المحررة في تعز لاستخدامها مركز عمليات ضد الساحل والجنوب بينما لم تعد مأرب ذات أهمية كبيرة له بعد أن اقترب منها الحوثيون، وبالتالي تتحول إلى مربع استنزاف لهم، وعليه كان خيار التوافق مع مليشيات الحوثي على مسارات أخرى أقرب للواقع.

تلتقي مسارات الإخوان والحوثيين وأجندة حلفائهم الإقليميين في مربع إنهاء أي حضور أو نفوذ لدولة الإمارات وبالتالي تصبح قوات المجلس الانتقالي وقوات حراس الجمهورية والوية العمالقه في الساحل هدفا مشتركا للطرفين بما في ذلك حلفاؤهم قطر وطهران كون تواجد هذه القوات الحليفة للإمارات على مقربة من المصالح الدولية يحرم طهران والإخوان استثمار الموقع الجغرافي لصالحهما كورقة مساومة وضغط مع الإقليم.

كانت مأرب نقطة انطلاق نحو صنعاء فتحولت تعز نقطة تحرك صوب الساحل، وكانت شبوة حامية لظهر مأرب وصدر الجنوب فتحولت إلى رأس حربة ضد الجنوب.. سقوط مأرب يعني التحام قوات الإخوان في شبوة مع قوات الحوثيين القادمة من مأرب ضد عدن. وقوات الإخوان في تعز لا يفصلها عن الحوثيين سوى أمتار قليلة، وبالتالي ليس بعيدا أن تتحول إلى جبهة واحدة ضد الساحل.. هكذا تبدو الصورة في الوقت الحالي.

السؤال هنا: هل تتحرك الرياض والساحل والقوات الجنوبية لإسناد قبائل مأرب واستعادة زمام المبادرة وإفشال المخطط في بداياته أم تنتظر النهايات، خصوصا وأن الرياض تبدو غارقة في دوامة الإخوان وخيوط مؤامرتهم.