تخبّط ولا مُبالاة حوثية.. صنعاء تستقبل فيروس كورونا بفراش ناعم

تقارير - Thursday 07 May 2020 الساعة 12:59 am
صنعاء، نيوزيمن، أحمد فؤاد:

رغم إعلانها المشكوك في صحته بأول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في صنعاء، ترفض مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- تعليق صلاة الجمعة والصلوات في المساجد أسوة بتجارب بلدان إسلامية عديدة ظهر فيها الوباء، واتساقا مع تعاليم منظمة الصحة العالمية.

وبدلاً من إغلاق المساجد كإجراء احترازي للوقاية من الفيروس والحد من انتشاره، أصدرت مليشيا الحوثي تعميما لمسئولي مكاتب الأوقاف والإرشاد في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، تضمن التعميم ارشادات تتسم بالتخبط واللا مبالاة والارتجالية.

>> صنعاء.. تجمعات حوثية تشجيعية لانتشار فيروس كورونا

وتضمن تعميم مليشيا الحوثي لمسئولي مكاتب الاوقاف ما وصفه بـ(عدم الاكتظاظ داخل المساجد المسقوفة قدر الإمكان..) دونما تحديد لمفهوم ومقدار الاكتظاظ وكيفية قياسه؟، كما تضمن التعميم للمساجد بـ(التعميم على المصلين بالعمل بمبدأ خذ سجادتك معك وصلّ عليها).

ويرى عبدالله الهمداني -من سكان صنعاء- أنّ عدم تعليق الصلاة في المساجد والاكتفاء بجلب السجادات الشخصية من المنازل إلى المساجد للصلاة عليها سوف لن يعمل على انتقال الفيروس بفعل الاحتكاك والتقارب الاجتماعي والصحي بين صفوف المصلين داخل المساجد، وإنما -حسب الهمداني- سوف تقوم السجادات المنزلية بتعبيد الطريق لانتقال الفيروس فيما بين المنازل والأحياء.

سجادات منزلية لعبور كورونا

وتشير ارشادات مليشيا الحوثي الخاصة بالمساجد إلى خطورة وضع الوباء في مناطق سيطرة الجماعة، وتعزز هذه الارشادات من الشكوك المجتمعية حول حقيقة الوباء، وانعدام ثقة المجتمعات المحلية في قدرة مليشيا الحوثي على ادارة ازمة الجائحة العالمية التي طرقت ابواب اليمن في العاشر من ابريل الماضي بتسجيل اول حالة في حضرموت (شرق اليمن).

>> مليشيا الحوثي تجري فحوصات كورونا لحالات الالتهاب الرئوي الحاد

ولا يظهر أنّ مليشيا الحوثي تدرك معنى (التباعد الاجتماعي) كوسيلة موصى بها من منظمة الصحة العالمية للوقاية من الجائحة العالمية covid-19، فهذه الجماعة تعتقد بغباء لافت أن ماتسميه (تقليص الوقت بين الأذان والإقامة للصلاة إلى 5 أو 10 دقائق) وكذا (عدم إطالة الخطبة يوم الجمعة) تعتقد ان هذه الارشادات كافية للوقاية من خطر انتقال فيروس كورونا وتحقيق مفهوم وفكرة التباعد الاجتماعي.

وتكشف ارشادات مليشيا الحوثي لمشرفيها في مكاتب الاوقاف اصرار هذه الجماعة على ابقاء ابواب المساجد مفتوحة لاداء الصلوات وتناول وجبات الافطار في رمضان، مكتفية في هذا السياق بالتعميم بـ(فتح كافة نوافذ وأبواب المسجد لتبديل وتجديد الهواء باستمرار)، وكذلك (القيام بتطهير المساجد بشكل دائم وتزويدها بمختلف وسائل التنظيف والتعقيم).

وفي تعليقه على هذه الإرشادات يقول عبدالله الهمداني إنها غير مأمونة وإنه قرر حث اقاربه على اداء الصلاة في منازلهم، مشيرا إلى أن القصة ليست في طول أو قصر فترة البقاء في المسجد سواء لخطبة الجمعة أو الصلوات الخمس، وقال: "الخطورة في التجمع بحد ذاته حتى لو كان بضع دقائق".

إفطار رمضاني داخل المساجد

وفي تخبط لافت ولا مبالاة واضحة بحياة المواطنين حثت مليشيا الحوثي مرتادي المساجد على ابقاء مسافة فيما بينهم اثناء تناول وجبة الافطار داخل المساجد، لكنها لا تخشى من انتقال الفيروس أثناء تلامس المصلين واحتكاكهم ببعض أثناء الصلاة..!

وتضمن تعميم الحوثي الصادر بتاريخ 30 ابريل الماضي ما وصف بـ(وضع حدود لتنظم الإفطار داخل المساجد وتنظيفها من التمور، وفرض غسل الايدي بالماء والصابون قبل الإفطار وحث الناس على إبقاء مسافة بينهم أثناء الإفطار وعدم الازدحام).

واعلنت مليشيا الحوثي يوم الثلاثاء 5 مايو الجاري، وفاة ما قالت إنها أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في صنعاء، وسط شكوك مجتمعية بحقيقة انتشار الوباء ونزوع المليشيا الحوثية للتكتم على حقيقة حجم الوباء.

وعلى عكس ما تعلنه من اجراءات احترازية افتراضية لمواجهة فيروس كورونا تواصل مليشيا الحوثي تنفيذ أنشطة جماهيرية تمثل بيئة خصبة لنقل العدوى وتتعارض مع توصيات منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار الوباء.

وتلزم مليشيا الحوثي عقال الحارات ومن يسمون بمشرفي المديريات في صنعاء وضواحيها بعقد أمسيات رمضانية، وحشد أكبر عدد ممكن من المواطنين لحضور هذه الامسيات والاستماع لمحاضرات عبدالملك الحوثي والتي تبث مساء كل يوم عبر وسائل اعلام الجماعة، في إطار ما يسمى البرنامج الرمضاني.