ابن بريك رحَّب بقاعدة سعودية.. "روسيا" تراقب "خليج عدن"

الجنوب - Saturday 09 May 2020 الساعة 01:37 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

"خليج عدن" المكان الأقرب لأكثر مناطق العالم ازدحاماً بالحضور الدولي على طريق التجارة الدولية وصراعات الإرهاب والحرب على الإرهاب.

تزدحم "جيبوتي" بكل أنواع المعسكرات، هذا مقر القيادة الأمريكية، وهذه قاعدة فرنسا، وهنا الصين، وهناك اليابان.. وكل دولة لها مصالح في هذا التقاطع أقامت في "جيبوتي" قاعدة.

على الضفة الأخرى، هناك "عدن"، والتي كانت لعقدين ونصف مقراً للقاعدة السوفييتية.. ثم سقط الاتحاد وانتهت أغلب قواعدة، وتولت دولة الوحدة إدارة علاقات متميزة مع خليفة الاتحاد "روسيا".. غير أن هذه الدولة خسرت قوتها في 2011، وفي 2014 انهارت الدولة بأكملها وفي 2016 بدأ الجنوب حرب الاستقلال عن دولة الحوثي التي شردت كل قيادات الدولة اليمنية وفي 2017 قتلت مؤسس الدولة وزعيمها..

اليوم، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية محاولاً بناء إدارة بديلة لما بقي من دولة الجمهورية اليمنية التي انتهت في صنعاء، ومن سلم منها فر إلى خارج البلاد.

وبعيداً عن الصراع الداخلي، جنوباً وشمالاً، فإن ثمة وجهاً آخرَ مرتبطاً بـ"باب المندب وخليج عدن".

نائب رئيس المجلس الانتقالي "هاني بن بريك" أعلن استعداد "الانتقالي" الاتفاق مع المملكة العربية السعودية لـ"بناء قاعدة لها في الجنوب".

وقبل هذا الإعلان كان المجلس الانتقالي قد بدأ تواصله السياسي مع "روسيا" التي تعلن دائماً دعمها للموقف السعودي الإماراتي في اليمن.

كل هذا التحرُّكات وإن كانت في بدايتها فإنها مؤشر لتحركات دولية إقليمية في محيط هذا المكان الاستراتيجي "باب المندب وخليج عدن".

روسيا.. الاهتمام ليس ترفاً

باب المندب وخليج عدن والقرن الإفريقي وبالقرب من ممرات التجارة الدولية وخطوط نقل الطاقة لم يعد حلماً، بل استراتيجية تسعى موسكو إلى تحقيقها بأقل كلفة.

يقول الخبير البريطاني، صامويل راماني، المختص في الشؤون الروسية لـ"نيوزيمن"، أعتقد أن روسيا تتطلع إلى مزيد من التأثير على البحر الأحمر، مما قد يؤدي إلى قاعدة بحرية في عدن تمنحه القدرة على عرض القوة في مضيق باب المندب. ومع استمرار حرب اليمن وانخفاض أسعار النفط، فلم يعد حلماً، بل استراتيجية تسعى موسكو إلى تحقيقه.

وأضاف راماني، إنه من المرجح أن تحصل روسيا على وجودها في البحر الأحمر عبر السودان، على الرغم من أن مسؤولي الدفاع الروس ينظرون إلى عدن كموقع متفوق من الناحية اللوجستية.

ولدى سؤاله حول ما إذا كان المجلس الانتقالي سيقبل بإنشاء قاعدة روسية، قال راماني "إن ذلك يعتمد على المكان الذي ستنشره فيه".

وفي مارس 2019، كانت وزارة الخارجية الروسية أول من دعا المجلس الانتقالي الجنوبي لزيارة رسمية إلى موسكو. كما أن السفير الروسي لدى اليمن زار مقر "المجلس الانتقالي في عدن في نفس الفترة. وتعزز ذلك في بيان صدر في 10 أغسطس 2019 حين رفض نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي إدانة سيطرة "الانتقالي الجنوبي" على عدن. كما أنه لم يؤكد أهمية الوحدة اليمنية كما جرت العادة.

وقال صحفي روسي من العاملين في الكرملين، ضمن حديث غير رسمي، إن دور روسيا في الأزمة اليمنية هو استمرار تعزيز جميع مشاريع حفظ السلام في البلد وتقديم المعونة الإنسانية للسكان.

لقد اكتسبت روسيا سمعة كدولة تلتزم بالقانون الدولي وتحترم السيادة، وترفض كل سيناريوهات الاستعمار الجديد. وهذا بدوره يفتح آفاق إقامة اتصالات مع جميع الفاعلين الرئيسيين في اليمن بمن فيهم المجلس الانتقالي وحزب المؤتمر الشعبي العام، كمفاتيح لتسوية الأزمة.

وانتقد مجلس الشؤون الدولية الروسي طول أمد الصراع في اليمن في ظل الأزمات العديدة في بلدان الشرق الأوسط الأخرى. وقال إن أزمة اليمن تحمل تهديدات وقد بدأت بالفعل تؤثر على جيرانها في شبه الجزيرة العربية، وقد تؤثر على مصالح الفاعلين العالميين في المستقبل. وقد تم تحديد الوضع في اليمن على أنه واحد من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم في القرن الحادي والعشرين، مما أثار مخاوف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وقال إنه "إذا لم تتخذ تدابير عاجلة لحل الأزمة السياسية في البلد، فإنها يمكن أن تشكل تحديات أكبر.. وما برحت روسيا متمسكة بدعوة القوى العالمية والإقليمية للعمل معاً في محاولة لحل مشاكل المنطقة. وتتطلب البيئة الحالية نهجاً جديداً للأزمة في اليمن".