الإصلاح يطالب بنصيبه من حضرموت ويبكي المجالس المحلية فيها ويعطلها في مأرب وتعز

تقارير - Wednesday 20 May 2020 الساعة 02:50 am
المخا، نيوزيمن، أمجد قرشي:

يتبرأ حزب الإصلاح من قرارات هادي والميسري في حضرموت وما اعتبرها حسابات مناطقية وقبلية في وصفة الصراع الناشب جنوبا، بل ويعتبر نفسه معارضة، متجاوزا هيمنته في سيئون وشبوة وتعز ومأرب والجوف وحتى على مناصب المحافظات غير المحررة، والحزب الذي جيش لإسقاط السلطات الدستورية المنتخبة يحذر اليوم من تجاهل وتعطيل المجالس المحلية المنتخبة في حضرموت، لكنه يواصل تعطيلها في تعز ومأرب ويعتبرها في المخا انفصالا وتمردا واحتلالا.

طالب حزب الإصلاح، الذراع المحلي للإخوان المسلمين في اليمن، بنصيبه من محافظة حضرموت وحضرموت الساحل بالخصوص حيث يتنفذ ويحكم السيطرة في حضرموت الوادي وسيئون، في سياق مباركته قرارات التعيينات الجديدة لأربعة وكلاء لمحافظة حضرموت وتغيير مديري أمن وشرطة الساحل.

وفي بيان مطول نشرته وسائل إعلام الحزب، يوم الاثنين، غداة قرارات تعيين وكلاء ومدير أمن، باسم مصدر مسؤول في التجمع اليمني للإصلاح بحضرموت، بارك التعيينات الرئاسية الأخيرة "مستنكرا في الوقت ذاته تهميش وتجاهل كوادره الوطنية والكفؤة من الترشيح" في التعيينات الجديدة.

ويحاول الإصلاح بهذا الإعلان التكتيكي النأي بنفسه عن تيار وجناح هادي/ الميسري الذي يقف خلف موجة قرارات وتعيينات في السباق على ساحل حضرموت. كما يحاول الحزب دفع التهمة عنه ونفوذه المهيمن في الرئاسة وقراراتها فيما يتعلق بالقرارات الأخيرة والتغييرات الانتقامية في هيكل الوظيفة العليا في سلطة حضرموت، محيلا المسؤولية على هادي والميسري، من خلال التشكي بلسان المظلوم من إقصائه وكوادره من التعيينات الوظيفية.

لكن البيان لم يكتف بذلك بل ذهب الحزب إلى التصريح المباشر بصيغة الإدانة للاعتبارات الصراعية الجهوية والمناطقية والقبلية وراء التعيينات القائمة وارتباطها بالتالي بفورة صراع جهوي يغذيه صانع القرار بالتحول من أبين وعدن إلى حضرموت، ويتجاوز الإصلاح هنا شبوة كونه مسيطرا على سلطتها المحلية. 

وقال "إن تهميش الكوادر الحضرمية الكفؤة بسبب انتمائها الفكري او الحزبي او الطبقي او القبلي او المناطقي - ليس معيارا سويا ولن نسمع عنه ببلدان الديمقراطيات الناشئة وفي المقابل نجد الترشيحات من المكونات السياسية والمجتمعية الأخرى."

وأكثر من ذلك اعتبر الإصلاح نفسه معارضة "الإصلاح غير مشارك بأي من كوادره في السلطة المحلية الراهنة بالمحافظة والمديريات ولا في مكاتبها التنفيذية وكان بإمكانه أن يكون صوتاً معارضا قويا إلا أنه ظل مسانداً للسلطة المحلية ونخبتها الحضرمية وقيادة منطقتها العسكرية".

وعلى ذكر السلطات المحلية وحديث الحزب الاستعراضي عن الديمقراطيات الناشئة، فإن الحزب الذي انقلب على نتائج وسلطة وشرعية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية وفقا للدستور والقوانين النافذة، لإسقاط النظام، وسفه وطعن في شرعية السلطات المنتخبة وحرض بالخروج عليها وإسقاط الدولة والنظام العام والسياسي، عاد إليوم إلى امتداح النظام المحلي والسلطات المنتخبة والتحذير من خطورة تجاهلها.

"واستنكر المصدر استمرار إغلاق وتعليق عمل المجلس المحلي بالمحافظة والمجالس المحلية بالمديريات المنتخبة من قبل الشعب وعبر صناديق الاقتراع وفق مواد الدستور النافذ والقوانين السارية التي لا تسمح لا بالحل ولا بالتعليق لهذه المجالس المحلية إلا بحكم قضائي بات أو بانتخاب مجالس جديدة تقوم محل المجالس الحالية."

وعلاوة على هذا النهج الانتهازي والتناقض المفضوح في سلوك الحزب وممارساته التي قوضت وقادت إلى تقويض الدولة والنظام الدستوري والسلطات المنتخبة، فإن الإخوان الذين يعطلون عامدين وبإصرار وتعنت عمل المجالس المحلية المنتخبة في تعز ومأرب ويفرضون سلطة أمر واقع بحكم الغلبة والقوة والقمع والهيمنة على الرئاسة والحكومة، لا يتورع هنا وفيما خص حضرموت الساحل عن الإفتاء والتنظير "أن تعطيل المجالس المحلية الحالية يجعل السلطات بالمحافظات والمديريات دون رقابة مالية ولا رقابة إدارية."