حفلة تنكرية: وحدويون كالعادة انفصاليون بلا هوادة!

تقارير - Friday 22 May 2020 الساعة 01:02 am
المخا، نيوزيمن، أمين الوائلي:

فرقاء الشرعية والحوثية وما بينهما.. رفقاء يتجمعون عشية 22 مايو في حفلة تنكرية واسعة يحتفون بـ"الوحدة العظيمة" التي سفكوا دمها وهتكوا ومزقوا عرضها وأرضها.. ويعبون الكؤوس.. كؤوس دمها المعتق.. نخباً على شرف يوم الوحدة الغارق في أعوام التيه والانفصال والتمزيق المجيد..

تعتقد طائفة متنافرة من المغردين اليمنيين، من تيارات وتوجهات مختلفة، أن الحديث العاطفي عن الوحدة في ذكرى 22 مايو يفي بالغرض الآن، للتهرب من فروض الواقع الذي تجاوز الجميع نخباً وسياسيين وناشطين ومراكز صراع على جثة بلد كان هنا.

استعادة وتكرار ذات العبارات النمطية والشعارات الجوفاء تجعلك تسأل نفسك بصوت مرتفع ما إذا كان الناس منفصلين عن حياتهم وبلادهم إلى هذه الدرجة من النخبوية الانعزالية، أم أنه النفاق الوظيفي لا أكثر، والمسألة ليست أكثر من إسقاط واجب على جدول عمل فريق هنا أو هناك.

الوحدة عظيمة، و22 مايو يوم وطني عظيم، ومن أيام اليمن التاريخية، ومثل 22 مايو تتويجاً لنضالات شعبنا العظيم التاريخية، والوحدة اليمنية نواة للوحدة العربية (..)، وزاد أحدهم: ولو بالصورة أو بالحالة الجديدة (..) ومن يخالف هذا فليس يمنياً! القصد الفيدرالية الاتحادية السداسية.

كل ما قيل ويقال وسيقال لا يكاد يخرج إجمالاً عن هذه اللغة الموات والمقررات المتوارثة خلال عقود تغير خلالها كل شيء ولم تتغير العناوين ولا انفكت العقول من العقال لتمارس التفكير ولو على سبيل الخطيئة والفسوق ضد الرتابة والغش والنفاق ودين القطيع.

حتى رئيس الوزراء غرد بهذا المعنى. ووزراء ومسؤولون وقادة عسكريون ونواب وسفراء ومحافظون وصحفيون ومناضلون وناشطون، جميعهم من الفنادق ومن عواصم الغربة والنزوح وطيب الإقامة بين ثلاث أربع قارات.

هذا البعد والانعزال والانفصال التام عن البلاد والناس والحرب والأوبئة والمعاناة والفقر والحر والعطش والجوع والخوف واليأس والتعب وحتى أزمة القبور (..) يمثل أسوأ ما قد يعرفه السوء عن نفسه يوماً.

إنهم جميعاً يتنافسون والحوثي في هذا المضمار، حتى الحوثيون يرصون الكلمات نفسها عن الوحدة العظيمة وهم يتسلطون ويغتصبون السلطة على أشلاء البلاد والدولة والنظام والوطن والمواطن للسنة السادسة توالياً انفصالاً بصنعاء والشمال عن الزمن واليمن والتاريخ والمنطق والجغرافيا والحياة نفسها.

كلهم وحدويون عشية 22 مايو.. وانفصاليون بلا هوادة كل يوم.