معاناة الصيادين اليمنيين تتطلب جهداً حكومياً وتواصلاً مع الجانب الإريتري وبقية دول الجوار

المخا تهامة - Monday 01 June 2020 الساعة 05:49 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

تصاعدت شكاوى الصيادين اليمنيين من الانتهاكات التي يتعرضون لها في المياه الإقليمية اليمنية؛ بسبب التحركات العسكرية في المنطقة، وعدم وجود جهة رسمية يمنية يمكنهم الرجوع لها لحل المشكلات، فيما لا تزال عشرات القوارب وعدد من الصيادين مفقودين بعضهم معتقل لدى القوات الاريترية وبعضهم لدى قوات الأشقاء في المملكة العربية السعودية وآخرون فقدوا لأسابيع حتى تم العثور عليهم في مصر والسودان. وسبق أن أفرج عن بعضهم من هذه السجون ولا يزال آخرون فيها.

العذابات اليمنية في البحر ليست جديدة، لكنها كانت تتابع من قبل الحكومة في صنعاء عبر مختلف أجهزتها ومنها وزارات الخارجية والداخلية والثروة السمكية سواء ضمن متابعات الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالاصطياد المتبادل بين البلدان ذات الحدود البحرية، أو الاتفاقات الدولية ذات الصلة بالصيد والصيادين.. ولكن كل ذلك فقد الآن، ولم يعد يجد الصياد أى جهة حكومية يمكنه مناقشة مشكلاته معها لا داخل اليمن ولا خارجها.

يقول الباحث الحقوقي “مجاهد القب”، إن الصيادين تعرضوا لإحراق قواربهم، وهناك المئات بعضهم معتقلون وآخرون يتعرضون للتعذيب”.

ويضيف: “صيادون لا أحد يأبه لمراراتهم ودموع أهاليهم. هناك آخرون مفقودون يعتقد أنهم في السودان، وآخرون عرف مؤخراً أنهم في مصر. وثقت مئات الاعتداءات على الصيادين منها في محيط جزيرة حنيش الكبرى ومنهم من لوحق حتى ظهر الجزيرة، ضربوا واقتيدوا نحو البر الاريتري. اجبروا على إنزال الأسماك وأدوات الصيد وإخراج القوارب إلى البر”.

ضمن تحقيقه في الانتهاكات يقول: “كانوا يراكمون العشرات في قارب واحد صغير بمحرك يترنح مع قوة المد البحري، بالكاد كانوا يحصلون على وقود يكفي المحرك ليصل إلى الجزيرة”.

وينتقد: “مئات المنشورات من الوقائع لم تجد من يتفاعل معها، وكأنهم ليسوا بشراً ولا يستحقون الحياة”.

وفي الوقت الذي تصاعدت الانتهاكات ضد الصيادين، شغل الرأى العام أمس بمعركة وهمية عنوانها “احتلال اريتريا لجزيرة حنيش”، وهو ما نفاه قائد قطاع خفر السواحل في البحر الأحمر، العقيد عبدالجبار زحزوح.

شغل الرأي العام بأكذوبة وتم تمييع “الانتهاكات” التي تتحمل مسؤوليتها الدولة اليمنية، يذكرها القب بالتحكيم الدولي الذي أعاد الجزيرة لليمن، والذي تضمن “بنودا تقر بالصلة التاريخية التي تجمع صيادي البرين تتيح لهم العمل على امتداد هذه المياه البحرية في مجال الصيد التقليدي فقط. وافقت عليه يومها اريتريا ورفع وزير الدفاع الاريتري علم اليمن على الجزيرة كدلالة على طي صفحة الماضي”.

قال القب: “للتأكيد مرة أخرى لا يوجد جندي اريتري في موقع ثابت على جزيرة حنيش للحظة، ولكن هناك معاناة تتطلب تدخل الجمهورية اليمنية لرعاية صياديها”.