رئيس قسم المكنيك بالبخارية: أخطاء فنية طالت المحطة وإعادة تشغيلها بحاجة إلى فريق هندسي متكامل

المخا تهامة - Tuesday 02 June 2020 الساعة 11:30 am
المخا، نيوزيمن، حوار خاص:

كشف رئيس قسم المكنيك بالمحطة البخارية المهندس زهير ناجي، عن أخطاء فنية تهدد بتدمير المحطة خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وأكد، أن المحطة بحاجة إلى فريق هندسي متكامل قبل التفكير في إعادة تشغيلها.

وأوضح، أن المحطة قادرة على العطاء من جديد متى ما توفرت الإدارة الصحيحة إلى جانب استبدال بعض القطع التالفة.

وأشار إلى أهمية تولي وزارة الكهرباء مسؤولية إدارة المحطة، داعياً الأهالي لدفع فواتير الاستهلاك الشهرية في حال تشغيلها لديمومة استمرار التيار.

فإلى نص الحوار:

* ما المعالجات التي تحتاجها المحطة؟

المحطة بحاجة أولا إلى طاقم تشغيل حقيقي من مهندسين وفنيين وإداريين قبل التفكير في اتخاذ أي خطوة لتشغيلها.

* وماذا عن الصيانة، هل هي بحاجة إلى صيانة عمرية؟ 

الصيانه العمرية بحسب التصميم المفروض يتم إجراؤها بعد خمسين ألف ساعة عمل للوحدة التربينية، الوحدة الأولى لم تتجاوز ساعات العمل منذ آخر صيانة شاملة تمت لها بالنسبة للتربين مطلع عام 2012، أما الغلاية فنتيجة لتوقف المحطة وما تعرضت له أنابيب الغلاية من عوامل تعرية ورطوبة وتآكلات لأغلب أنابيبها، فهي تحتاج إلى صيانة وفحص للأنابيب وتغيير للأجزاء المتآكلة، خصوصا أنابيب الاكنوميزر وأنابيب مجمعات البخار إلى الدرام (أسطوانة الغلاية)، وكذلك الحال بالنسبة لغلايات الوحدتين الثانية والثالثة فقد تجاوزتا ساعات العمل المذكورة.

ووضع أنابيب الغلايات مشابه لوضع الوحدة الأولى، كما أن وضع أنابيب فرن الوحدة الثالثة سيئ للغاية.

*هناك فريق هندسي يعمل منذ أربعة أشهر تقريبا، برأيك لماذا لم يتمكن من إعادة إصلاحها حتى الآن؟

المشكلة تكمن في طريقة التشغيل بمهندس وحيد في حين ان التشغيل الطبيعي لا بد ان يكون بطاقم تشغيل متكامل يعملون كوحدة عمل متكاملة، حيث يستحيل تشغيل المحطة بمهندس وحيد بما يضمن ديمومة انتاج الطاقة، إضافة إلى إهمال صيانة وتجهيز التحلية في مرات التشغيل المتكررة، مما فاقم المشكلة ولم يستطيعوا تجميع كمية المياه اللازمة لضمان تشغيل وحدة تربينية، كما ان هناك بعض التعديلات واحلال قطع وأجزاء حديثة تمت في السنوات الأخيرة لم يكن المجاهد وهو المدير الحالي للمحطة، على اطلاع بها وليست ضمن مناول المحطة، كان يجب التركيز على تجهيز وحدات التحلية بما يضمن كفاءة الأداء المطلوب لاحتياجات التشغيل، أما أن تقوم بالتشغيل وأثناء ذلك تقوم بعملية تجهيزات ففي ذلك هدر للمال والوقود بصورة عبثية وغير صحيحة.

هناك مضخات نقل الماء المقطر من وحدات التحلية إلى الخزان لم يتم إصلاح موتوراتهم وإعادتها للعمل والاعتماد على تعديل مؤقت يستخدمون فيه مضخات التحلية ذاتها للقيام بعمل مضاف، وفي هذا إجهاد لهذه المضخات ومخالف للتصميم، كما آمل أن يكون قد تم إصلاح موتورات مضخات تعزيز الغلايات بالمياه المقطرة وعدم الاعتماد على مضخة وحيدة متبقية.

* في حال قررت جهة ما إعادة عمل صيانة شاملة هل ستعود للعمل أم أن عمر المحطة الافتراضي انتهى؟

صيانة المحطة عبر جهة ما بالتأكيد سيعيدها إلى الخدمة من جديد، والعمر الافتراضي هذا مسمى غير موجود، لأن جميع القطع تتجدد ويمكن استبدالها أو صيانتها، باعتباري اشتغلت مع مهندسين أجانب، كانوا يقولون سنضع هذا التوربين كي يعمل لمدة عشر سنوات قادمة، وهذه التوربينات مادتها رطبة ومصنوعة من الألمنيوم المذاب، ويوجد اثنان من المهندسين قادران على إصلاح هذا التوربين، وهما عبدالله الصبري وأنا، وممكن نقوم بعملية كبس جديدة في عدن.

* كم تقدر تكلفة إعادة صيانة المحطة؟

مسألة تقدير المبالغ المتعلقة بالصيانة العمرية تحتاج إلى مناقصات تدخل فيها شركات عالمية، وكانت في السابق بملايين الدولارات، أنا كمهندس لا أستطع أن أحدد لك تكلفة الصيانة، والمسائل المالية لا أتطرق لها، فهي من اختصاص المؤسسة العامة للكهرباء.

* أجرت شركة رومانية عملية صيانة شاملة قبل سنوات فلماذا لم يستعن بها عندما أجريت صيانة للمحطة في 2017؟

آخر صيانة كانت للوحدة الأولى في يناير 2011 ونتيجة للأحداث التي جرت في ذلك العام تركت الشركة المنفذة كل شيء مفتوحا وتم إلغاء العقد وسافر الخبراء، استدعينا خبيرا روسيا من محطة كهرباء الحسوة، وتم عمل صيانة شاملة للوحدة، والخبير الروسي الذي أجرى عملية الصيانة هو نفسه من قام بصيانة محطة رأس كثيب ومحطة الحسوة.

* بمنظورك كيف يتم معالجة هذه المشكلة؟

معالجة الكهرباء تأتي عبر المؤسسة العامة للكهرباء، وهي معنية بالإدارة والصيانة، والجهة المانحة لا بد أن تنسق مع الإدارة بحيث يتم كل شيء عبر المؤسسة العامة للكهرباء في عدن وهي المعنية، نقول للمؤسسة هذه المحطة من أجل أن تتحمل مسؤولية إدارتها كما كان سابقاً.

* كيف تخلت مؤسسة الكهرباء عن مسؤوليتها في المحطة البخارية؟

دعنا نرتب الأحداث، فقد تم تحميل منطقة عدن بتحمل صرف مبلغ النفقات التشغيلية للمحطة البخارية وهي بعدها تطالب بتحصيل المبلغ من المالية.. 

وبايجاز.. الوحدة الاقتصادية في المالية أوقفت تعويض منطقة عدن عما يصرف للمحطة بحجة ان للمحطة في المخا إيرادات ويجب ان تتحمل بنفقات تشغيل المحطة، فاضطر مدير المحطة حينها المهندس علي الرعيني للمتابعة والمطالبة للمؤسسة حتى تحصل على توجيهات تحمل ايرادات المحطة بنفقات تشغيلها وكانت هي القشة التي قسمت ظهر البعير، فعلى سبيل المثال قمنا وبجهود ذاتية بتجهيز بدلة متكاملة لانابيب الاكنوميزر لوحدة واحدة بمتابعة حثيثة وجهود يشكر عليها الرعيني فهو من احضر الأنابيب من محطة الحسوة وماكينة التعطيف وانشأ هنجرا خاصا في المحطة لانجاز هذا العمل، وفعلا انجزناه واختبرنا الأنابيب بضغط مضاعف للضغط التي تواجهه اثناء عملها، ولما طالب بمبلغ خمسة ملايين لمواجهة نفقات تركيبها والانتهاء من البنشرات المتكررة، تحججت ادارة منطقة تعز ان إيرادات المحطة الشهرية بالكاد تصل إلى اثنين مليون تصرف لمواجهة نفقات تشغيل الفرع وبمذكرة رسمية.

أيضا الانفجارات التي واجهناها لأنابيب مجمعات البخار إلى أسطوانة الغلايات للوحدتين الأولى والثانية ولم يكن متوفرا قطع غيار لها ولا المال الكافي لمحاولات الإصلاح والمعالجات المؤقتة لتلافي إيقاف المحطة وما سيترتب على ذلك، كان عملا مشتركا بذلنا فيه جهودا جبارة للإصلاح وتجاوز هذه المشكلة التي كانت ستوقف عمل المحطة لا محالة، فقد دعم الهلال الاحمر والمقاومة الوطنية مشكورين واستطعنا تجاوز المشكلة، كما أشكر كل العمال الذين ساهموا في انجاز هذا العمل الجبار وانقذوا المحطة، لولا ما واجهناه من مشاكل هبوط عازلية المولدات الرئيسية حيث رفض المهندس نبيل مكرد إشراك أي مولد الا بالقيم الصحيحة لذلك، وطبعا خلال ذلك تكررت بنشرات أنابيب الغلاية "الاكنوميزر" وما حدث إثر ذلك الجميع يعرفه.

بالإمكان تشغيل المحطة وتوجيه إيراداتها لتغطية نفقات تشغيلها ورواتب موظفيها، وإذا ما تم تفعيل التحصيل المتكامل فلا يوجد فائدة، ولو قمنا بحسبة ما يعطية اثنان ميجا لو حسبنا الكيلو بمبلغ خمسة وثلاثين ريالا منتظما، أي ليس تصاعديا سيكون ناتج ذلك حوالى خمسة وثلاثين مليون ريال وقس على ذلك ان المتوقع للاستهلاك حوالى خمسة عشر ميجا.

* كلمة أخيرة تود قولها؟

أتمنى أن يتم التشغيل بشكل حقيقي وبطاقم مكتمل وتعود المحطة للعمل، وهي قادرة على العطاء لسنوات قادمة، لكن لا بد من توفير الطاقم المناسب من المهندسين، والمحطة لا تعمل إلا بفريق هندسي متكامل، وليس بمهندس وحيد.

كما أتمنى أن تحافظ على المحطة مثلما حافظنا عليها من الإهلاك وعوامل التعرية أيام تواجد الحوثة، حيث توليت مع بقية الزملاء الذين تم اختيارهم لحراستها وكنت مضطرا أستعين بأبنائي وآخرين من الشباب لتشحيم قواعد المضخات وأعمدة الصمامات وتدوير التربينات شهريا كواجب وطني وبما يريح ضمائرنا ويرضي خالقنا، وطبعا بدون أي مقابل مادي.