ضحايا كورونا في اليمن لا بواكي لهم..!

السياسية - Wednesday 03 June 2020 الساعة 06:00 pm
نيوزيمن، عادل عبدالمغني

مثلما انفرط عقد الوطن وانهارت الدولة جراء الحروب والصراعات المستعرة منذ سنوات، تتسرب الحياة من بين أيدينا نحن معشر اليمنيين، جراء الأوبئة التي تحصد بصمت أرواح أعداد كبيرة ومهولة على امتداد اليمن الممزق، ومواطنيه المشتتين في الداخل والخارج.

وبالوباء كما الحرب، يموت اليمنيون ولا بواكي لهم. وإلى أبعد من ذلك تبخل عليهم سلطاتهم المتعددة والمفروضة قسراً، أن تبذل جهداً حقيقياً لإدراج ضحايا فيروس كورونا المستجد ضمن قوائم الموتى والمصابين كابسط حق من حقوق البشر أحياء وأمواتا.

وفِي اليمن دون سواها، تحول فيروس كورونا إلى وصمة عار تلاحق المصابين به وذويهم، أو هكذا أرادت السلطات المتعددة تصويره، الأمر الذي دفع غالبية المصابين بهذا الفيروس إلى تحمل آلامهم والتستر عليه حتى الموت، خاصة في ظل رواج الشائعات المضللة التي تزيد من مخاوف المصاب وتمنعه من الإفصاح عن مرضه.

وكما هو الحال دوماً، يترك اليمني وحيداً في مواجهة أزمات لا يستطيع تحمل تبعاتها كون مواجهتها مهمة منوطة بالدولة.

الدولة التي لا تشعر المواطن بوجودها الا في مواسم الجباية ضمن واجباته تجاه حكومات وهمية تحرمه من ابسط حقوق المواطنة.

وبعد أسابيع طويلة من التعتيم والتكتم على فيروس كورونا، وغياب الوعي المجتمعي الكافي تجاهه، بدأ مؤخرا موسم الحصاد، وتصدرت اليمن قائمة اعلى معدل وفيات في العالم جراء فيروس كورونا وفق تصريحات أممية حديثة.

وبين صنعاء وعدن ومدن يمنية عدة، صارت أخبار الموت وأعداد الضحايا هو الحديث السائد لليمنيين. ومثلما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي ببيانات التعازي والنعي، تم الإعلان عن إغلاق عدد من المقابر في وجه الموتى الجدد بعد ان امتلأت مساحاتها الشاغرة بالجثامين الأخيرة، فيما ظهرت الخلافات بين ذوي الموتى ونباشي القبور الذين رفعوا اجورهم بصورة مبالغ فيها للغاية، وبتنا نرى قبورا عدة تحفر في وقت واحد.

وما هو اكثر بؤساً مما سبق ان كل هذه المآسي تحدث وما زال البعض يعتبر الحديث عن مثل هكذا أمور، تهويلاً وتخويفاً للمواطنين.

هناك ما هو اكثر وحشية؛ أن يتم استغلال الوباء بصورة سياسية وتوظيفها بشكل قبيح وغير إنساني من قبل أطراف الصراع وتابعيهم.

وبانتظار "مناعة القطيع" سيستمر كوفيد19 باستباحة اليمن الغارقة بأزماتها المنسية بعد أن سئم العالم صراعات نخبها وتجار حروبها.

*من صفحة الكاتب بالفيس بوك