تحذير أممي من مجاعة وشيكة تفتك ب20 مليون يمني

متفرقات - Saturday 11 July 2020 الساعة 09:05 pm
عدن، نيوزيمن:

وجه برنامج الأغذية العالمي نداء عاجلا للدول والمنظمات المانحة، لدعمه ب200 مليون دولار شهريًا لتمويل عملياته الإنسانية في اليمن وبما يمكنه من الحفاظ على برامج المساعدة التي ينفذها حاليا في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

وحذر العاملون في المجال الإنساني في الأمم المتحدة في بيان اصدروه الجمعة ونشره مركز انباء الامم المتحدة، من عودة المجاعة في اليمن إلى الظهور مرة أخرى.

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان "إذا انتظرنا إعلان حالة مجاعة، فسيكون الوقت قد فات بالفعل لأن الناس سيموتون بالفعل"..

واضاف "اليمن لا يحتمل انتظار إعلان حالة مجاعة لأن الوقت سيكون قد فات بالنسبة ل20 مليون شخص يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي"، موضحا ان 360.000 طفل يعانون في الوقت الراهن من سوء التغذية الحاد ويمكن أن يموتوا ما لم يستمروا في تلقي العلاج وما لم تتزايد المساعدات.

ووفقا للبيان فقد اضطر البرنامج الأممي بالفعل إلى الحد من عمليات توزيع الأغذية في شمال البلاد ويخشى من أنه قد لا يتمكن من وقف معاناة الناس من الجوع، كما فعل العام الماضي.

وتصنف الامم المتحدة اليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وقد ازداد الوضع سوءا بسبب تداعيات أكثر من خمس سنوات من الحرب المتواصلة.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي اليزابيث بيرز في مؤتمر صحفي بجنيف، إن الوضع الاقتصادي المتردي في اليمن بسبب الصراع أدى إلى انخفاض الواردات وارتفاع أسعار المواد الغذائية في بلد يستورد كل ما يحتاجه تقريبا.

وأضافت بيرز إن "هناك 10 ملايين شخص يواجهون (نقصا) حادا في الغذاء، ونحن ندق جرس الإنذار لمساعدة هؤلاء الناس، لأن وضعهم يتدهور بسبب التصعيد وبسبب الإغلاق والقيود والتأثير الاجتماعي والاقتصادي لتفشي فيروس كورونا التاجي".

وشددت على أن "هؤلاء الناس لا يمكنهم البحث عن عمل، عليهم البقاء في المنزل، ولا يمكنهم إطعام أنفسهم وأسرهم".

ولفتت الى ان العائلات اليمنية الضعيفة تضطر يومياً إلى تقليص عدد ونوعية الوجبات التي تتناولها.

وقالت بيرز إن "وجبة الإفطار لم تعد الفول والخبز ولكن الخبز فقط، والعشاء هو الأرز فقط بدلاً من الأرز والخضروات"، مشيرة إلى أن حوالي 20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي على المستوى الوطني، حيث يتلقى 13 مليون شخص المساعدة الغذائية.

وأوضح البيان أن الحرب تسببت بتشريد أكثر من 3.65 مليون شخص في اليمن فضلا عن قتل الآلاف المدنيين.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من واحد من كل مرفقين صحيين يعملان بكامل طاقتهما، منبها ان نصف الأطفال تقريبا اصيبوا بالتقزم بسبب سوء التغذية، الأمر الذي يتطلب العلاج.

وقال برنامج الأغذية العالمي "في المجموع، يحتاج مليونا طفل إلى علاج من سوء التغذية الحاد "من بينهم نحو 360 ألفا معرضون لخطر الموت دون علاج".

واستدركت المتحدثة باسم البرنامج قائلة "بالطبع، نواصل علاجهم"، مشيرة إلى أن البرنامج بدأ في توزيع المساعدات الغذائية كل شهرين في أجزاء من اليمن في أبريل "لتوسيع نطاق الموارد المحدودة".

وأكدت بيرز أن هدف برنامج الأغذية العالمي "هو الحفاظ على شبكة أمان الناس لأطول فترة ممكنة"، موضحة في هذا السياق أن برنامج العلاج الغذائي للأطفال دون سن الخامسة والأمهات الحوامل أو المرضعات سيستمر عند المستويات الحالية.

غير أنها أضافت "أنه إنْ ما لم يتدخل المانحون لتوفير التمويل، فقد تضطر الوكالة الأممية إلى خفض برامجها الوقائية، التي توفر تغذية تكميلية شاملة لجميع الأطفال دون سن الثانية، وكذلك للنساء الحوامل أو المرضعات، حيث يحتاج مليون منهم إلى علاج من سوء التغذية الحاد".

وخلصت إلى القول: "سنعطي الأولوية للمناطق التي تعاني من أعلى معدل انتشار لسوء التغذية" في هذه الحالة.