لم يثنها ألم الفراق وقساوة الحياة: "أم أسامة".. قصة نجاح صنعتها الإرادة

تقارير - Saturday 15 August 2020 الساعة 10:55 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

توفي زوجها بذبحة صدرية وآلت إليها مسؤولية إعالة أسرتها المكونة من خمسة أفراد، من رحم المأساة والعوز نهضت "أم أسامة" لتدبر أمور أسرتها وتتعلم مهنة الخياطة لتُعيل أطفالها رغم قتامة الوضع المعيش في ظل انقطاع المرتبات وتدهور الوضع المادي لغالبية اليمنيين.

"لولا إرادة الله وتوفيقه وإلهامه لي، ثم ذهبي الذي بعته لأشتري ماكينة خياطة، وكذلك مساعدة الخيرين لي، لكنت وأسرتي قد متنا جوعاً وفقراً وقهراً». هذه العبارات ترددها أم أسامة البالغة من العمر 37 عاماً، كلازمة للتدليل على أهمية العزيمة والإرادة وكذلك التضامن الإنساني بين أفراد المجتمع.

هناك، في منزلها في حي الزراعة في مدينة صنعاء، حولت أم أسامة إحدى غرف المنزل المطلة على الشارع إلى مشغل مصغر تستقبل فيه طلبات الزبائن من "النساء" وأخذ مقاساتهن، وخلف ماكينة الخياطة الخاصة بها، ومن حولها في جدران الغرفة "المحل" تعرض لأحدث الموديلات من الفساتين بمختلف الأعمار.

تروي أم أسامة لـ"نيوزيمن" قصتها قائلة: "قبل قرابة 4 أعوام، فجعنا بتعرض زوجي لنوبة قلبية، وتركنا أنا و5 قاصرين (3 بنات - وولدين)، لأتحمل أنا المسؤولية من بعده، ويعلم الله أن الدنيا أسودت في وجهي، فأنا بمفردي والوضع سيء، والحال يعلمه الله، وبعد فترة خمسة أشهر، دخلت معهدا للخياطة وعلمتني صديقتي أيضاً هذه المهنة".

تتحدث أم أسامة والدموع في عينيها، مستذكرة مراحل متعبة واجهتها، وكيف كان حالها بعد رحيل الزوج وكيف أصبح وضعها اليوم، مرددة "لله الحمد، أنا أصبحت أفضل حالاً من السابق، وأستطيع اليوم أن أواصل تعليم أبنائي وبناتي، وسداد إيجار المنزل أولاً بأول، وأشتري احتياجات المنزل ولو بالحدود الدنيا، ولكن هذا أفضل من السنتين السابقتين، أسال الله أن لا يعيدها ولا يكتبها على أحد".

ساعدت ماكينة الخياطة أم أسامة في تجاوز الظروف الصعبة الناتجة عن النزوح، وباتت تعمل معظم ساعات النهار في الخياطة من أجل تسليم فساتين النساء في مواعيدها.

ألم الفراق، وقساوة الحياة، لا يعبثان بأحلام أم أسامة في أن تصبح خيّاطة ماهرة أكثر مما هي عليه اليوم، لتنال شهرة كبيرة كما تقول، لأن ذلك يدر عليها بعض الأرباح، لكنها تعلّق ضاحكة: «بالطبع لن تأتي إلي فنانات ولا شخصيات نسوية مشهورة، لكن الاتكال على النفس أمر مهم».