قراءة في مسيرة التنظيم: "الإصلاح اليمني".. حزب سياسي ومليشيات متطرفة وإرهابية

تقارير - Saturday 15 August 2020 الساعة 11:41 pm
نيوزيمن، اليوم الثامن:

تنظيم التجمع اليمني للإصلاح، الجناح اليمني لتنظيم الإخوان الدولي، وأشد الفروع تطرفاً، لوقوفه خلف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما أكدت عليه تقارير دولية وإقليمية، عاود مؤخراً محاولة نفي علاقته بالتنظيم الدولي للإخوان، وأنهم حزب سياسي، على الرغم من تأكيد أمينه العام عبدالوهاب الآنسي، أن التنظيم يمتلك ميليشيات مسلحة تقاتل في الجنوب، لمحاولة إخضاعه لمصلحة النفوذ القطري التركي.

المتحدث الرسمي باسم التنظيم عدنان العديني، أدلى بتصريحات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، أثارت جدلا واسعا، خاصة بمحاولة نفيه علاقة التنظيم بالإخوان المسلمين، والسعودية والموقف من قطر والحوثيين، وغيرها من القضايا، التي يحاول القسم السياسي في صحيفة اليوم الثامن تفنيدها وتقديم قراءة مستفيضة في مسيرة التنظيم اليمني.

العلاقة بالتنظيم الدولي للإخوان

نفى متحدث الإصلاح اليمني أي علاقة للتنظيم اليمني بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مؤكداً أنهم حزب سياسي يناضل للدفاع عن اليمن ووحدته، له أولويات وطنية، من بينها أنه يعمل على إخراج اليمني من محنته.

هذه التصريحات لا يبدو انها بحاجة للبحث بشكل أعمق والبحث عن أدلة تدحض هذه الافتراءات، فقيادات الإخوان دأبت على التأكيد على علاقة الفرع اليمني بالتنظيم الدولي، ولكن يبدو ان الإخوان في اليمن يبحثون عن مخرج وتجاوز المواقف الإقليمية والدولية الداعمة للحرب على الإرهاب، خاصة وان هناك تأكيدات على تورط الإخوان في تصفية قيادات يمنية وجنوبية، لعل من أبرزها تصفية أكثر من 150 مسؤولا جنوبيا عقب أشهر من توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية بين الجنوب واليمن في مطلع تسعينات القرن الماضي.

مركز ليفانت نيوز البريطاني، أكد في تحليل له تحت عنوان "الإخوان المسلمون في اليمن.. الرقص على حبال السياسةـ" اتخذ التنظيم الدولي للإخوان من اليمن منذ “المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي” في الخرطوم 1991، قرارات حوّلت اليمن لمحطة إيواء للعائدين من حرب أفغانستان، بعد أن حصل فرع الإخوان على الغطاء السياسي الكامل، بعد تشكيل حزب “التجمع اليمني للإصلاح” بحسب ما ذكر ذلك مؤسس الحزب عبدالله حسين الأحمر في مذكراته، وسخر التنظيم الدولي كل ما يمتلك من أجل تمكين حزب الإصلاح في توظيف حرب صيف 1994 أيديولوجياً، والاستثمار سياسياً في ما بعد انتهاء هذه الحرب".

اليمن ملجأ لأعضاء التنظيم الدولي

ويؤكد ليفانت نيوز "ان “التنظيم الدولي للإخوان”، يضع اليمن كملجأ آمن لقياداته وحتى أفكاره، وثمة مخطط لم يتزحزح منذ مؤتمر الخرطوم 1991، بوضع عدن والمكلا تحت السيطرة لمسببات أهمها: التواجد في مدخل باب المندب، والإشراف على بحر العرب، على اعتباره النقطة المشرفة على المحيط الهندي، هذه الاستراتيجية ظهرت في سنوات ما بعد غزو الجنوب، عندما تحولت الممرات المائية لنقاط تهريب السلاح والمخدرات والعناصر الإرهابية، ليس لليمن فقط، بل لاستهداف المنطقة كما حدث من العمليات الإرهابية التي استهدفت أمن المملكة العربية السعودية من التسعينيات الميلادية".

ظهور تنظيم الإخوان في اليمن

ظهور تنظيم الإخوان في اليمن بدأ في عام 1929م؛ فقد ألقى مؤسس الجماعة حسن البنا، محاضرة في صنعاء، وبعدها توطدت صلات البنا ببعض أبناء اليمن، وانطلق التنظيم في اليمن من يومها، وكان الإخوان في اليمن يستلهمون من التنظيم في مصر كثيراً من مناشطهم الاجتماعية والدينية؛ حتى حاولوا الانقلاب باغتيال الإمام يحيى بن حميد، وكانت الحادثة التاريخية مؤشرًا على الدرجة التي بلغها التنظيم في اليمن وارتباطه بالتنظيم في مصر، حتى إن تنظيم “الإخوان” في مصر أصدر بياناً وضح فيه القضية وأبعادها وعلاقته باليمن، والإمام يحيى وابن الوزير الذي قاد الثورة وتولَّى الحكم، وقد حُكم عليه بالإعدام بعد سيطرة أحمد ابن الإمام يحيى على الحكم مرة أخرى.. وفيها استطاع كلٌّ من الجزائري الفضيل الورتلاني والمصري عبد الحكيم عابدين، الخروج من اليمن بعد تدخُّل جامعة الدول العربية، وكانا مبعوثَي حسن البنا في اليمن للإشراف على إخوان اليمن وتنظيمهم. وبعد 26 سبتمبر 1962م، عاد نشطاء التنظيم وعملوا على نشر أفكار جماعة الإخوان، وتأسيس عديد من المدارس الدينية التي أسهمت في كسب أفكار الإخوان أرضية كبيرة باليمن.

ويؤكد المركز "عندما نشبت الحرب بين علي صالح ونائبه علي سالم البيض، عام 1994، اصطف الإخوان المسلمون يقاتلون بشراسة ضد الجنوبيين حتى تم فرض سياسة الأمر الواقع في 7 يوليو 1994م، وبعد الحرب استولت حركة الإخوان على كثير من المراكز الدينية في الجنوب، وحاولت منذ دخولها بث الأفكار المتشددة وتعزيز التطرف الديني".

ليسوا مع قطر ولكنهم ينفذون أجندة الدوحة

قطر التي تقدم دعما سياسيا وماليا لإخوان اليمن منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، أصبح التنظيم اليمني يرى ان المصلحة مع الدوحة قد انتهت مع التأكيد ان العلاقة تحكمها المصلحة الوطنية، كما اسماها.

قال العديني للصحيفة السعودية عن العلاقة مع قطر "لقد كانت تحكمها المصلحة الوطنية"، متهما ان الدوحة تخدم الحوثيين، وهو التهمة التي ليست جديدة، فقطر هي من جعلت الحوثيين يأجلون السيطرة على مأرب، إلى ان ينتهي التنظيم من السيطرة على الجنوب، وهي المهمة التي فشل فيها حتى الآن، على الرغم من الدعم القطري الضخم.

منذ مطلع العام 2016م، أوقف تنظيم إخوان اليمن الحرب ضد الحوثيين، بوصول علي محسن الأحمر إلى نائب الرئيس اليمني، لكن مع مطلع العام الحالي 2020م، كانت عملية التسليم المدن والمعسكرات واسلحة التحالف العربي، مثيرة للجدل، فالقوات التي مولت الرياض انشائها في مأرب وظلت لسنوات رابضة في فرضة نهم سلمت دون قتال لمجموعة قليلة من مقاتلي ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.

كانت عملية الاستسلام مثيرة، كيف لهذه القوات الضخمة ان تسلم لمجموعة من العناصر المسلحة، وبدلا من سؤال تنظيم الإخوان عن سقوط نهم، كان التنظيم يحضر تسليم محافظة الجوف، بسيناريو ربما اسواء سيناريو نهم.

يزعم الإخوان انهم ليسوا مع قطر، لكن الشواهد على الأرض تؤكد انهم ينفذون اجندة الدوحة الرامية إلى تقاسم اليمن مع طهران على أن يذهب الشمال لإيران والجنوب، لقطر وتركيا، وهو ما يعمل الإخوان على تنفيذه عسكريا من العام الماضي.

تكشف الحشود العسكرية التي دفع بها الإخوان منذ أغسطس 2019م، صوب أبين، وتسليم المدن اليمنية الشمالية للحوثيين، حجم التنسيق بين حلفاء قطر وحلفاء طهران.

الموقف الإخواني من السعودية

يتبنى الإخوان في اليمن موقفا مناهضا للمملكة العربية السعودية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، فهم أول من ساعد المعارضين السعوديين من الخروج ومغادرة الرياض بجوازات سفر وجنسية يمنية، ناهيك عن المواقف الأخيرة لقادة الإخوان تجاه الرياض، وهي مواقف قديمة جديدة، لكنها تؤكد على ان التنظيم الإخواني سعى خلال 2011م إلى محاولة قلب النظام في السعودية، تماشيا مع الرغبة القطرية في ذلك.

>> جزء آخر من تسريبات سالم: عدن للصراعات وتعز بيدنا والتحالف "أنجاس"


ويظل موقف إخوان اليمن أو حزب التجمع اليمني للإصلاح، معاديا للرياض، فهو التنظيم الذي برر توقيعه اتفاقين متتاليين مع الحوثيين في صعدة وصنعاء، أحدهما في حضرة زعيم الانقلابين عبدالملك الحوثي، والأخر بحضور المبعوث الأمم الأسبق جمال بنعمر.

وعلى الرغم من انقسام الإخوان بين صقور مناهضة للسعودية وحمائم ترفع شعار الولاء، الا انه تصريحات مرشد الجماعة في تعز قد كشف عن علاقة التنظيم اليمني بإيران وتركيا وقطر، ووقوفه ضد السعودية ودول الخليج.

وسخر مرشد إخوان اليمن من ما اسماه فشل السعودية أمام الحوثي وكشف عن تحالف الجماعة مع إيران وتركيا ضد اليمن والتحالف العربي.

وسالم هو الاسم الحركي لعبده فرحان المخلافي القيادي الإصلاحي ومسؤول الجناح العسكري للإخوان في تعز وقد تم ترقيته في الجيش إلى رتبة مستشار لقائد المحور.

وكشف فيديو مسرب، عن تحالف حزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، مع إيران وتركيا، للسيطرة على مينا المخا ومضيق باب المندب وممر الملاحة الدولية.

وظهر القائد العسكري الإخواني في تعز، عبده فرحان المخلافي المكنى بـ"سالم"، يبشر في الفيديو، بأن تركيا قد وعدتهم بتقديم عربات وأسلحة، وأن إيران أيضا أصبحت في صفهم.

وتحدث سالم، في الفيديو الذي بثت عبر يوتيوب وتناقلته وسائل إعلام محلية، عن ملامح لتوحيد الجبهة الداخلية اليمنية، في إشارة إلى التحالف مع مليشيا الحوثي الانقلابية، ضد الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.