التماهي الحوثي الإخواني ضد الإمارات.. مزايدة مفضوحة وخدمة لأجندات محور إيران تركيا وبينهما قطر

تقارير - Wednesday 19 August 2020 الساعة 11:49 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

كالعادة اتفقت مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، وحركة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) على موقف واحد مناهض ومندد بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وشنت قيادات ونشطاء الطرفين حملات ممنهجة ضد دولة الإمارات وبلغة متوافقة حد التماهي.

قد يختلف البعض مع الإمارات في ذهابها نحو الاتفاق مع إسرائيل، لكن هذا الاختلاف لا يعطي لهذا البعض الحق في مصادرة حق الإمارات كدولة في رسم سياستها الخارجية وعلاقاتها مع أي دولة في العالم وفقاً لمصالحها وليس وفقاً لما يريده الآخرون، ولذلك فإن الحملات الناقدة التي شنها الحوثيون وإخوان اليمن ضد الإمارات لم تكن سوى مجرد تنفيذ لتوجهات من يقف خلفهما وتحديداً إيران وتركيا.

المزايدة بفلسطين.. الحوثيين ومن قبلهم الإخوان

يتذكر الجميع كيف أن حركة الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) ظلت على مدى عقود ماضية تستغل القضية الفلسطينية للمزايدة السياسية والتكسب المادي، وليس بمقدور أحد أن ينسى كيف كانت قيادات الإخوان تجمع التبرعات في المساجد والمدارس والجامعات باسم دعم المقاومة الفلسطينية، وهو الأمر الذي تبين فيما بعد انه لم يكن سوى مجرد وسيلة استطاع من خلالها إخوان اليمن بناء امبراطورية مالية باستثمارات كبيرة كان مصدرها التبرعات باسم فلسطين، مع الأخذ في الاعتبار دعمهم المادي لحركة حماس التي تربطهم بها قضية الانتماء لحركة الإخوان والتنظيم الدولي السري.

مليشيات الحوثي في اليمن باتت اليوم تؤدي ذات الدور الذي سبق وأن مارسه الإخوان باسم القضية الفلسطينية، حيث تتخذ هذه المليشيات من شعار الموت الذي تصرخ به، ومن القضية الفلسطينية أسلوبا للمزايدة السياسية ومبررا لممارسة عمليات القتال ضد أبناء الشعب اليمني تحت وهم أن ما تمارسه بحق اليمنيين ليس سوى بداية للتوجه نحو تحرير القدس، ناهيك عن التكسب المادي من خلال جمع التبرعات المالية تحت مسمى دعم المقاومة الفلسطينية.

مزايدة مفضوحة بطلاها الحوثي والإخوان

ويظهر موقف المليشيات الحوثية المزايد بقضية فلسطين والتي اتخذت منها مبررا لمهاجمة الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل، مجرد مزايدة وعملية تضليل زائفة حين يتم ربطه بسياق موقف هذه المليشيات من نفس الخطوات التي تتخذها دول أخرى بالتعاون مع إسرائيل أو إقامة علاقات معها على غرار سلطنة عمان التي تربطها علاقات وثيقة بالمليشيات الحوثية.

فعقب الإعلان عن الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل سارعت كثير من الدول لتأييده، وكان لافتاً الموقف المؤيد من قبل سلطنة عمان عبر تصريح رسمي لوزارة خارجيتها، وهو موقف متوقع خصوصا وأن السلطنة سبق وأن كان لها علاقات معلنة مع إسرائيل، ويتذكر الجميع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسلطنة ولقائه بسلطانها الراحل قابوس بن سعيد قبل رحيل الأخير بوقت قصير، لكن مليشيات الحوثي وهي تنتقد موقف الإمارات تتهرب من انتقاد موقف السلطنة وتلجأ لتبرير ذلك بالحديث عن أن سلطنة عمان دولة لها سيادة ولا يحق لأحد التدخل بشؤونها، وهو الأمر الذي ينطبق على دولة الإمارات.

ومع أن سياسة سلطنة عمان وعلاقاتها مع إسرائيل تندرج في إطار حقها السيادي، لكن الملفت هنا أن صمت المليشيات الحوثية عن انتقاد السلطنة مثلما فعلت إزاء الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ليس سوى مجرد مزايدة هدفها التكسب السياسي واستثمار قضية فلسطين ضد الإمارات بسبب تموضع الأخيرة في قيادة التحالف العربي المشارك في الحرب ضدها إلى جانب السعودية، ناهيك عن أن موقف المليشيات الحوثية يتماهى تماما مع موقف الراعي الرسمي المتمثل بإيران التي اتخذت نفس الموقف من الإمارات، ولكنها في الوقت نفسه تصم آذانها وتصمت حين يتعلق الأمر بموقف وعلاقات سلطنة عمان بإسرائيل وآخرها الإعلان عن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزيري خارجية السلطنة وإسرائيل بعد أيام قليلة على الإعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.

الازدواجية والمزايدة المفضوحة في موقف المليشيات الحوثية في قضية الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل ينسحب تماما على موقف الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) الذي شن نفس الحملة المنتقدة للإمارات وبنفس المبررات التي ساقتها المليشيات الحوثية وكلها تصب في خانة المزايدة بقضية فلسطين واعتبار اتفاق الإمارات مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية.

ومثلما كانت المليشيات الحوثية تتماهى في موقفها المنتقد للإمارات مع موقف راعيها الرسمي إيران، فإن إخوان اليمن (حزب الإصلاح) كانوا في انتقادهم للإمارات يتماهون مع موقف رعاتهم ايضا وهم تركيا وقطر، اللتان تمارسان بموقفهما الناقد للإمارات نوعا من العهر السياسي خصوصا وانهما سبق واقامتا علاقات مع إسرائيل، فقطر كانت السباقة لإقامة علاقات مع تل أبيب في منتصف تسعينيات القرن الماضي فيما تربط تركيا وإسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة ناهيك عن العلاقات التجارية والعسكرية والاقتصادية التي تربط بين أنقرة وتل أبيب بشكل أكبر من أي دولة أخرى في المنطقة.

نشطاء الإخوان في اليمن استخدموا في مزايدتهم المفضوحة نفس مبررات الحوثيين وهي أن تركيا دولة محورية وقطر دولة ذات سيادة لها الحق في اقامة علاقات مع من تشاء، وهو المبرر الذي يعكس حقيقة الازدواجية والكذب والتزييف والمزايدة باسم فلسطين من قبل مليشيات الحوثي وحركة الإخوان المسلمين في اليمن، ويؤكد ان موقفهما المتماهي من موضوع فلسطين والاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ليس سوى تنفيذ لأجندة الدول التي ترعاهم وتدعمهم وهي إيران وتركيا وقطر والتي تجمع ثلاثتهما علاقات وموقف واحد فيما يخص مواجهة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، والسعي لتقويض مشروعه في حماية الأمن القومي العربي.

والخلاصة التي يجمع عليها المراقبون أنه لا يمكن أن يكون تطبيع الإمارات مع إسرائيل حراما وتطبيع سلطنة عمان وتأييدها لموقف الامارات حلالا كما يرى ويبرر ذلك قادة ونشطاء المليشيات الحوثية، وهو ذات الموقف فليس ممكنا القبول بالعلاقة التي تربط تركيا وقطر بإسرائيل والدفاع عنها من قبل إخوان اليمن في الوقت الذي ينتقدون فيه موقف الامارات، ويخلص المراقبون إلى ان ذلك ليس سوى مزايدة يمارسها إخوان اليمن ومليشيات الحوثي باسم قضية فلسطين تعكس حقيقة كيف ان هذه الحركات تستخدم كل شيء من اجل خدمة مشروع مموليها ورعاتها وهم ايران في حالة الحوثي وتركيا في حالة الإخوان وقطر كداعم مشترك للطرفين.

ويضيف المراقبون، إن تماهي الموقف الحوثي والإخواني في اليمن في انتقاد الإمارات والسكوت عن علاقات إسرائيل بتركيا وسلطنة عمان وبينهما قطر يؤكد إلى جانب كونه مزايدة سياسية كاذبة حقيقة التعاون والتفاهمات الخفية التي تدار بين الطرفين والتي برزت في توافق المليشيات الحوثية والإصلاحيين في اليمن تجاه كثير من القضايا خصوصاً تلك المتعلقة بمهاجمة وانتقاد دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات وترديد نفس الخطاب الذي تبثه إيران وتركيا وقطر.