تحقيق أوروبي: شركة في تركيا تنقل أموال الحرس الثوري وحزب الله

العالم - Wednesday 10 March 2021 الساعة 11:30 am
نيوزيمن، متابعات:

أظهر تحقيق استقصائي أوروبي، أن حركة ”حماس“ الفلسطينية قامت بحل شركة، كانت قد أنشأتها في إسطنبول التركية، ومارست نشطات مشبوهة لصالح إيران على مدى سنوات.

وكانت الشركة واسمها ”ريدن“ (Redin) تعمل تحت غطاء، شركة استشارات وتجارة خارجية، قد تعرضت لعقوبات مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب دورها في نقل الأموال من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني إلى أذرع ”حماس“ المسلحة في غزة.

وبحسب التحقيق، فإن ”حماس“ قامت بتحويل ملايين الدولارات من ”فيلق القدس“ التابع للحرس الثوري الإيراني و“حزب الله“ اللبناني، إلى جناحها المسلح ”كتائب القسام“، وإن السلطات التركية كانت تغض النظر عن ذلك.

وكشفت وثائق نشرها، الثلاثاء، مرصد ”نوردك مونيتور“، الأوروبي المتخصص بالشؤون التركية، أن ”حماس“ أنشأت الشركة في إسطنبول بتاريخ 9 يونيو 2014 تحت اسم ”ريدن“ (Redin) برأسمال مدفوع 160 ألف ليرة تركية (75 ألف دولار) وباختصاص مموه هو الاستشارات والتجارة في السلع.


وكشفت الوثائق المسربة ان الشركة قامت بتحويل عشرات الملايين من الدولارات من ”فيلق القدس“ الإيراني و“حزب الله“ اللبناني إلى ”كتائب القسام“، قبل أن تُدرجها وزارة الخزانة الأمريكية، في 10 سبتمبر 2019، على قوائم عقوبات ”الإرهاب“.

وفي يوليو 2018، مهدت شركة ”ريدن“ للصرافة الطريق لتسليم 4 ملايين دولار أرسلها ”فيلق القدس“ الإيراني إلى ”حماس“، كما كانت الشركة مسؤولة أيضًا عن إرسال مليوني دولار من ”فيلق القدس“ إلى ”حزب الله“ و“حماس“ في مايو 2018.

وفي تموز/ يوليو 2017، كانت الشركة وسيطة في تحويل 5.5 مليون دولار من قيادي كبير في ”حماس“ إلى رئيس الشؤون المالية للحركة حماس زاهر جبارين، المقيم في تركيا وكان أحد الأشخاص الذين أُضيفوا إلى القائمة.

وأظهر التحقيق الاستقصائي أن الشركة، وبغرض التحايل المحترف، جرى بعد أيام من تأسيسها تغيير اسمها وبعض مالكيها لتضم عراقيين هاربين، بينهم مروان مهدي صلاح الراوي، وإسماعيل سلمان مصلح، الذين جرى ادراجهم لاحقا على قوائم الإرهاب بدعاوى تهريب وغسيل الأموال لصالح تنظيم داعش الإرهابي.

وتراوحت أعمال الشركة، التي انتقلت إلى منطقة مزدحمة، وغضت السلطات التركية الطرف عنها، ما بين تقديم الخدمات المالية إلى تجارة السلع والخدمات في تركيا وخارجها، وبلغ رأسمالها الأولي 160 ألف ليرة تركية (75 ألف دولار).

في فبراير 2015، نقلت الشركة مكاتبها إلى شارع ”أوردو“ المزدحم في المنطقة نفسها، وفي 20 شباط (فبراير) 2015 نقل مصلح نصف أسهمه إلى مواطن عراقي آخر هو علي عبد الكريم عبد الجليل عبد الجليل، بينما فعل صلاح الشيء نفسه مع المواطن العراقي أصعب عبد الله جبير الأحمد.

ونتيجة لذلك، أصبح أربعة مواطنين عراقيين مساهمين في شركة ريدن، وفي 12 ديسمبر 2017، أعاد عبد الجليل أسهمه إلى مصلح وترك الشركة.

وتشير التغييرات المتكررة في المساهمين إلى أن شركة Redin كانت شركة صورية، وأن العملاء قاموا بشراء وبيع الأسهم؛ للحفاظ على إقامتهم في تركيا، أو للوفاء بمهام محددة لفترة محدودة.

ويوثق التقرير، أنه بعد إدراج الولايات المتحدة شركة ”ريدن “ في قوائم الإرهاب، قامت حماس بتصفية الشركة الواجهة في 4 أكتوبر 2020، دون أن يتضح حتى الآن نوعية الغطاء البديل الذي جرى اعتماده لهذه المهمة.

وحل مواطن تركي يدعى دمير سلمان أوغلو، يقيم في الخرطوم، محل مصلح.

ورجح التحقيق أن تكون حماس وفيلق القدس قد أسستا شركات وهمية جديدة بأسماء جديدة بعد تصفية ريدين.

وأشار التحقيق إلى أنه ليس من المستغرب أن يكون فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قد شجع وقام بعمليات تمويل لحماس عبر تركيا بعد ان قامت حكومة رجب طيب أردوغان بإخفاء تحقيق جنائي سري مع عملاء وكيانات فيلق القدس في فبراير 2014، مذكرا بان التحقيق، الذي بدأ في العام 2010، كان يبحث في الشركات والجمعيات والكيانات المرتبطة بفيلق القدس، وتم إدراج بعض كبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم اثنان من كبار مستشاري أردوغان، في قائمة المشتبه بهم في التحقيق.

وبحسب الموقع: ”تم إحباط التحقيق بشكل مفاجئ قبل أن يتمكن المدعي العام من تقديم لائحة اتهامه، وعاقبت الحكومة مدققي الضرائب ورؤساء الشرطة والمدعين العامين الذين شاركوا في تحقيق فيلق القدس“.