مليشيات الحوثي تتجاهل مخاطر كورونا وتفتح الحدائق للناس دون أي إجراءات احترازية

الحوثي تحت المجهر - Sunday 16 May 2021 الساعة 09:37 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

استمرارا للسياسة العبثية التي تنتهجها وتمارسها مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، مع انتشار وباء كورونا في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها أعلنت المليشيات استعداد حدائق ومتنزهات أمانة العاصمة لاستقبال أكثر من أربعة ملايين زائر من سكان العاصمة ومختلف المحافظات خلال إجازة عيد الفطر.

وقال القيادي في مليشيات الحوثي عاصم الجلال مدير الحدائق والمتنزهات بالأمانة في تصريح صحفي، إن نحو 69 حديقة جاهزة لاستقبال الزوار خلال إجازة العيد، دون أن يشير في تصريحه إلى أي إجراءات لها علاقة بالإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19).

ويأتي فتح الحدائق من قبل مليشيات الحوثي أمام الزوار ليستكمل مشهد اللامبالاة بحياة الناس. فرغم انتشار الوباء وزيادة حالات الوفاة والإصابات به في العاصمة صنعاء إلا أن المليشيات أصرت على استمرار بقاء الأسواق، والمولات التجارية، وأسواق القات، والمطاعم والبوفيهات، وغيرها من الوسائل التي تشهد تجمعات كبيرة للناس دون أي عملية توعوية، أو أي إجراءات احترازية.

ومع أن مليشيات الحوثي حاولت التعاطي مع الموجة الأولى لانتشار وباء كورونا العام الماضي ببعض الإجراءات الاحترازية التي ظلت محدودة ودون فائدة في منع انتشاره، إلا أنها انتهجت سياسة مختلفة تماما مع بدء الموجة الثانية من انتشار الوباء هذا العام، حيث تعمدت ممارسة سياسة الصمت المطبق، وعدم القيام بأي دور توعوي في أوساط المجتمع.

وتعمدت مليشيات الحوثي وعبر مخبريها وبعض مشرفيها وزينبياتها نشر شائعات وأكاذيب تنكر وجود أو انتشار الوباء، وتزعم أن الحديث عن وجوده مجرد دعايات يروجها التحالف ومن يقف بصفه للتأثير سلبا على دعم جبهات القتال، فيما ذهب بعض قياداتها ونشطائها لترويج أن نصائح زعيم المليشيات التي جاءت فيما يسمى محاضراته الرمضانية كافية للوقاية من فيروس كورونا.

وقالت مصادر طبية في العاصمة صنعاء لنيوزيمن: إن سياسة المليشيات الحوثية في التكتم على انتشار وباء كورونا وعدم اتخاذ أي إجراءات احترازية أو وقائية، وعدم توعية الناس بهذا الوباء وكيفية الوقاية منه، تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن لا قيمة ولا أهمية لحياة الإنسان لدى هذه المليشيات، وأنها تنظر لمن يفتك بهم الوباء وكأنهم مجرد أرقام على غرار القتلى الذين يتساقطون من مقاتليهم في جبهات القتال والذين لا تعبأ هذه المليشيات بعددهم بقدر ما يهمها ما يترتب على موتهم من تحقيق لأهدافها ومصالحها واجنداتها المذهبية.

وشهدت العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية وفاة عدد كبير من الأكاديميين خصوصا من جامعة صنعاء والأطباء والممرضين، وبعض النخب الإعلامية ومسؤولين تنفيذين، فضلا عن عدد كبير من المواطنين الذين توفوا جراء تفشي وانتشار وباء كورونا دون أن تحرك مليشيات الحوثي ساكنا أو تتخذ أي رد فعل حيال ذلك.

وشهد الشهران الأخيران انتشارا مخيفا لأخبار التعازي في مناطق سيطرة المليشيات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا فيس بوك وتويتر اللذين تحولا إلى (قاعات عزاء) على حد وصف البعض، وذلك نتيجة كثرة التعازي التي ينشرها رواد مواقع التواصل بسبب فقدان أقاربهم جراء فيروس كورونا.

وتوفي عدد من القيادات المنتمية لمليشيات الحوثي أبرزهم يحيى الشامي مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة في سلطة المليشيات، وزوجته، ونجله زكريا الشامي الذي كان يشغل منصب وزير النقل في حكومة المليشيات، والقيادي سلطان زابن مدير البحث الجنائي في سلطة الحوثي وأحد أبرز القيادات التي اتهمت بممارسة انتهاكات لحقوق الإنسان وخصوصا لحقوق النساء، وكان أحد الذين فرضت عليهم عقوبات أمريكية جراء ذلك، وحسن زيد بن يحيى القيادي الجنوبي الموالي للمليشيات، وغيرهم جراء إصابتهم بوباء كورنا كما تؤكد مصادر مقربة من أسرة يحيى الشامي، رغم أن بعض المعلومات اشارت إلى أن وفاتهم جاءت نتيجة عملية تصفيات داخل أجنحة المليشيات.

وفي وقت سابق كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء لنيوزيمن، عن تعمد مليشيات الحوثي منع بعض المنظمات تنفيذ حملات توعية بمخاطر كورونا، وحسب المصادر فإن من بين المشاريع التي رفضتها المليشيات الحوثية مشروعا خاصا بالتوعية بمخاطر فيروس كورونا (كوفيد -19) والإجراءات الاحترازية الخاصة بالوقاية منه.

>> ذراع إيران تمنع التوعية بمخاطر كورونا وإغاثات رمضانية

الجدير بالذكر أن مليشيات الحوثي نشرت خلال انتشار الموجة الأولى من الوباء العام المنصرم عددا من الأكاذيب التي روجت لها قياداتها وعلى رأسهم وزير الصحة في حكومة المليشيات الدكتور طه المتوكل، والناطق باسم الوزارة الدكتور يوسف الحاضري عن وجود دراسات وأبحاث يجريها أطباء ومختصون يمنيون لإنتاج لقاح مضاد لوباء كوفيد -19، بل إنهم ذهبوا في ترويج مزاعمهم إلى أن هذا اللقاح سيكون متوفرا حتى قبل أن تتمكن الدول المتقدمة من إنتاجه، ناهيك عن احتفائهم الكبير إعلاميا وسياسيا بمزاعم إيران حول سعيها لإنتاج لقاح مضاد لكورونا، وهي الشائعات التي تأتي في إطار سياسات المليشيات للتأثير على عناصرها والبسطاء من الناس عن قدراتها ونجاحاتها الوهمية.