دولياً اشتهر بصناعة الأواني الفخارية.. معمل "المدار" بحيس مهدد بالانقراض

المخا تهامة - Sunday 27 June 2021 الساعة 11:01 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

حيس، مدينة تِهامية، تقع جنوبي محافظة الحديدة، وهي واحدة من المدن التاريخية في اليمن، التي اشتهرت بالصناعات الفخارية والحرف اليدوية، وسميت هذه الصناعة بـ(الحياسي) نسبة لحيس التي تفننت وتميزت في تصنيعها منذُ القدم.

علي عمر مدار، صاحب معمل فخاري في حيس، اكتسب المهنة من آبائه، واعتاد يومياً على ممارستها، ويفيق كل صباح من نومه، يحمل بين أصابع وكفوف يديه الناعمتين ارثاً مهنياً ليخلد تاريخ وتراث وحضارة مدينة "حيس القنا" في تصنيع الفخار. 

وقال الشاب "علي مدار" لنيوزيمن، إنه يشغل العديد من المهن المكتسبة في تصنيع صناعات (الفناجين - المقلى -زبادي الفته - المباخر - طفايات السجائر - وكافة انواع رؤوس البواري الخاصة بالمداعات) وغيرها العديد مثل صناعات الأواني الفخارية.

وأضاف، إن هذه الأواني تتم صناعتها من تربة ذات جودة عالية وتوجد في أراض خاصة، ميزتها لصناعة الفخار، وهي من نوع طينة ترابية لزجة حبيباتها دقيقة ومتماسكة وسرعان ما تتأثر بالرطوبة، ما يجعلها تسهل على تشكيلها وتحويلها إلى أي شكل من الأواني الفخارية.

ذاكراً، أنه بعد عملية الصُنع والتشكيل، نقوم بتجفيفها ومن ثم جمعها وإحراقها بالنار عبر محارق خاصة بها، حتى تصبح أواني صلبة وصالحة للاستخدام، ويأتي إليها تجار المحال الفخارية، وكذا تصدر للأسواق بما فيها السوق الاسبوعي لحيس الذي يأتي كل يوم اثنين، ويأتي الناس اليه للبيع والشراء من كل المديريات التهامية والقريبة التابعة لتعز.

واثناء مواصلة حديثه، أوضح "علي مدار" ان بعض تلك الأواني تشكل بألوان مختلفة، ويعطيها جمالاً فنياً ويتبادلونها كتحف للهدايا، وكان معملنا يأتي إليه الزائرون والسائحون الأجانب من كل الدول العربية والأجنبية وتصدر اوانينا إلى دولهم.

وشكا مدار لنيوزيمن، انه مع فترة الحرب والظروف الصعبة الحاصلة في البلاد، توقف المعمل عن الإنتاج جراء ارتفاع سعر الحطب الذي يجمع من الشعاب والوديان ويستخدم كوقود لإحراق الاواني، بسبب الألغام المزروعة والحصار المطبق التي تفرضه جماعة الحوثي على المدينة، واصبح مبنى المعمل الأثري مهددا بالسقوط والانهيار.

داعياً الجهات المعنية والمنظمات الدولية المهتمة والداعمة للجانب التراثي والتاريخي، ان يقوموا بدعم المعمل وتوفير احتياجاته واستمرارية العمل فيه للحفاظ على هذه المصنوعات التراثية التي تميزت بها حيس وإنقاذ هذه المهنة التي باتت شبه منقرضة.

ويعد معمل "المدار" واحداً من المعامل القديمة والمشهورة في تصنيع الأواني الفخارية بحيس، والتي وصفها الفقيه العلامة "ابو بكر مُهير" بأن هذه الصناعة كانت تشبه فناجين بلاد السند، وذكر النعمي في حولياته انه يوجد (72) معملاً فخارياً لصناعة الأواني الفخارية بتلك المدينة.