حفلات الزواج في ذو باب.. عادات تتحدى التكاليف والمتغيرات المالية

المخا تهامة - Thursday 01 July 2021 الساعة 09:15 am
ذو باب، نيوزيمن، خاص:

على سرير خشبي يجلس العريسان، نبراس وعبده علي عنبرة، بعد أن تم تغطية أجسادهما بالحناء، إنه اليوم الأول لزفافهما، حيث جرت العادة بمديرية ذو باب، أن يغسل جسد العريس بالحناء في اليوم الذي يسبق الزواج.

يقدم الحناء في أوان بلاستيكية وتدهن أجساد العرسان من الرأس حتى القدمين، فيما يتشارك الأهل والأصدقاء تغطية أجسادهم بالحناء.

ولإضفاء جو من المرح، يحرص أصدقاء العريس على تلطيخ رأس ووجه وثياب كل شخص لا يتشارك حفلة الحناء.

عندما تجف الأصباغ المطلية على الأجساد، تبدأ الحفلات الراقصة من الحاضرين، فيما تقوم جدة العريس بإلقاء مبالغ مالية إلى جانب قطع الشوكلاتة على رأس العريس.

يستمر الرقص من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، حيث يزف العريسان محمولين على الكرسي الخشبي، يصاحب ذلك رقصات على الدف، وتسمى الطبعة وهي رقصة تتمثل بقيام مجموعة من الراقصين بضرب أقدامهم بطريقة منسقة على الأرض على وقع تصفيق الآخرين لهم، حتى يصلوا إلى شاطيء البحر، ويتم تصفية أجسادهم من الحناء.

عند العودة من الشاطيء، يتم تقديم وجبة الغداء للحاضرين والمشاركين في حفلة الحناء وكل من يحضر الغداء، وعند الثانية ظهرا يتم زفاف العريسين إلى المكان المخصص للمقيل حتى المغرب.

بعد تناول وجبة العشاء، يزف العريسان، إلى مكان يسمى المخدرة بحضور جمع غفير من الأحباب والأصدقاء والمعارف، وبعض الضيوف من المناطق المجاورة والذين قدموا لمباركة العريسين وحضور السمرة حتى ساعات الفجر الأولى.

وتتجلى العادات والتقاليد في هذه المديرية الساحلية في مناسبات وحفلات الزواج بصورة تجسد اهتمام الأهالي بموروثهم الجميل، حيث يبدأ اليوم الأول بحفل الحناء ثم يليه في اليوم الثاني غداء الوليمة التي تذبح فيها العديد من رؤوس الماشية.

ففي صباح اليوم الثاني يبدأ أصدقاء العريسين، بذبح الذبائح المخصصة للوليمة، وإعداد وجبتي الصبوح والغداء، بما في ذلك تجهيز العجين الذي سيصنع منه خبز الوليمة، فيما يقوم آخرون بتنظيف وفرش المخدرة وتجهيزها لاستقبال المدعوين لحضور حفل الزفاف.

عند حلول وقت الغداء تقدم الموائد للحضور، ثم يخرج العريس إلى المخدرة، حيث يبدأ الحاضرون بتسليم رفد الوليمة، وهي مبالغ مالية تمنح للعريسين، كمساهمة للتخفيف من الأعباء والتكاليف المالية لإعداد العرس.

وفي المساء حينما يحين موعد الزفاف، تطلق أبواق السيارات والألعاب النارية حتى دخول العروسة بيت الزوجية وتتجمع قريبات العريسين ويبدأ احتفال آخر يتم خلاله تناول قطع الكعك وأخذ الصور التذكارية، وهي طقوس بأوقاتها الطويلة مجهدة لكلا العريسين.

ورغم التكاليف المالية والمتغيرات الاقتصادية إلا أن تقاليد الاحتفال بالزواج في مديرية ذو باب، لا تزال كما هي، وهي عادات تتحدى التكاليف المالية.