معاهد التقوية والتدريب الخاصة.. وسيلة سكان صنعاء لمقاومة مراكز الحوثي المتطرفة

تقارير - Sunday 25 July 2021 الساعة 09:02 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لا يجد سكان العاصمة صنعاء وسيلة لإظهار مقاومتها الصامتة لممارسات مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، إلا واستخدموها، خصوصاً لجهة سياسات التعبئة المذهبية والفكرية المتطرفة التي تحاول المليشيات ترسيخها في عقول الأطفال وصغار السن سواءً من خلال سيطرتها على التعليم والمدارس أو من خلال الدورات التثقيفية المذهبية، أو من خلال المراكز الصيفية التي نظمتها المليشيات خلال الإجازة المدرسية.

وكان القيادي في مليشيات الحوثي حسين العزي، الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية في الحكومة الخاضعة لسيطرة المليشيات، تفاخر بأن عدد المشاركين في المراكز الصيفية التي نظمتها حركته بلغ 600 الف شاب، الا ان مصادر مقربة من المليشيات اكدت لنيوزيمن أن هذا الرقم مبالغ فيه، وأنه ورغم وجود مشاركة بفعل التحشيد الكبير الذي مارسته المليشيات إلا أن تصريحات العزي ظهرت كنوع من التفاخر والبروباجندا التي يعتمدها الحوثي للتأثير على الناس.

لكن المصادر قالت إنه وعلى عكس المقاومة التي يبديها سكان العاصمة بمنع أطفالهم من الانخراط في مراكز الحوثي الصيفية، فإن معظم المشاركين في تلك المراكز هم من الأطفال وصغار السن، وأن نسبة المشاركة من خارج اطار العاصمة صنعاء وبالأخص من ارياف المحافظة كانت اكبر بفعل تأثير الدعاية الحوثية على اولياء الامور هناك وتفشي الامية حيث قامت المليشيات بجلب اعداد كبيرة من الاطفال من مديريات صنعاء على تخوم العاصمة مثل بني مطر وهمدان وبني حشيش وسنحان إلى العاصمة وتحديدا إلى المركز الصيفي في جامع الصالح، موضحة ان هذه هي الخطورة بالنظر إلى سن هؤلاء الأطفال والتأثير الكبير الذي تستطيع المليشيات غرسه في عقولهم من خلال ما تعلمه لهم من افكار ومفاهيم متطرفة ومذهبية وعنصرية وعدائية وتكفيرية ورافضة للآخر ومستعدة لقتاله بوصفه منافقا، وخائنا للوطن، وعميلا لأمريكا وإسرائيل.

إلى ذلك ورغم ما تبذله آلة الدعاية الحوثية من جهود للتأثير على الناس إلا أن ذلك لم يمنع سكان العاصمة صنعاء من مواجهة ذلك التحشيد بطرق مقابلة تمثلت في دفع ابنائهم إلى الدراسة في المعاهد التي تنظم دورات تدريبية ودورات تقوية تعليمية في مجالات اللغات العربية والانجليزية، والمواد الدراسية (الرياضيات والفيزياء)، وحتى دورات في المجالات الرياضية؛ الكونغ فو- رفع الاثقال – تعلم السباحة.

وقال أولياء أمور دفعوا أبناءهم للانخراط في دورات المعاهد التدريبية والتعليمية الخاصة لنيوزيمن: إنهم اضطروا لإدخال اولادهم إلى هذه المعاهد لإشغالهم بما يفيدهم علميا من جهة، ومن جهة ثانية لمنع وقوعهم ضحية للدعاية الحوثية التي تحرضهم على المشاركة في المراكز الصيفية المذهبية التي تنظمها وتخصصها لتعبئة صغار السن بأفكارها وأيديولوجيتها الدينية والمذهبية المتطرفة وتمارس بحق هؤلاء الأطفال غسل أدمغتهم بمعلومات واكاذيب على غرار الولاية، وتكفير خصومها ووصفهم بالمنافقين، ووجوب جهادهم وقتالهم، ناهيك عن شعارات الموت وصرخات القتل واللعن لأمريكا وإسرائيل والتي تتحول إلى وسيلة تحريض لقتل اليمنيين من المخالفين لها بحجة أنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل.

وقال محمد صالح (ولي أمر) لنيوزيمن: لدي ولدان وبنت أكبرهم عمره 15 سنة هي البنت فيما عمر الولدين 10 سنوات و7 سنوات، وحين شاهدت المليشيات الحوثية تدعو الأطفال للمشاركة في مراكزها الصيفية انتابني القلق بان يقع أولادي ضحية لدعايتهم فحرصت على البحث عن معهد ينظم دورات تعليمية للغة العربية والانجليزية والحاسوب وادخلتهم فيه، مضيفا: ورغم اني اضطررت لتوفير المقابل المادي للدورات على حساب مصاريف العائلة الضرورية الا اني كنت مضطرا لذلك بالنظر إلى ان انخراطهم في معهد تدريب يجنبهم الوقوع ضحية لمراكز الحوثي الصيفية التي تحول الأطفال إلى قتلة.

وذكر أن كثيراً من أولياء الأمور في العاصمة يدركون خطورة المشروع الحوثي على أطفالهم، ولذلك يبذلون ما بوسعهم لمواجهتهم من خلال دفع ابنائهم إلى المعاهد الخاصة لكن في المقابل فإن كثيرا من أولياء الامور حتى من المتعلمين لا يستطيعون فعل ذلك بسبب اوضاعهم المادية الصعبة، مشيرا إلى ان بعض الآباء اضطر إلى منع اولادهم من اللعب في الشارع خوفا من ان تلتقطهم ايدي المليشيات الحوثية وتزج بهم في مراكزها الصيفية، فيما اضطر آخرون إلى ارسال ابنائهم إلى اسرهم في القرى البعيدة عن قدرة المليشيات على اقامة مراكز صيفية فيها بسبب بيئتها المناهضة للحوثي كحواضن اجتماعية.


وشهدت مختلف مديريات العاصمة صنعاء إقامة دورات تقوية تعليمية وتدريبية خاصة باللغات والحاسوب والرياضة شارك فيها كثير من الأطفال والشباب الذين يؤمن أولياء امورهم بخطورة فكر المليشيات الحوثية على مستقبل ابنائهم ويحاولون مقاومته بشتى الوسائل.