نزيف العملة إلى أين؟

إقتصاد - Tuesday 10 August 2021 الساعة 09:02 am
عدن، نيوزيمن، محمد جسار :

لم يستمر إضراب الصرافين لضبط سعر الصرف سوى أيام معدودة، وفي ظل الظروف الصعبة والحالة الاقتصادية الهلامية والتي لا يستطيع أي مواطن بسيط مقاومتها، تتكشف وبشكل واضح إحدى الصور الرديئة والسيئة والخانقة بتدهور العملة المحلية، التي وصلت إليها المناطق المحررة بعد سبع سنوات من الحرب. 

وفي نزيف الصرف في المناطق المحررة، يستمر منع الحوثي للعملة الجديدة أن تدخل إلى صنعاء وما جاورها، وبمضاربات العملة في عدن بين بعض التجار وبعض الصرافين، يستمر التدهور، والذي يرفع معه أسعار كل شيء تقريباً، فأغلب الواردات تُشترى بالعملة الصعبة، وهذا صار حتى عند بعض أصحاب الجملة. 

وبعد إصدار البنك المركزي لأربعين مليار ريال من ذات العملة القديمة، وصرف بعض الرواتب منها، أقدم بعض الأشخاص على شراء الألف الريال القديم ب1300 ريال من ذات الفئة الجديدة، ولم يُعرف إلى هذه اللحظة الدوافع من عمل هذا الشيء. 

وفي ظل الوضع الاقتصادي الموتور، يحكي حسين باخابي، وهو صاحب أحد المحلات التجارية في عدن، بأن تدهور العملة يمس بالشكل الاساسي المواطن، وبالذات من يستلم راتبه _ وهم الغالبية _ بالعملة المحلية. 

وقال لنيوزيمن: نحن اوقفنا شراء اي نوع من البضائع عدا البضائع الاساسية، كون حركة السوق صارت مخيفة، وصارت الزيادات ليست في كل اسبوع او كل يوم، بل صارت في كل ساعة. 

ومن جانبها اعربت التربوية عيشة قائد لنيوزيمن عن خوفها الشديد من بدء تشكيل بعض العصابات وقطّاع الطرق، وهو الامر الحتمي، على حد قولها، للانهيار الاقتصادي والتي بدأت ملامحه تظهر بشكل جليّ. 

ونددت بالسياسات الخاطئة للحكومة اليمنية والبنك المركزي، ودعتهم للحيلولة دون وقوع الكارثة. 

وقد اشارت لنيوزيمن، الاخصائية الاجتماعية سهير ام مازن، ان الحرب الاقتصادية هي اشد انواع الحروب فظاعة، ومن غير المعقول ان يكون هذا وقت السبات العميق للحكومة الموكل إليها حل المشكلات وتفعيل القوانين. 

ونوّه المستشار الاقتصادي والاستاذ في كلية الحقوق أمين حسن، أن الاقتصاد لن يعود إلى الطريق القويم والصحيح إلا بتضافر الجهود السياسية والأمنية وإعادة الامل، فالاقتصاد مرتبط ارتباطا عضويا بالحالة السياسية في المدينة. 

يُذكر أن صرف العملة أثناء كتابة التقرير تجاوز 273 للريال السعودي، و1020 للدولار الأمريكي.