من العَلم إلى العَلم.. حماقات إخوانية مهّدت الطريق للحوثي نحو مأرب وشبوة

تقارير - Thursday 28 October 2021 الساعة 10:18 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

في أغسطس من عام 2019م ظهر الشيخ أحمد محمد الثابتي مدير مديرية العبدية مرتدياً زيه العسكري ويقف إلى جوار قادة من جيش الشرعية متوعداً بقرب "فتح" عدن وتحريرها من قبضة الانتقالي، قبل أن ينهي طيران التحالف هذا الحلم "الإخواني" بحادثة القصف الشهيرة في نقطة العلم مدخل عدن الشرقي.

جسدت هذه الأحداث واحدة من أكبر المعارك العبثية التي قادتها جماعة الإخوان لتحرير "المحرر" وحرف المعركة من اتجاه صنعاء والحوثي نحو عدن وخصوم الحوثي وعلى رأسهم الانتقالي، الذي حشدت له قواتها في مأرب وتزحف نحو شبوة وأبين لاقتحام عدن وأطلقت عليها "غزوة خيبر"، بحسب توصيف أحد أعلاميها.

وبعد عامين وشهرين من ظهور الثابتي وهو يتأهب بحماس لتحرير عدن، ظهر الرجل أمس الأربعاء وهو في قلب صنعاء برفقة أحد قيادات جماعة الحوثي بعد أن سلم نفسه لمليشيات الحوثي التي وصلت إلى مسقط رأسه العبدية من ذات الطريق الذي سلكه قبل عامين مع حشود جماعته نحو عدن انطلاقاً من مأرب.

طوقت مليشيات الحوثي العبدية بمجرد أن بسطت يدها على مديرية حريب جنوبي مأرب قادمة من البيضاء عبر مديريات بيحان الثلاث التي سقطت بيدها في الـ21 من سبتمبر بدون قتال، لتسقط العبدية وتتبعها مديريتا الجوبة وجبل مراد، في أقل من أسبوعين.

"حرام لو قوات الانتقالي ذي في بيحان أن الحوثي ما تقدم شبر ولا كان طعنونا في الظهر مثل الجماعة"، بهذه العبارة يلخص ابن قبيلة مراد الناشط شاجع هصام بحيبح الثمن الذي دفعت مناطق مراد جراء السيطرة الإخوانية على شبوة منذ أغسطس 2019م.

فلأكثر من عام فشلت مليشيات الحوثي في اقتحام مناطق مراد من جهة الجنوب عبر خط الرابط بين الجوبة وقانية في البيضاء، لتتمكن اخيراً من تحقيق حلمها بإسقاطها عبر الالتفاف من بيحان نحو حريب، وباتت اليوم تهدد مدينة مأرب فعلياً.

اقتراب خطر الحوثي من مأرب يعد محصلة لسياسة الفساد والعبث والمعارك العبثية التي قادتها جماعة الإخوان، ونزعت عنها كل عوامل القوة لمواجهة الحوثي وعلى رأسها الدور الكبير الذي كانت تلعبه قوات التحالف وتحديداً القوات الإماراتية التي كان لها العامل الحاسم في تحرير مأرب عام 2015م بدعم جوي وإسناد من الأرض بالقوات والمعدات وتأمين المدينة من صواريخ الحوثي بمنظومة باتريوت التي تعد من بين أغلى منظومات الدفاع الجوي.

خسرت مأرب كل ذلك بفضل التحريض الإخواني ضد الدور الإماراتي، وباتت اليوم تدفع الثمن وهي تواجه زحف مليشيات الحوثي وحيدة بعد أن تبخر جيش الشرعية وتحول إلى كشوفات وهمية.

ذات المشهد بات يتطابق في محافظة شبوة التي باتت تحت خطر مليشيات الحوثي بعد أن سيطرت على مديريات بيحان وظهر فيها مؤخراً القيادي البارز بالمليشيات المدعو ابوعلي الحاكم وهو يهدد في مقطع مصور يظهره بين حشد من أنصار جماعته بالسيطرة على شبوة بالكامل وصولا إلى بحر العرب.

تهديدات الحوثي تأتي في الوقت الذي لا تزال فيه سلطة شبوة الإخوان منشغلة في حروبها العبثية ضد أبناء المحافظة وقبائلها وبالتحريض ضد ما تبقى من تواجد لقوات التحالف العربي في شبوة.

حيث سارعت مليشياتها إلى تطويق معسكر العلم الواقع شمال عتق بعد ساعات من انسحاب القوات الإماراتية منه بشكل نهائي كثمرة من ثمار التحريض الإخواني، مهددة باقتحام المعسكر واخلائه بالقوة من قوات النخبة الشبوانية المتواجدة في داخله مع استمرار مطالبتها بإخراج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف وطرد قوات النخبة منها أيضاً.


استمرار التحريض الإخواني ضد قوات التحالف والنخبة الشبوانية يأتي في الوقت الذي تغيب فيه مليشياتها على الأرض بالتحرك نحو تحرير مديريات بيحان أو حتى في التصدي للخطر الحوثي، في مشهد يفضح التخادم بين الطرفين.