إعادة الانتشار.. قرار القوات المشتركة الذي أبطل «سحر السدنة»

السياسية - Monday 22 November 2021 الساعة 07:35 pm
نيوزيمن، كتب/ عبدالسلام القيسي:

بداية من سنوات ستوكهولم

حركة ذكية وجبارة، ستوكهولم قيد القوات في الخط الساحلي وانزاح الحوثي إلى الجبال وبيده مصير المجتمع الساحلي الحي المحاذي للسلاسل الجبلية للساحل وبيده مجتمع الجبل والقبيلة وباستطاعته خنق وفركشة القوات حسب تفكيره وحسب ما كان مقدراً للمشتركة الوقوع بين جبل بيد الحوثي وبين بحر، الموت أو الغرق.

كانت حركة ذكية من سادة الحرب للقضاء على المشتركة، لكن ثمة قرارات فارقة، ورجالات القرارات الصعبة، في زمن صعب، وفجأة دون أن يدري أحد ودون أن يفكر أحد وبميقات مختلف ينال من سمعة المشتركة حدثت التموضعات الجديدة وبهدوء وعلى مدى أشهر في الساحل الغربي ونقل القوات لمسارح جديدة ناحية الجبال من تعز والحديدة إلى الأسبوع الأول الذي فيه حدثت الحركة الاذكى والتي خربطت ألاعيب سادة الحرب والغنيمة في الوجهتين وأفقدت الجميع الذين يريدون القضاء على المشتركة صوابهم. 

التموضعات الجديدة وضعت الأمم المتحدة براحة يد القوات

لسنوات والحوثي بعد إنقاذه بالحديدة يخرق السويد ووصل الحد به إلى خرقه بعشرات الصواريخ دون أن تزمه لجنة ستوكهولم، وألوية المشتركة بوضع دفاعي وفق مخرجات الاتفاق المبرم بين الشرعية والحوثي الذي ترعاه الأمم لكن للحوثي أن يحاصر مأرب وله أن يأخذ شبوة وأن يقصف موانئ ومطارات البلاد ومع ذلك له حماية نفسه في مدينة الحديدة. 

له منذ سنوات وليس عليه، له قتل الناس وحصارهم ولم ينفذ أي بند من ستوكهولم، لم يفرج عن الأسرى، لم يفك الحصار عن تعز، لم يسلم رواتب اليمنيين حسب مخرجات ستوكهولم الذي أنقذه في الحديدة ولم يكن من ستوكهولم إلا ما ينقذه ويغذيه. 

ثم كان الانتشار الجديد لقوات الساحل الغربي المسار الخرافي لإصلاح ما خربته سنوات السويد وما لعبت به السياسات اللعينة بحقنا كيمنيين والمشتركة كقوات حارسة للبلاد.

خطة إعادة الانتشار العسكري للمشتركة توازي قوة الظهور الأول لهذه القوات في الساحل الغربي، فهي بحس الاستراتيجية العسكرية وبحس الخصوصية اليمنية والقبلية أفرغت مخطط الحوثي من محتواه وأفرغت ستوكهولم من أسه، تركت للأمم المتحدة خطا ميتا بقيت تحرسه سنوات وهو من شرف الأمم المتحدة طالما خط ستوكهولم أممي فحمايته على شرعية الأمم، إذا أرادت.

كان يفكر الحوثي برمي الجبال إلى السواحل، ولكن البحر رمى بنفسه إلى الجبل وتكمن أهمية التموضعات الجديدة في البدء بسردية المناطق الوسطي، تلك الواقعة بين جبل وجبل وبحر السلسلة الجبلية المتسعة بين تعز وإب والحديدة وتؤدي إلى العمق القبلي، وها هي القوات بأيام قليلة بأول قرى شرعب.

فالبرح براحة يد المشتركة، مفرق العدين، وشرعب تحت نظر اليد، هذه هي تموضعات العظمة..

بهجتي نابعة من محاذاة قوات المشتركة لبلاد شرعب، هذه كانت كفيلة لأقلب المدينة رأساً على عقب وأعيد بناء المدينة بخطوات الفرح التي اعترتني منذ تأكدي من الخبر، وشرعب تعني شمير ومقبنة، ومن الجهة الأخرى لحيس لمحت اسم نخلة، ونخلة سائلة ممتدة وكبيرة عبر مخلاف وشرعب السلام والرونة وإلى الجراحي وإلى البحر وورود اسمها ومحاذاة المعارك لها تعني لي نخلة التي أعرف بمخلاف

وجبل راس يعني لي ريمة، العدين تعني إب!

هذه المنطقة المرسومة بالجبال والقبائل منذ الخليقة، وفيها تكومت الدول وتعاركت فيها ذوات القرون المنصرمة، فأنت تتحدث بإكبار عن حيس، ومقبنة وشرعب، عن حيس وجبل راس والعدين، أنت تتحدث عن يمن الشموخ، عن جبال وعن قبيلة ستكون هي الجيش الجمهوري.

تحرير المناطق تلك يعني أن الجمهورية عادت، هي العقل الوطني الحي، العقل القبلي، المخزون الحربي، الممتدة بين ريمة الضالع، شرعب والقفر والعدين، إلى ذمار واليمانية الخالصة، فإزالة الطغيان عن هؤلاء يعني سيستعيدون ألف حديدة وألف صنعاء، قبائل الفيض اليماني الخالص، وطن الفكرة المحاذية للسماء، يمن الدهر الأول، كل قبيلة وفق التموضعات الجديدة تتحرر ستكون طلقة نصر، للمشتركة فقط فك عقال الكهنوت الذي قيدهم سهواً وازالة العائق عن الصفوف الشجاعة لتتقفز بالجمهورية ولتستعيد صنعاء.

المشتركة خربطت ألاعيب السدنة، سدنة الكهنوت، لم يتخيل أحد في مجاهل شرعب وأن الحوثية تكاد تأخذ مأرب بوصول قوات المشتركة وقوات الجمهورية أول قرى مديريته.

لم تخطر هذه ببال أحد، فالحوثي نفسه يدرك أن هذه المناطق أهم لديه حتى من الحديدة، الحديدة ميناء تحميه له الأمم المتحدة ولكن الجبال والقبائل مخزون بشري يأخذون منه الدماء لمعاركهم السلالية.

وهكذا تكون المشتركة مزقت شريان الكهنوت الأخير، وللمعارك التي تحدث بمثلث الحديدة تعز وإب منذ أيام التفصيل الكافي، فالمعركة والانتصارات هي من تفسر وتشرح للمنصدمين معنى التموضع والمسرح العسكري الجديد بين الساحل والجبل وبين البحر والفضاءات المعلقة.