السفير الفرنسي: الحوثي يحارب جميع اليمنيين ومصمم على إسقاط مأرب بالقوة

السياسية - Friday 17 December 2021 الساعة 07:59 pm
عدن، نيوزيمن:

قال السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري صفا، إن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، هو وحده من يمكنه دفع الجماعة المتحالفة مع إيران نحو السلام، والتخلي عن الخيار العسكري الذي يقود البلد العربي المنكوب إلى طريق مسدود.

وقال صفا، في حوار مع "يمن فيوتشر"، إن السؤال المطروح اليوم هو "إلى متى يستمر الحوثيون في محاربة جميع اليمنيين؟ لا يمكنهم أن يقولوا إنهم يدافعون عن اليمن واليمنيين وهم يقتلون يمنيين يوميا!."

وقال إن "سلوك الحوثيين أظهر رفضهم للحوار وبالتالي للسلام ما يؤدي إلى عزلهم داخل اليمن وعن المشهد الدّولي.. كما لو أن على العالم بأسره أن يتأقلم معهم".

وأردف: يجب ان يبدأ الحوثيون بالانفتاح على العالم، وعلى الآخرين، معتبرا أن "هذه هي النقطة التي يصعب التعامل معها في الفكر الإيديولوجي الحوثي: عدم قبول الآخر. وهذا ما يقف في وجه المصالحة الوطنية والحوار الصريح من أجل السلام".

وحض السفير الفرنسي مليشيا الحوثيين، والاطراف المتحاربة في البلاد الى الاستماع لرسالة اليمنيين "البسيطة جدا" التي يريدون فيها "السلام ودولة للجميع. وليس دولة قمعية أو طائفية. بل دولة في خدمة الشعب".

وأضاف: "إذا أردنا أن نساعد الشعب اليمني بأكمله، لا بدّ من الاستماع إلى هذه الرسالة. لا يمكن لطرف واحد أن يحكم اليمن".

وتابع: "تعب الكثير من اليمنيين من لعبة السلطة، والبلد ينهار أمام أعينهم. الرسالة التي أسمعها من اليمنيين بسيطة جدًا: هم يريدون السلام ودولة لجميع اليمنيين. لا يريدون لا دولة قمعية ولا دولة طائفية. يريدون دولة في خدمة الشعب".

وشدد على ضرورة أن يمرّ الحلّ في اليمن من خلال حكومة فعّالة، قادرة على تلبية متطلبات الشعب اليمني وعلى إعادة بناء دولة لجميع المواطنين والمواطنات في اليمن.

واعتبر أن عمل الحكومة في عدن "العاصمة المؤقتة" هو المفتاح لمستقبل أفضل لليمن، مشيرا إلى أن زيارته لعدن كانت بمثابة رسالة قويّة دعمًا لهذا التوجه.

وأضاف: "التطبيق الكامل والشامل لاتفاق الرياض ضروريّ لنجاح الحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدّولي".

وأكمل قائلا: "نحن نعرف جميعنا المصاعب التي تواجهها هذه الحكومة، غير أنها تبقى الأمل الوحيد لإعادة بناء دولة القانون ودولة مواطنة تضمّ جميع اليمنيين. هذا هو السبيل الوحيد الممكن لإحلال السلام في اليمن".

وقال صفا إن بلاده التي ستتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي الشهر المقبل "ستستمر بمناداة جميع الاطراف الى الاحترام المطلق للقانون الدولي الإنساني لأن حماية المدنيين واجبٌ مفروض على الجميع".

وبسؤاله عن السبب الذي يحول دون استئناف شركة توتال الفرنسية تشغيل ميناء بلحاف، قال السفير الفرنسي: "إن الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال Yemen LNG Group، التي تضمّ العديد من الشركات الأجنبية، من ضمنها شركة توتال تعليق نشاطاتها في بلحاف. وتدهور الوضع في اليمن يفسّر هذا الخيار".

معركة مأرب

وبشأن معركة مأرب قال السفير الفرنسي: "ما أراه في مأرب هو تصميم الجانب الحوثي منذ سنوات على وضع يده على هذه المحافظة بالقوّة، من دون جدوى، وفي المقابل تصميم المقيمين في هذه المحافظة على المقاومة على مدى السنوات نفسها".

ورأى صفا أن "مصلحة الحوثيين تتمثّل في عدم سقوط مأرب"، مضيفا: "لا يزال الأمل في المفاوضات بين الجانب الجمهوري والحوثيين ممكنًا اليوم للتوصّل إلى حلّ سياسيّ شامل وكامل".

وأوضح أنه "في حال سقوط مأرب سوف تزداد صعوبة هذا الحوار الضروريّ للسلام بين اليمنيين".


وقال الدبلوماسي الفرنسي: "يخبرني العديد من الهاشميين عن خوفهم من أن يدفعوا غدًا ثمن سلوك الحوثيين العنيف والطائفي، مع أنهم لا يساندون أعمال الحوثيين الضارة. بالإضافة إلى ذلك، وكلما ازداد انغلاق الحوثيين في منطقهم الّذي يقوم على السيطرة بالقوّة، ازدادت مسؤوليتهم تجاه انعزالهم".