من الوعيد إلى الوساطة.. صمود مأرب وإعصار الجنوب ينسف أحلام إيران في اليمن

السياسية - Saturday 15 January 2022 الساعة 03:04 pm
مأرب، نيوزيمن، خاص:

كشفت جماعة الحوثي الانقلابية عن وجود "مبادرة إيرانية لحل الأزمة في اليمن"، بالتزامن مع الهزائم العسكرية التي لحقت بها مؤخراً على يد قوات العمالقة الجنوبية في محافظة شبوة.

حيث قال وزير الخارجية بحكومة الحوثيين هشام شرف، في تصريح له لموقع إيراني بأنّ ما أسماها "مبادرة إيران لحل الأزمة في اليمن" هي مفتاح للحل في البلاد، مضيفاً إنّ المبادرة "تعاملت مع موضوع الحرب والحصار في اليمن، وآلية المفاوضات وتطبيع الأوضاع".

شرف الذي لم يفصح عن تفاصيل المبادرة، اكتفى بالقول بأنها مبادرة قديمة تم طرحها من قبل وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف، وسيتم طرحها مجدداً من قبل وزير الخارجية الحالي حسين أمير عبداللهيان.

وأضاف شرف إنّ "وضع المبادرة الإيرانية في إطار البحث أو التعديل البسيط سيكون هو المدخل الرئيس لحل ما يدور في اليمن"، داعياً إلى "أخذ المبادرة الإيرانية الآن، ومناقشتها مع الجميع".

وكان وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف قد طرح مبادرة باسم بلاده، في أبريل من عام 2015م أي عقب شهر من انطلاق عاصفة الحزم، وتنص على وقف فوري لإطلاق النار في البلاد، والبدء في خطة للمساعدات الإنسانية، والشروع في حوار يمني يفضي إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة لإنهاء الصراع.

ولا تختلف هذه المبادرة كثيراً عن المبادرة التي طرحتها السعودية في مارس من العام الماضي، ورفضتها جماعة الحوثي بشكل غير مباشر عبر طرح شروط تعجيزية للقبول بها، أملاً في حسم معركة مأرب التي دشنتها قبل شهر من طرح المبادرة.

رفض الحوثي للمبادرة السعودية جاء بإيعاز واضح من إيران لحسم المعركة في مأرب، بل وصل الأمر إلى نشر وكالة أنباء إيرانية تهديداً منتصف إبريل الماضي باقتحام مدينة مأرب في أول يوم من أيام شهر رمضان.

هذا الوعيد الإيراني تزامن مع تحقيق مليشيات الحوثي لتقدم على الأرض في مختلف جبهات مأرب، ليأتي التقدم الأخطر مع تساقط جبهات الشرعية في البيضاء وبيحان شبوة بشكل مريب، لتصل المليشيات إلى مشارف مدينة مأرب من جهة الجنوب.

ورغم زج جماعة الحوثي بآلاف المقاتلين من عناصرها واعترافها بمقتل أكثر من 15 ألف مقاتل إلا أنها فشلت في حسم المعركة جراء صمود مقاتلي القبائل والجيش في مأرب، لتتلقى الجماعة الضربة القاضية مطلع الشهر الجاري بإطلاق قوات العمالقة عملية "إعصار الجنوب" تمكنت فيها من تحرير مديريات بيحان بشبوة لتنتقل المعارك إلى مديرية حريب بمأرب.

هذه التطورات العسكرية قضت بشكل نهائي على حلم مليشيات الحوثي ومن ورائها إيران في إحداث انقلاب استراتيجي بموازين القوى ومشهد الحرب في اليمن من خلال السيطرة على مدينة مأرب وحقول النفط والغاز، ليتغير معها لهجة النظام الإيراني من الوعيد والتهديد إلى محاولة إنقاذ ذراعها في اليمن ووقف هزائمها العسكرية عبر طرح مبادرة لوقف إطلاق النار.