حرب حوثية مسكوت عنها.. إغلاق سياسي لـ(6) مكتبات في صنعاء

الحوثي تحت المجهر - Monday 07 February 2022 الساعة 10:27 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أغلقت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- عشرات المكتبات والأكشاك الثقافية في واحدة من صور الحرب الممنهجة التي تشنها المليشيا الحوثية ضد السكان في صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

تجفيف متعمد لمنابع الفكر والثقافة، وتحريف لمناهج التعليم، وتفخيخ لعقول الشباب والناشئة، ومصادرة لكل وسائل التنوير والتربية الفكرية والإبداعية، مقابل إحلال ثقافة الملازم والتحريض على القتال وتغذية الكراهية والعنف والتطرف والإرهاب.

منذ انقلابها في سبتمبر/ أيلول 2014م أغلقت مليشيا الحوثي مئات الإصدارات الصحفية اليومية والاسبوعية والمجلات الدورية، ومعها توقف النشاط الثقافي والإنتاج التنويري للمؤسسات الثقافية والإبداعية، ووجد آلاف العاملين في هذا الحقل أنفسهم على رصيف البطالة بعد أن فقدوا مصادر دخلهم.

مُلاك المكتبات والأكشاك اقتصرت مبيعات بعضهم على الأدوات المكتبية والقرطاسية، فيما اضطر الجزء الكبير لإغلاق محلاتهم بعد عجزهم عن تسديد إيجارات هذه المحلات أو دفع رواتب العاملين لديهم.

تحت وطأة هذه المعاناة لجأ مالك كشك القاع (ركن الجامعة القديمة) إلى بيع الخبز الجاف والكدم بعد توقف صرف مرتبه في قطاع التربية والتعليم، وتراجعت مبيعات كشكه من الصحف والمطبوعات إلى الصفر.

على امتداد شارعي الزراعة وحدة وسط صنعاء، أغلقت خلال الـ3 سنوات الماضية 6 مكتبات من كبرى وأقدم المكتبات في صنعاء، هي مكتبات: (العلفي، العاصمة، الشروق، الفلوجة، الحمراء، أبي ذر الغفاري بفروعها)، وهذه المكتبات تعد من أوائل المكتبات التي فتحت أبوابها في صنعاء.

في حديثه إلى (نيوزيمن) يقول مالك إحدى هذه المكتبات -طلب التحفظ على هويته- إنهم يواجهون حرباً مسكوتاً عنها منذ 5 سنوات ماضية، متسائلا عن دور المنظمات الدولية وتحديدا منظمة اليونسكو -المعنية بالثقافة- في حماية منابع الفكر والثقافة ودعم استمرار هذه المكتبات كمراكز تنوير فكرية وثقافية وأدبية يمتد عمرها لنحو 50 سنة ماضية.

 في سياق متصل صادرت محكمة تابعة لمليشيا الحوثي هذا الأسبوع محتويات مكتبة (أبي ذر الغفاري) الواقع بشارع حدة بعد أن عجز مالكها عن سداد الإيجارات المتراكمة، بعد شلل المشهد الصحفي والثقافي برمّته ومنع المليشيا استيراد الكتب ونهب مرتبات موظفي الدولة.

وزعمت مليشيا الحوثي أنّ المبنى الذي تقع المكتبه فيه تابع لأحد النواب المعارضين لها، الأمر الذي فاقم خسائر مالك المكتبة وصولا إلى عجزه عن دفع الإيجارات، وتلقيه حكما بإخلاء المبنى.

ووصف مهتمون بهذا الشأن في صنعاء حكم إخلاء المكتبة، بالجائر وأنه حكم سياسي بامتياز، في ظل هيمنة الميليشيا الحوثية وسعيها لنشر ملازمها المفخخة بالجهل والوهم.