لقاء تنسيقي بين المؤتمر ومليشيا الحوثي يذكّر بخلافات ما قبل 2 ديسمبر

الحوثي تحت المجهر - Friday 11 February 2022 الساعة 09:30 am
صنعاء، نيوزيمن:

قبيل يوم واحد من إقرارها جرعة سعرية قاتلة في أسعار المشتقات النفطية، وفي ظل تفاقم الأوضاع المعيشية وتكبد المليشيا الحوثية خسائر بشرية فادحة في محافظات شبوة ومأرب وحجة، عقدت المليشيا الحوثية في صنعاء ما أسمته لقاءً تنسيقياً مع عدد من مسئولي حزب المؤتمر في صنعاء.

وعقد اللقاء، يوم الأربعاء 9 فبراير/ شباط 2022م، تحت لافتة طُبع عليها علم الجمهورية اليمنية وتحت شعار "تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز التحرك للتصدي" لما يسمونه بـ(العدوان) والحشد للجبهات".

ويشير اللقاء الذي جمع من قيادات المليشيا الحوثية فضل أبو طالب وحسين العزي وضيف الله الشامي وعبدالله السياني ومحمد الفرح وأحمد جريب، ومن المؤتمر غازي أحمد علي محسن وخالد الشريف وعبدالله مجيديع وعزام صلاح ومحمد الأمير، إلى خلافات عميقة بين الطرفين على مخالفات جسيمة في إدارة مؤسسات الدولة.

وتقول مصادر سياسية في صنعاء، إن اللقاء التنسيقي المفاجئ بين الطرفين جاء بهدف دفع قيادات ومسئولي المؤتمر في صنعاء إلى النزول الميداني للمحافظات والمديريات في مهمة الحشد والتحشيد لمقاتلين جدد إلى الجبهات لتعويض الخسائر التي تكبدتها مليشيا الحوثي خلال الأسابيع الأخيرة.

بالمقابل تشير المصادر إلى أن قيادات المؤتمر أبدت تذمرها لمنع مليشيا الحوثي عقد اجتماعات ولقاءات تنظيمية لقيادات المؤتمر في عدد من المحافظات في أكثر من مناسبة وطنية وتنظيمية خاصة بحزب المؤتمر.

وتعيد هذه الخلافات إلى الأذهان خلافات الطرفين، التي انتهت بمقتل الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الحزب، وعارف الزوكا الأمين العام للحزب في مواجهات 2 ديسمبر 2017م.

مصادر سياسية أخرى تعتقد من جانبها أن مليشيا الحوثي أرادت تمرير الجرعة السعرية الجديدة والتي رفعت بموجبها سعر دبة البنزين 20 لترا إلى 9900 ريال باسم مؤتمر صنعاء المشارك معها (افتراضيا) في حكومة عبدالعزيز بن حبتور.

وجاء اللقاء على إثر حملة إعلامية تهكمية موجهة تبنتها قناة (الهوية) التابعة للناشط في صفوف الجماعة الحوثية محمد العماد، استهدفت قيادات المؤتمر في صنعاء.

وفي مخرجات اللقاء قال القيادي الحوثي حفظ الله الشامي إن اللقاء "يأتي لتعزيز تماسك الجبهة الداخلية والعمل على وضع آلية عمل مشتركة في إطار الدولة اليمنية"، وذلك في إشارة إلى حنق قيادات في المؤتمر لطغيان شعارات المليشيا الحوثية ذات الأبعاد الطائفية والدلالات المذهبية على العمل الرسمي بشكل عام.

وحسبما اعلنته وسائل إعلام حوثية فقد خرج اللقاء بمقررات وصفت بالمهمة من ضمنها "العمل بآلية مشتركة لتعزيز الصمود اليمني والحشد للجبهات وتحصين الجبهة الداخلية من أي اختراق من قبل الأعداء، وأن يعمل الجميع في خط وتوجه واحد لتعزيز الصمود الأسطوري للشعب اليمني". 

وفي سياق متصل وجهت مليشيا الحوثي اعضاء مجلس الشورى في صنعاء بالنزول الميداني للمحافظات والمديريات للقيام بذات المهمة وسط نفور الأهالي وانشغالهم بتوفير المواد الغذائية الأساسية.

وعقدت يوم الأربعاء لجنة مكلفة بما سمي تفعيل الدور المجتمعي لأعضاء مجلس الشورى، شدد الاجتماع على "أهمية استيعاب المهام الميدانية الموكلة إلى اللجنة والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والسلطات المحلية في المحافظات وتكثيف أعمال النزول الميداني لضمان إنجاح المهام المنوطة بها".

وأثارت الهزائم المتتالية لمليشيا الحوثي في جبهات محافظتي مأرب وشبوة ارتياب ومخاوف مليشيا الحوثي وخاصة بعد استكمال قوات ألوية العمالقة تحرير مديريات محافظة شبوة (جنوبي شرق اليمن) ومديرية حريب في محافظة مأرب.

وأواخر يناير/ كانون الثاني 2022م، أعلنت قوات ألوية العمالقة أنها استكملت العملية العسكرية التي أطلقت عليها “إعصار الجنوب”، تحرير مديريات شبوة وحريب وبدأت إعادة التموضع في محافظة شبوة جنوبي شرق البلاد.

يشار إلى أن ألوية العمالقة، كانت قد توجهت شبوة من الساحل الغربي، وتمكنت من تحرير أربع مديريات هي مديريات عسيلان وبيحان وعين في شبوة وحريب في مأرب.

وباركت قوات المقاومة الوطنية – ألوية حراس الجمهورية الانتصارات التي حققتها قوات ألوية العمالقة ضد ميليشيات الحوثي، في كلٍ من شبوة ومأرب جنوب ووسط البلاد.

وتعد ألوية العمالقة أحد مكونات القوات المشتركة في الساحل الغربي، وهي التشكيل الذي يضم إلى جانب العمالقة كلاً من المقاومة الوطنية وألوية المقاومة التهامية.