معتقلون لدى ذراع إيران.. التهامي عبدالله ماجد أنموذجًا

تقارير - Tuesday 01 March 2022 الساعة 07:14 am
صنعاء، نيوزيمن خاص:

لكل معتقل لدى مليشيا الحوثي قصة، تبدأ من لحظة الاعتقال ولا تنتهي حتى بعد الخروج منه، ابتداءً من عمائر الصالح التي تعج بعشرات المعتقلين في تعز وذمار وحجة إضافة للسجون الأخرى القديمة والمستحدثة.

للعام الرابع على التوالي والشاب التهامي عبدالله ماجد يقبع في هذه المعتقلات تحديدا في مدينة صنعاء دون ذنب سوى أنه يمني في مقتبل العمر ويريد العيش بسلام.

أربعة أعياد ميلاد وأسرة ماجد المتواضعة تنتظر خبرًا سارًا، تعلن عنه أقدار السماء، بعد أن تعنت أهل الأرض، واستباح القادمون من جبال مران وحرف سفيان كل شيء دون مراعاة لأي قيم.

يقول أحد أقرباء عبدالله "لا نستطيع تهنئته حتى في أعياد ميلاد، وقد شقت علينا الزيارات، وعز علينا أن نراه بين القضبان؛ وهو لا يحمل في قلبه سوى المحبة والنقاء، ولم يكن يوماً على أي علاقة بما يريدون الإلحاق به من تهم".

يضيف "أنا أشهد ببراءته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. محكمة الدنيا الظالمة هي لكم، لكن تأكدوا أن محكمة الله هي الفصل، فعنده تجتمع الخصوم".

هذه القصة واحدة من المآسي التي صنعتها آلة القمع والقتل الحوثية، وما إعدام 10 أشخاص من أبناء تهامة العام 2021 ببعيد.

مطالبات مستمرة بالإفراج

منذ سنوات والمطالبات بالإفراج عن عبدالله لا تتوقف، تم مناشدة المنظمات والمعنيين من سلطات الأمر الواقع والإعلاميين والناشطين والقيادات، لكن لا أحد استطاع أن يطلق سراح الفتى، فقط لأنه بين يدي ذراع إيران في اليمن.

حتى اللحظة استطاع الحوثيون أن يفلتوا من العقاب والمساءلة، لا أحد في المشهد سواهم، متحكمين بشمال الوطن، ونتيجة لذلك خلفوا آلاف المآسي؛ أُسر نازحة تعاني الفقر والأوضاع النفسية نتيجة لتعرض بعض أولادها للاعتقال والتعذيب.

لقد غيب الحوثيون لغة السلام عن صنعاء وبقية المدن القابعة تحت سيطرتهم، وتم محاصرة ما تبقى من جغرافيا في مدينة مأرب والحديدة وتعز وحجة والضالع والبيضاء.

عشرات المعتقلين من أبناء "حجور" ممن خذلوا من قبل الشرعية يتوزعون على سجون عمران وصنعاء وحجة تحت التعذيب والانتهاكات حتى اليوم.

ملف المعتقلين ذهب مع الريح

تمت عملية تشتيت ملف المعتقلين بين جميع الأطراف المتصارعة بصورة سيئة بمن فيهم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي اللذان عجزا عن زحزحته باستثناء ما تم من تبادل محدود.

خلال العامين الماضيين جرت بعض عمليات التبادل بين قيادات حوثية وأخرى تتبع جماعة الإخوان المسلمين (الإصلاح) في مأرب وتعز وعدد من الجبهات خارج إطار السلطات الرسمية.

فقط الصفقة الوحيدة التي تمت في أغسطس من العام 2020 والتي حملت إلى صنعاء معها حسن ايرلو الحاكم الفعلي قبل أن ينقل جثة هامدة إلى طهران وسط نحيب شعبي وسياسي.

اليوم لا يزال 4 صحفيين على الأقل يواجهون أحكاما بالإعدام من قبل محاكم مليشيا الحوثي تم اعتقالهم قبل 6 أعوام يعيشون ظروفا صحية ونفسية لا يمكن وصفها.

ملف المعتقلين، سياسيين وإعلاميين وصحفيين وناشطين، استغلته "ذراع إيران" لابتزاز الأهالي والمقايضة بهم بأسرى كانوا في الخطوط الأمامية للمواجهات في المعارك الدائرة مع الجيش والمقاومة الوطنية.