إيران وليس الحوثي من أسقط الدولة.. الصوفي: الشمال بحاجة إلى من يعبر عن “مواطنيه”

السياسية - Sunday 06 March 2022 الساعة 03:41 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

قال الصحفي والباحث السياسي في الشأن اليمني، نبيل الصوفي، إن الأزمة في اليمن لا تقاس بالسنوات، موضحاً بأن اليمن اعتادت أن تعيش فترات حروب طويلة جداً، وقال ربما هناك أطراف يمنية تنتفع من إطالة أمد الحرب وخوف انتهاء الحرب يشكل خطرا عليهم، حتى بالنسبة للأطراف المسيطرة مثل مليشيا الحوثي.

وأكد أنه لولا الشر الإيراني لما وصل اليمن لما آل الحال إليه حالياً، موضحا أن إيران اقتنصت فرصة سقوط الجمهورية اليمنية كمنظومة، بعد أن تصدعت في 2012، لأهداف تتعلق بها وبأجندتها وبأيديولوجيتها. وقال: الحوثي كان يمكنه أن يصبح طرفا من أطراف التحول الوطني لولا الدور الإيراني الذي حرف مسار كل شيء مع تباشير ضعف الدولة في 2011.

وفي الشأن الشمالي قال الصوفي، إن مشكلتهم الرئيسية هي التشظي وانشغالهم بالحديث عن الجنوب، وفسر ذلك بسبب نخبة السلطة لا تزال هناك هي نفسها كشخصيات ورؤى وأفكار. وقال إن هذه النخب كانت قد انتهت قبل 2011 وبدلاً من أن يتم تجديد الدولة كما حدث في مصر سقطت الدولة اليمنية في رؤى الأحزاب والأطراف المنتهية التي كانت شريكة في الحكم ثم تحولت إلى شريكة في الثورة.

وانتقد مركزية الجمهورية اليمنية التي قال إنها “حجمت الديمقراطية، وعادت المناطقية حتى إن العديد من مناطق الشمال لا يعرفها الكثير حتى اللحظة، ومدانة اجتماعياً رغم أن هذه الإدانة هي تأثيرات إمامية".

وقال إنه حين جاء الحوثي استولى على المركز فسقطت الجمهورية، وبحصول المليشيات على مركز الدولة لم يتبق للدولة من حاضن، منتقداً إهمال الأطراف جميعا للمناطق بما فيها الأحزاب، ممثلا بإهمال الساحل الغربي، قائلا “المخا وباب المندب خالية من كل شئ مقارنة بصنعاء”.

ولفت إلى أن المناطقية أفادت الجنوب، حيث كانت كمخزن مهم جداً للحفاظ على الهوية الجنوبية، وضرب مثلاً بالضالع بأنه مخزن نضال أساسي للجنوب،  فهي لا ترى نفسها خارج الجنوب، وفي شبوة كان لتيار “الشعار المركزي باسم الوحدة” تأثير سلبي عطل المحافظة وسهل التهام الحوثي لمناطق منها كمقدمة” وعلى العكس “حضر الجنوب بكل تياراته فحرر شبوة وأبقى شخصيتها المستقلة في نفس الوقت”، قائلا: “الجنوب لا يلغي مكوناته المناطقية وهذه المناطق لا تجد نفسها إلا في سياق جنوبيتها” وهو تعريف حضاري للمناطقية في الزمن الحاضر.

وأضاف الصوفي، إن الكلام موجع ولكن النخب الشمالية أكثر إجماعاً ضد الجنوب، كنخب وليس كمواطنين، وهي أقل توتراً مقابل وجود مليشيا الحوثي.

وأكد أن الحوثي يهدد الشمال، بسبب نسيان النخب الشمالية إرهاب وجرائم الإرهاب شمالاً، وانشغالها بالحديث عن الجنوب.

وقال، إن الجمهورية اليمنية والوحدة لم تعد موجودة سوى كشعار للحرب بعد أن استولى الحوثي على قلبها، بالإشارة إلى محافظة صنعاء، وانفصل الحوثي عن الهوية الدينية والمحيط العربي واليمني، وبالرغم من ذلك لا يعتبر الناس الحوثي انفصالياً.

وأوضح أن الجمهورية عبارة عن عنوان فقط يغطي حرب اليمنيين ضد الحوثيين، ولم تعد هناك جمهورية ولا وحدة ولا دولة.

ولا يرى الصوفي أفقاً، للأسف الشديد، يشير إلى نهاية الحرب في اليمن، معللاً ذلك بأن نخب الشمال كتلة مغلقة، وتعيش صراعاً إما مع الجنوب أو تعيش أوهامها في الصراع ضد التحالف العربي، وخوض معارك ضد السعودية والإمارات، مؤكداً أن الأزمة قد تطول.

وأوضح أن تحرير الشمال بحاجة إلى إما قوة حربية مفرطة أو قوة اجتماعية، منحازا للخيار الثاني، داعيا إلى قيام طرف شمالي يعترف بأن الأزمة الشمالية بحاجة إلى حامل لإدارة ومواجهة الوضع في الشمال وليس الشرعية، مؤكدا بأن الشرعية تضيع الشمال بعد أن نسته، وهو فقط يعنيها على استلام مرتباتهم الباهظة في الخارج، بحاجة إلى صوت شمالي تصنع حاملا اجتماعيا يعبر عن قضيتهم الاجتماعية والسياسية والعسكرية.