الصوفي: لماذا يكتبون عن اختراق أوصلهم إلى "جواس"؟

تقارير - Thursday 24 March 2022 الساعة 05:00 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

لم يكن الرجل مختفياً، ولم تكن تحركاته سرية، ولا تلفوناته مقطوعة.

أبقوا النقاش في صراع طبيعي، بين الحوثي الذي يسيطر على الشمال، والجنوب.

الحوثي الذي هو مشروع دولة "جمهورية الخميني الإسلاموية" دولة الشر الشيطاني الذي يعمل بقوة وحسم وجرأة، مقابل مشروع عربي مرتبك ونصف أدواته فاسدة أو عاجزة أو صبيانية.

مشروع عربي، حقق نصراً في الجنوب، لكنه من يومها يتولى بنفسه إرهاقه، ليس كما يقال في سياق شعارات الوحدة والانفصال، فهذه قيم متغيرة لا قيمة لها إلا في واقع تنطبق فيه وتكون قيماً لتقليل الصراع.. أما حين تكون مصادر صراع فلا تعود شعارات ولا قيماً صالحة.

ولكن لأن موظفي الأشقاء السعوديين المعنيين بالملف اليمني عجزوا عن إنجاز طبقة ولاء جديدة، ليس لأن الجنوب ضدهم، بل لأنهم هم بأنفسهم يريدون موالين جدداً ولكن نفس القدامى. موالون مستحيل إيجادهم.. لا يمكنك أن تنتج شخصاً يجمع النقائض ويكون شبه علي محسن ولكن بقوة أبو اليمامة.

موالون بلا ميزانية ولا خطط ولا ترتيب، ولكن ينجزون وينتصرون..

آمال معقدة وصعبة ومستحيلة.

وكل يوم تتقدم إيران خطوة يدفع الجنوب ثمنها، وإذا لم يتم تدارك ذلك فستدفع المنطقة برمتها الثمن.

"الجنوب" هو العنوان الذي يقابل "الحوثي"، وهذا هو سياق الصراع المُر، وهو الذي يجعل "الجنوب" هدفاً مستباحاً من الحوثي في كل وقت وحين.

كل ما في الجنوب هو هدف للحوثي، وكل عدو للجنوب يتحرك في أرض الجنوب هو طريق مفتوح للحوثي ليستغله ضد "الجنوب" مهما كانت الشعارات مختلفة.

"الجنوب" يدفع ثمناً مضاعفاً لكل هذه التعقيدات، فكل الشرعية التي تمتلك كل المال العام والوظيفة العامة في الجنوب، هي مقسمة بين واعٍ ومدرك أنه لا يمكن منع الحوثي من التهام اليمن إلا بجنوب قوي وآمن ومستقر، وهذا الواعي بعدها قد يكون نزيهاً وكفءاً أو فاسداً وعاجزاً.. قد يكون رزيناً أو شطاحاً مزعجاً.

هذا القسم الأول، أما الأقسام الأخرى فهي بين جاهل عاجز عن رؤية الحقائق وبين فاسد يائس أن يجد بفساده مكاناً إن ترتب وضع الجنوب، بعد أن فقد الشمال وفشل فيه.

وهناك قتلة.. وهناك طيبيون حمقى.. وجهلة.

وهناك من كل الحياة عنده هي مصلحته الشخصية.

وكل هذا لم يعد يحمل الحوثي أي عبء عنه ومنه، فكله فوق أرض "الجنوب".

إلى جانب موروث لا يعد ولا يحصى.

وتتحرك إيران بالحوثي والقاعدة وقطر وعمان وبشماليين وجنوبيين كاعداد، وبفكرة جامعة وشعار خاطف مثل الوحدة والجمهورية.. تخيلوا كل هذه الشعارات هي فقط في خدمة "الذراع الإيرانية" في مواجهة فراغ قيادي عربي..

فلا تزيدوا التحديات على الجنوب، ارفعوا بصركم، فالمعركة كبيرة، والتضحيات لا تزال في أولها.

"إيران" تدرك أن قيام دولة جنوبية خطر مستقبلي كبير على مشروعها الأهم الذي تظن أنها قاب قوسين من إنجازه.. هي آمنة أن الشمال انتهى أمره، وحتى لو قتل عبدالملك الحوثي فلم يعد بيد أحد العودة لحكمه إلا من تقبله هي وتدعمه بكل ما لديها من إمكانية منتشرة اليوم في الشمال.. هي وحدها اليوم في الشمال.

فالأدوات السعودية جرفت كل شيء بطريقة إدارة معاركها هناك.. ربما كان هدفها صحيحاً ولكن أداءها كله انتهى إلى كارثة.

"إيران" هدفها السعودية، وأي استقرار في الجنوب، سيعطل سيرها نحو هذا الهدف.

المعركة كبيرة.. عدوك شيطاني فاعل، وحليفك مرتبك منشغل.. وأنت تعاني من الإجهاد والمعارك الصغيرة التي لا تعد ولا تحصى.. 

عبء كبير على "الجنوب"، يتوجب "رفع بصره" ليرى طرق النجاة..

فلا تزيدوا إرباكه..