الأسر اليمنية تنظر إلى العيد بأنه مصدر هم وكدر

إقتصاد - Friday 29 April 2022 الساعة 12:42 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

يقف ملايين اليمنيين عاجزين عن شراء مستلزمات العيد، لا سيما ما يخص الأطفال الذين يرون أن فرحة العيد لا تأتيهم إلا في الملابس الجديدة والحلويات المختلفة، مما جعل العيد مصدراً للهموم والأوجاع.

يتزايد الفقر والعوز بين الأسر اليمنية، بشكل حاد مع دخول الصراع عامه الثامن، ولا يستطيع ملايين الأشخاص الحصول على الأساسيات التي تحتاجها أسرهم، حيث يعيش الناس في دوامة من الديون، وأعداد متزايدة تلجأ إلى التسول.

يقول أحد المواطنين بمدينة الحديد لـ"نيوزيمن": فقدنا فرحة العيد منذ سنوات، وأصبح عندنا يوما من سائر الأيام، غير أنه يجلب لنا الحسرة والحزن لموت هذه الفرحة في قلوب الأطفال، الذين يرون العيد بملابسهم الجديدة.

واستطرد بالقول، نحن غير قادرين على توفير لقمة العيش، لذا فإننا نرى أن العيد كابوس يجعلنا نذرف الدموع على واقعنا الذي نعيشه والعجز الذي يحاصرنا دون أن نقدر على كسره.

وأضاف، فرص الشغل باتت قليلة ولا رواتب ولا حتى مساعدات، وما أوفره من مال طيلة الشهر في شغلي على دراجتي النارية، لا يمكنني من اختيار آخر غير أن شراء الطعام لأولادي أهم من الملابس.

الصراع في اليمن الذي تسببت به مليشيا الحوثي دمر الاقتصاد، إذ مثّل انقطاع رواتب موظفي الخدمة المدنية أكبر التحديات منذ 2016، حيث لا يزال حوالي 50% من موظفي الخدمة المدنية لا يتقاضون رواتبهم، وحين يحصلون عليها، لا يتلقونها بالكامل. 

 أدى الانخفاض المتصاعد في قيمة العملة إلى تآكل القوة الشرائية، وأصبح الدخل الضئيل الذي قد يحصل عليه الأشخاص أقل فأقل كل يوم.  

يشير تحليل أوضاع الرفاهة إلى أن الصراع، وما يرتبط به من عوامل تسبب بفقدان 40% من الأسر لمصادر دخلهم الرئيسي، وأدى إلى زيادة إجمالي معدل الفقر.

ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، فإن 71% إلى 78% من السكان اليمنيين قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019، وكانت النساء أشد تضرراً من الرجال.  

كما تسببت الصرعات الاقتصادية بين أطراف الصراع، بارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والخدمات الاجتماعية، مما أدى إلى زيادة حالات الفقر لملايين السكان.

بينما ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 543٪ حتى عام 2019، لتتضاعف ثلاث مرات حتى الربع الأول من 2022، مما جعل أسعار المواد الأساسية لا يمكن تحملها بالنسبة للكثيرين الذين يكافحون لتلبية احتياجاتهم اليومية. 

  يقول صاحب محل لبيع الملابس في صنعاء لـ"نيوزيمن": إن إقبال الناس ضعيف على شراء كسوة العيد، حتى الذين يدخلون إلى المحل يسألون عن الأسعار ويغادرون مباشرة.

وأوضح، لم نعد قادرين على البيع بأسعارنا التي يعرفها زبائننا، لأننا ندفع جمارك في الميناء ثم ندفع جمارك أخرى في ذمار ومداخل صنعاء، وهناك ضرائب وإتاوات وجبايات غير قانونية ندفعها، فضلاً عن مبالغ يومية نسلمها بعدة مسميات.

ويشير إلى أن هذه المبالغ تُجبر التجار على إضافة زيادات سعرية على السلع ليدفعها المستهلك الذي بات غير قادر على الشراء.