تشييع رسمي وشعبي للشهيدة.. رفض فلسطيني تسليم رصاصة قتلت "أبو عاقلة" لإسرائيل

العالم - Thursday 12 May 2022 الساعة 05:55 pm
نيوزيمن، وكالات:

خرج آلاف الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، الخميس، للمشاركة في مراسم تشييع الصحفية شيرين أبو عاقلة غداة مقتلها برصاصة في وجهها خلال تغطيتها عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، والذي أثار استنكارا دوليا ودعوات عبر العالم لإجراء تحقيق مستقل في قتلها في وقت كانت ترتدي سترة الصحافة الواقية للرصاص.

وقتلت أبو عاقلة فيما أصيب زميلها في الجزيرة المنتج علي السمودي برصاصة في أعلى الظهر بالقرب من مخيم جنين للاجئين بينما كانا متوجهين لتغطية مواجهات في المخيم بين عناصر الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين.

وشارك مسؤولون فلسطينيون وممثلون عن الفصائل ودبلوماسيون أجانب ومواطنون في المراسم الرسمية التي أقيمت في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله حيث جدّد الرئيس محمود عباس رفضه اقتراح إجراء تحقيق مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وبعد أن حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الأربعاء فلسطينيين مسلحين مسؤولية قتلها، تراجعت الدولة العبرية بعض الشيء عن روايتها، وتحدث وزير الدفاع بيني غانتس عن احتمال أن يكون مسلح فلسطيني أطلق النار أو أن يكون جندي إسرائيلي فعل ذلك.

وأبو عاقلة صحافية معروفة على نطاق واسع في العالم العربي، ومن أول الوجوه الإعلامية التي برزت عبر قناة "الجزيرة" التي كانت تعمل فيها منذ العام 1997.

في مقر المقاطعة، سجي جثمانها على طاولة وتمت تغطيته بقماش باللون الأحمر القاني، قبل أن يعزف حرس الشرف الرئاسي النشيد الوطني الفلسطيني، وأن يمنحها محمود عباس وسام "نجمة القدس"، وهو أحد أرفع الأوسمة التي تمنحها السلطة الفلسطينية لشخصيات بارزة.

وبعد أن وضع إكليل من الزهور على جثمانها، حمّل عباس "سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قتلها بشكل كامل". وقال "رفضنا ونرفض التحقيق المشترك مع السلطات الإسرائيلية، لأنها هي التي ارتكبت الجريمة، ولأننا لا نثق بهم"، مشيرا إلى عزم السلطة الفلسطينية التوجه "فورا إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المجرمين".

وكان لخبر مقتل الصحافية المخضرمة (51 عاما) وقع شديد على كل من عرفها واعتاد متابعة تقاريرها على مدار أكثر من عقدين سواء في الأراضي الفلسطينية أو الشرق الأوسط أو حتى في أورويا والولايات المتحدة الأميركية التي تحمل جنسيتها.

وكان رجل دين مسيحي صلّى في وقت سابق الخميس على جثمانها في المستشفى الاستشاري في شمال رام الله، وكان رأسها ملفوفا بالكوفية الفلسطينية بينما لف جسدها بعلم فلسطيني ووضعت عليه الورود ومايكرفون قناة الجزيرة.

وعلى طول نحو ثمانية كيلومترات بين المستشفى ومقر المقاطعة، توزّع الناس على جوانب الشوارع لتوديع شيرين، وألقى بعضهم الورود نحو المركبة العسكرية التي نقلت الجثمان بينما حمل آخرون العلم الفلسطيني.

ثم نقل الجثمان عبر مركبة إسعاف لجمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إلى القدس، وفي الطريق تم استقبال الجثمان عند مداخل مخيم الامعري بتحيتها، واستمرت المراسم عند مخيم قلنديا وعبرت عبر حاجز قلنديا العسكري الى مستشفى ماريوسفط الفرنساوي بالقدس استقبلت بمئات المقدسيين هناك.

وسيتم استكمال تشييع جثمان الشهيدة الجمعة وسيصلّى عليها في كنيسة في القدس الشرقية المحتلة، وتدفن في مقبرة جبل صهيون إلى جانب والديها.

وعدّد الرئيس الفلسطيني مناقب الصحافية، قائلا إنها "كانت صوتا صادقا ووطنيا" و"شهيدة فلسطين وشهيدة القدس وشهيدة الحقيقة والكلمة الحرة ورمزا للمرأة الفلسطينية والإعلامية المناضلة".

وأعلنت بلدية رام الله الأربعاء عزمها على إطلاق اسم "الشهيدة... على أحد شوارع مدينة رام الله".

- تحقيق "مستقل" و"شفاف" -

وأكد مدير معهد الطب العدلي في مستشفى جامعة النجاح في نابلس ريّان العلي أن أبو عاقلة قتلت "بسلاح ذي سرعة عالية جدا".

وقال العلي بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من معاينة الجثمان إنه يتحفظ على "مقذوف مشوه تسبب في تهتك كامل في الدماغ وعظام الجمجمة"، مؤكدا أن "الرصاصة كانت قاتلة بشكل مباشر".

وبحسب وزارة الصحة فان المقذوف تم تحويله الى معمل البحث الجنائي الفلسطيني وان الملف قيد التحقيق الرسمي لدى النيابة العامة وهي المخولة باصدار تقريرها حول المقذوف.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أكد على "الحاجة إلى أدلة جنائية" من الفلسطينيين بما في ذلك الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ الخميس في تغريدة على "تويتر"، "طلبت إسرائيل تحقيقا مشتركا وتسليمها الرصاصة التي اغتالت الصحافية شيرين ورفضنا ذلك"، على اعتبار أن كل "المؤشرات والدلائل والشهود تؤكد اغتيالها من وحدات خاصة إسرائيلية".

وأضاف "أكدنا على استكمال تحقيقنا بشكل مستقل وسنطلع عائلتها وأميركا وقطر وكل الجهات الرسمية والشعبية على نتائج التحقيق بشفافية عالية".

ودعت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة إلى "تحقيق دولي مستقل"، وفقا لما أعلن سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور.

وطالبت الولايات المتحدة بإجراء تحقيق "شفاف"، مفضلة أن يكون مشتركا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما طالب كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بتحقيق "مستقل.