برأهم من تهريب السلاح وصنفهم "سلطة شرعية" للحديدة.. رئيس "أونمها" يدافع عن الحوثيين

السياسية - Thursday 16 June 2022 الساعة 08:42 pm
عدن، نيوزيمن:

قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، الجنرال مايكل بيري، إن "مراقبة تهريب السلاح أو عدمه ليست جزءا من مهام بعثته".

وكان بيري يرد على سؤال أحد الصحفيين -في مؤتمر صحفي عقده بنيويورك- حول اتهامات الحكومة اليمنية لمليشيا الحوثي باستخدام ميناء الحديدة، لإدخال أسلحة إيرانية مهربة.

وجاء تصريح بيري الأخير حول مهمة البعثة الأممية التي يرأسها، مناقضة كلياً لتفويض "أونمها"، وأيضا لبيان سابق للأخيرة ردا على كشف التحالف العربي عن استخدام مليشيا الحوثي موانئ الحديدة لأغراض عسكرية.

ففي مارس الماضي، قالت البعثة في بيان على موقعها الرسمي، إنها على استعداد لتفتيش موانئ الحديدة، غربي اليمن، وذلك بعد اتهام قوات التحالف العربي الحوثيين باستخدامها لأغراض عسكرية.

وقالت عبر حسابها في "تويتر": "تلاحظ بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة، بقلق بالغ، الادعاءات المتعلقة باستخدام موانئ الحديدة لأغراض عسكرية".

وأضافت: "طلبت (البعثة) القيام بإجراءات التفتيش، التي تعتبر جزءا من تفويضها، وتقف على أهبة الاستعداد، لمعالجة مخاوف عسكرة الموانئ".

إلى ذلك زعم الجنرال بيري أن مهمة البعثة "سياسية" وقال: "مهمتنا سياسية وطاقمنا صغير. يوجد قرابة 120 شخصاً في البعثة، وليست قوات حفظ سلام كبيرة. هناك رقم صغير من المراقبين العسكريين ضمن الطاقم. يوجد تحديات في ما يخص تقييد حركتنا، ونقوم بدوريات مستمرة".

وذهب المسؤول الأممي في تصريحاته الأخيرة، إلى ما هو أبعد من الانقلاب على المهام المحددة لبعثة دعم اتفاق الحديدة، حيث نفى ضمنيا قيام الحوثيين بتهريب أسلحة عبر سواحل المحافظة الساحلية، بالرغم من وجود تقارير أممية تؤكد ذلك.

وتابع مبيضا صفحة الحوثيين: "منذ أن بدأنا بعمليات المراقبة، أي منذ اتفاق ستوكهولم، لم نلاحظ أي حركة عسكرية كبيرة أو مظاهر عسكرية. وبالنسبة إلى المجتمع الدولي، من الضروري أن نستمر بعملنا".

كما تحدث بيري خلال المؤتمر الصحفي، عن ما سماه "مشهدا عسكريا وسياسيا جديدا في الحديدة"، وقال: "نحن الآن في مشهد عسكري وسياسي جديد في الحديدة. بعد الانسحاب أحادي الجانب الذي نفذته القوات الحكومية اليمنية المشتركة من مواقع واسعة داخل المحافظة في نوفمبر الماضي، والذي أدى إلى تحول في الخطوط الأمامية في مناطق جنوب المحافظة. وتبقى هناك جيوب لعدم الاستقرار في هذه المناطق".

وتابع: إن "البعثة تعمل من أجل توسيع رقعة مراقبتها وزيادة الوصول إلى تلك المناطق، وإنها تمكنت في الوقت ذاته من زيادة عدد دورياتها للمراقبة في الموانئ الثلاثة في الحديدة"، وهو بهذا يعفي مليشيا الحوثيين من التزام الانسحاب من المدينة والموانئ بموجب الاتفاق، وأيضاً يحاول تصوير المشكلة بأنها في "حيس والخوخة".

تماهي رئيس البعثة الأممية مع مليشيا الحوثي لم يتوقف عند هذا الحد، إذ تعدى ذلك إلى الاعتراف بهم "كسلطة محلية" في الحديدة، وذلك في معرض رده على سؤال آخر حول التحديات التي تواجه عمل البعثة.

وقال في هذا السياق: "نتواجد في أكثر من موقع، لكن نقطة وجودنا الرئيسية في ميناء الحديدة، وهذا يعني أننا في اتصال دائم مع (السلطات المحلية)"، أي مليشيا الحوثي التي تسيطر على المدينة وتنهب ثرواتها بقوة السلاح.

ولاحقا عاد بيري للاعتراف بالقيود التي تفرضها مليشيا الحوثي على البعثة الأممية في الحديدة، قائلا: "لقد كانت هناك بعض القيود على تحركاتنا. ما أرغب فيه هو التوجه إلى أي من الموانئ دون إعلان مسبق، وفي أي وقت وزيارة كل منطقة. لم نصل إلى هذه النقطة بعد".

ووفق مراقبين فإن تصريحات رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة دليل واضح وصريح على أن المنظمة الأممية لم تغير سلوكها تجاه الحوثيين، بل أصبحت أكثر جرأة في شرعنة سيطرتهم على المدينة وموانئها وتكريس انقلابهم على اتفاق ستوكهولم.