ليز تراس.. الأوفر حظاً لخلافة رئيس الوزراء البريطاني المستقيل

العالم - Friday 02 September 2022 الساعة 06:36 pm
نيوزيمن، وكالات:

انتهي الجمعة، سباق المتنافسين على رئاسة الحكومة البريطانية والذي انحسر بين السياسية المخضرمة ليز تراس في مواجهة ريشي سوناك.. وذلك بعد صيف من الحملات الانتخابية وشبه فراغ في السلطة وسط أزمة غلاء معيشة في المملكة المتحدة.

ولم تؤد التجمعات واستطلاعات الرأي، إلا إلى تأكيد الفارق الكبير بين وزيرة الخارجية ووزير المال السابق وتراس التي تعد الأوفر حظاً

داخل حزب المحافظين الذي سيصوت أعضاؤه بالبريد أو عبر الإنترنت، وستعلن النتيجة ظهر الإثنين المقبل.

وما لم تحدث مفاجأة، ستصبح ليز تراس رابع رئيس للحكومة منذ الاستفتاء على بريكست وثالث سيدة تشغل هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.

وستتولى المنصب خلفاً لبوريس جونسون الذي أجبر على الاستقالة في أوائل يوليو الماضي بعد سلسلة فضائح، وينتظر البريطانيون ذلك بفارغ الصبر لمعالجة سريعة لارتفاع رسوم الكهرباء التي تخنق المنازل والمدارس والمستشفيات والشركات، ما يؤدي إلى نزاعات اجتماعية غير مسبوقة منذ سنوات تاتشر 1979 -1990.

وقال جون كيرتس المحلل السياسي في جامعة ستراثكلايد: "ستكون مفاجأة كبيرة جداً جداً إذا لم تفز"، مشيراً إلى "التقدم المتراكم في استطلاعات الرأي" وقدرة تراس على "جذب أعضاء حزب المحافظين سياسياً وتقديم رسالة واضحة لهم".

وترأس السياسية المخضرمة التي تنتقل من منصب وزاري إلى آخر منذ 10 أعوام، نجحت في إقناع قاعدة الحزب بوعدها بتخفيض ضريبي ضخم، وتبني لهجة قاسية جداً ضد النقابات، ما أدى إلى تشبيهها بمارغريت تاتشر أيقونة التيار المحافظ، رغم أن منافسها يعمل على انتزاع هذا الإرث بتقديم نفسه مدافعاً عن الحذر في الميزانية.

وواجه ريشي سوناك، وهو حفيد مهاجرين هنود قد يصبح أول رئيس وزراء غير أبيض في البلاد إذا حدثت مفاجأة، صعوبة في تغيير صورة التكنوقراطي الثري والبارع في إلقاء الدروس، والخائن الذي سرع سقوط بوريس جونسون باستقالته من الحكومة في أوائل يوليو (تموز) الماضي، ولا يزال جزء من قاعدة الحزب يشعر بالأسف لرحيل جونسون.

وتتمثل هذه القاعدة بما بين 160 ومئتي ألف شخص أي 0.3% من السكان، يشكل الذكور والمسنون والبيض نسبة أعلى من المعدل، سيقررون هوية رئيس الوزراء المقبل، ولم يكشف الحزب يوماً عددهم الدقيق، لدرجة أن موقعاً إخبارياً يلاحقه قضائياً لمزيد من الشفافية.

وسيقدم بوريس جونسون، الثلاثاء المقبل، استقالته إلى الملكة إليزابيث الثانية في مقر إقامتها الصيفي في بالمورال في اسكتلندا، في سابقة للملكة والتي تواجه صعوبة في التنقل ولن تسافر إلى لندن، وسيتبعه خلفه الذي سيكون رئيس الحكومة الـ15، في عهد الملكة المستمر منذ 70 عاماً، قبل أن يعود إلى لندن لإلقاء خطابه الأول أمام مقر الحكومة في داونينغ ستريت، ويشكل حكومته ويواجه زعيم المعارضة كير ستارمر للمرة الأولى الأربعاء، في البرلمان.

ويبدو أن المهمة ستكون صعبة في ظل انقسام الغالبية بسبب الفضائح وفي بلد يواجه تطلعات استقلالية لاسكتلندا وخلافات ما بعد بريكست في إيرلندا الشمالية، ولكن الضغط سيكون كبيراً للعمل بسرعة.

واتخذت أزمة تكلفة المعيشة منعطفاً دراماتيكياً مع الإعلان عن زيادة بـ80% في كلفة الطاقة المنزلية في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم الذي يبلغ اليوم أكثر من 10% إلى 22% وفق أسوأ التوقعات.

ومن وسائل النقل، إلى عمال البريد، وعمال الموانئ، والمحامين، استمرت الإضرابات في الانتشار، ووعدت ليز تراس بتخفيضات ضريبية ضخمة بدل مساعدات مباشرة، وقالت إنها تريد الحد من الحق في الإضراب.

 كما وعدت رغم كل شيء "بالدعم الفوري" للأسر التي تواجه صعوبات لكنها لم تذكر تفاصيل، وألغت في اللحظة الأخيرة مقابلة وعدت بها مع شبكة "بي بي سي".

وكان بوريس جونسون غائباً خلال الصيف إذ أمضى إجازة في سلوفينيا ثم في اليونان، ورفض استبعاد العودة إلى السياسة ويبدو وجوده مربكاً، ووعد أمس بـ"الدعم الكامل" لخليفته.